. .صدر حديثا كتاب الأديبة  زينب لوت  تحت عنوان لعبة الفوضي وجمالية الكتابة " ، وهو عبارة عن دراسة للأعمال السردية للروائية الكويتية فاطمة يوسف العلي  ، والتي تعد بحسب "لوت"أول  كاتبة روائية  من اللواتي وثبن بحس فني لفرائض الحكي والتميز الجمالي للرواية، واتخذت لنفسها مكانة ليست فقط في مجال الابداع الروائي لكنها برزت في حقول الصحافة و النشر، وصنعت قامة مرموقة وسط كاتبات الكويت والوطن العربي فكانت أول من كتب الرواية النسوية بالهيكل الفني المناسب و المتناسق العناصر و الرؤى و التكامل  وذلك من خلال ابداعاتها مثل  (رواية وجوه في الزحام سنة1971) والتي  أحدثت تحولاً استثنائيا في مجال الكتابة ،مرورا بالعديد من الأعمال (وجهها وطن) سنة 1995، قصص قصيرة (دماء على وجه القمر) سنة 1998،قصص قصيرة (تاء مربوطة) سنة2001،أقاصيص:بقايا أقاصيص 2012،رواية( ثرثرة بلا ضفاف) سنة 2014،واخيرا رواية (غرف متهاوية) عام 2018..

وتستطرد "لوت" قائلة: لطالما تعامل النقاد منذ العصر القديم على تجسيد ملامح النص، وتناسق أعضائه و بروز خواص حركته، وكيفية إثارة جماليته في نموذج الكتابة وتحقق الإيقاع الجمالي،  تلك القاعدة الفنية التي تكفل بتناسق النموذج وكماله الاستراتيجي لتموقع العناصر الفنية وقوانين تحقيقها لكن "العلي "حققت المعادلة الصعبة في كونها تحمل كينونة الأنسان .

وتشير الدراسة الصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع وبتقديم  مصطفي بوغازي أن اللغة  في كتابات فاطمة العلي تتفرد في تواجدها في تكوين أثر نصِّي يجعلها تتماسك لتضع قانونها الخاص ، لافتة الي أنه لا يمكن أن نجد  تماثلاً بين المؤثرات في كلِّ عمل، وبنفس الخصوصية التي تُفقِدُ فرادة الفُنون موقع و سيرورتها الإيقاعية التي تتعالى تارة و تنخفض في أخرى، تُحدث ضجة وأخرى تصمت وتندثر بفعل العامل اللغوي و الحمولة الثقافية بمجال استعمالها ووضع تركيبها الفني ما يميز بين الاتساع و الليونة والانقباض والتملص من استجابة الفكرة ومطاوعة اللغة وهكذا تخلق لعبة أخطر هي لعبة الفوضى