حاوره سيد يونس
كلما كنت قريب من مرسمه قادتنى اقدامى اليه ..وربما اكون واحد ممن فتح له بيته نجلس يحكى لى عن زمان وليال زمان عن احسان عبد القدوس عن صلاح جاهين عن جوقة مجلة صباح الخير ومؤسسة روزاليوسف عن مغامراتة فى باريس و عن عبد الحليم يسمعه اغنياتة قبل ان يسمعها احد هو بلدياتى وصديقى ابن الفنان التشكيلي رسام الكاريكتير جورج البهجوري الذى هو واحد من كبار رسامي الكاريكتير ليس في مصر إنما على مستوى العالم، فهو المصنف رقم 17 في فن البورترية على مستوى العالم، وهو الصعيدي الذي لم تبهره العواصم الأوربية رغم إقامته ما بين القاهرة وباريس حيث مرسمه هناك، وحصل على العديد من سالجوائز من مختلف المحافل الدولية من خلال مشواره ومعارضه الفنية التي تعدت
منذ فترة قال لى سيقيم متحف حاص به يضم اعماله ومقتنياته وشجعته على الفكرة رفيقة دربه نيوتى حنا زوجتة التى قالت لو ان جورج ظل فى باريس لضاع على الرغم ماحقق من شهرة فى كبرى الصحف والقاعات و متحف بهجورى يصم معظم اعماله ومقتناية البعض جاء به من باريس هو شارك فى قرابة 200 معرض في مختلف أنحاء العالم..
فى هذه المرة كانت برفقتي الزميلة زينب عيسى فانبهرت بروحه وخفة ظله ورقة زوجتة ولطفه فكان الحوار:ا
بداية قلت له لماذا متحف خاص لك ؟
قال اعتقد انه على كل فنان وصل الى مرحلة فنية ما عليه ان يفكر فى متحف له خاصة انه مع مرور الزمن قد تلقى اعماله رواج وقد تلقى عدم تقدير من افراد عائلتة
وازعم انى اعمال اى فنان مع مرور الوقت سيزداد قيمتها المادية وضحك بهجورى بعد عمر طويل
* بهجورى اختيارك لأم كلثوم في أعمالك بصفة مستمرة، لماذا؟.
- أم كلثوم كانت ثروة فنية كرست جهودها من اجل الدعم والبناء لانجده الان من فنانى اليومين دولت هي التاريخ وهي السيدة المصرية الأصيلة التي تسمعها فتشعرك بالزمن الجميل وتشعرك إن الوطن ينبض داخلك في الغربة، كانت أم كلثوم هي الونيس لي وللمغتربين في الخارج، هي تفكّرك بمصر الحضارة ومصر الفلاحين، دائمًا ما أرسم وأنا استمع إلى الست.. إنها حالة.
* بالمناسبة دائما ماتشيد بالفنان فاروق حسني ؟.
- دعني أقول لك إن مصر لن تشهد وزير ثقافة بحجم وقيمة فاروق حسني، وهو رجل كان له رؤية ثقافية على المستوى المحلى والدولي، وهو فنان تشكيلي له اسمه عالميًا، وفي اعتقادي أن الكثيرون يذكرون ايادية البيضاء لأنه قدم للإبداع والحركة الثقافية الكثير، وكفنان قامة مصرية كبيرة
لماذا الكاريكاتير بالذات؟
- لأننا المجتمع المصري الشعب الوحيد الذي يسخر من نفسه فيضحك من شدة الهموم، في الفترة الأولي من حياتي كنت أري أنني لم أقدم للناس شيئاً إلا في هذا الإطار كنا مجموعة بدأنا السلم سوياً : طوغان - حاكم - صلاح جاهين وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بذكرهم فأصبحنا نجوماً.
ماذا عن الحياة الثقافية والفنية في الخمسينيات والستينيات؟
- دعني أقول أن الزمن لن يعيد نفسه كنا حالة حب فريدة من نوعها إبداع متوهج كنا نسهر حتي الصباح نتحاور ونتناقش في الفن والسياسة والثقافة وعندما يرهقنا العمل نرفع سماعة التليفون فيأتي عبد الحليم وكمال الطويل ليغني عبد الحليم ونغني معه هذه الفترة شهدت نهضة حقيقية لأن الظروف كانت تساعد علي ذلك لم تكن هناك مشاحنات أو أحقاد تذكر.
البعض يقول أن عصر عبد الناصر كان عصر تقييد للحريات؟
- اجاب من قال هذا أنا رسمت مجلس قيادة الثورة وعلى ما اذكر رسمت احد رجالاتها وهو يحمل جردل مياه وينظف قبة البرلمان ولم يأخذني أحد في منتصف الليل أو أعتقل أو صادر فرشاتي وعلي فكرة أنا أول رسام مصري رسم عبد الناصر.
بعد غيابك عن مصر وحياتك في فرنسا كيف تري الحياة في مصر الآن؟
الحياة أصبحت مؤلمة بسبب الصراع علي الماديات التي باتت تطغي علي وجدان الناس أصبحت الحياة مشوهة في كل شيء لم يكن الصوت الغنائي الجميل موجوداً فقد رحل فريد الأطرش صوت العرب الصداح ورحلت أم كلثوم الكوكب المشرق وغاب حليم النابض بالإحساس وسقطت آخر أوراق الشجرة بموت الكروان محمد عبد الوهاب.
لمسة الحزن تبدو فى ضحكة بهجورى ىرغم انه يضحك العالم
- انا صادقت وتربيت وجدانى على النغمة الحلوة والقصة والرواية الحلوة الان الاصوات النكرة باتت تغزو آذاننا أصبحت تنتشر أصوات غريبة من وراء الدهاليز اختفت الأقلام الرومانسية وسيطرت أفلام العهر والمخدرات حتي الفن التشكيلي بات غريباً رغم إننا أحفاد الفراعنة ويأتي العالم ليشاهد عظمتنا وازعم ان الفن والابداع قاطرة التنمية
ماذا عن علاقتك بالعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ؟
كنت محظوظ جدا وانا صديق عبد الحليم وكنا نجلس لفترات متاخرة بالليل هو كان رائع اذكر انه كلما مر على روزاليوسف ووجد احسان عبد القدوس منهمك فى عمل كتابة مقال اوقصة اورواية ينظر من فتحة صغيرة ويتركها بلطف دون ان يزعجه ويصادف اكون سهران بالمجلة يجلس معى يسمعنى ولادة اغانية قبل التنفيذ اغنية بتلومنى ليه عندما جلس يدندها بالطرق على المكتب قلت له الاغنية ستضرب وفعلا نجحت وغيرها رحيله حز فى نفسى مثلما كان رحيل صلاح جاهين وكامل الشناوى اثروا فى
وماذا عن ام كلثوم ؟
ام كلثوم اسطورة رسمتها فى معرض كامل كما قلت كنت احضر والمدام حفلاتها لكن وسط الحفلة كنت انام
لماذا تهاجم مختار والفنان محمود سعيد؟
- أنا أحترم أي فنان زميل ولكن نحن لنا تراثنا وموروثاتنا وتاريخنا العريق فأنا عندما أتناول زعيماً مصرياً لماذا استخدم التقنيات الغربية في العمل هذا يخرجني بعيداً عن الأصالة.
كيف تقيم فن الكاريكاتير المعاصر في مصر؟
- مصر غنية بفنانيها الساخرين تجربة مصطفي حسين وأحمد رجب تجربة جميلة.. أطالع رسومات عمرو سليم في الجريدة الناجحة الأسبوع هو فنان موهوب ولكن يكتب أكثر من أن يرسم.لكن الفن التشكيلى تراجع بسب تقليد الغرب دون وعى
لماذا هاجرت إلي فرنسا؟
- مع بداية السبعينيات أحسست أننا مقبلون علي مرحلة حرجة وخطيرة بسبب ما يسمي عصر الإنفتاح والتغيير الجذري كنت أشعر به ففضلت أن أعيش في هدوء من أجل الفن وتحقيق الذات بالأسلوب الذي أرضاه ولكني أتعذب بشدة بسبب الغربة؟
هل مازالت فرنسا تمتلك الوهج الفنى والابداعى كما كان عندما زرتها اول مرة ؟
للاسف هناك من اطلق عليهم اصحاب السديرى الاصفر لديهم عداء لما كل هو جميل وخلاق
كيف يمكن النهوض بالحركة التشكيلية المصرية؟
- العودة للتراث بمعني انني قبل أن أعلم طالب الفنون الجميلة التقنيات الغربية علي أن احفظه أبجديات تراثه الأصيل وعلي المسؤولين نشر الفن في كل مكان في النجوع والقري في الحواري والشوارع لأنه من الجميل أن أقيم شاشات عرض في الشوارع لحفلة موسيقية في الأوبرا أو افتتاح معرض فن تشكيلي بالطبع هذا سوف يخفف هموماً كثيرة
* هل ثورة يناير و30 يونية اخرجت فنونها وإبداعاتها بعد؟.
- ليس حقيقيًا أن الثورة أنتجت فنها وإبداعها ورسوماتها، حتى فن الجرافيك نفسه لم يعبّر عن ثورتين وحتى الأغنيات التي ظهرت لم تعبّر عنهما ، ولنرجع إلى ثورة يوليو كان للثورة تأثيرها في السينما وفي المسرح وفي كتابات كبار الكتّاب وفي الأغاني العظيمة لكل مطربي مصر فظهر مطرب الثورة عبدالحليم وغنت أم كلثوم وشادية وحتى من هم ليسوا من أصل مصري تغنّوا بالثورة، ولكن الآن قل لي مطرب استطاع ان يغنى اغنية جادة
* لكن البعض يقول إن إبداعات الثورة بحاجة إلى سنوات حتى يتم هضمها وظهورها؟.
- هذا تحليل حقيقي ولكن الثورات دائمًا تلد حالة جديدة في كل الأشياء، في الحراك المجتمعي، في تقديس قيمة العمل والتحقق، ولكن نحن فضلنا حالة الجمود وحالة الفوضى على الاستمتاع بقيمة ثورة عظيمة مثل ثورة يناير و 30يونية .
فيما تفكر الآن؟
- يضحك في البنت الفرنسية التي تقدم لي القهوة في مقهي الحي اللاتيني حيث القهوة بالمفهوم المصري الكريم وابتسامتها
