الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 01:46 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع " مُزدحمًا بِما يخشَى " شعر : حسين القباحي

 

 
 

" مُزدحمًا بِما يخشَى " شعر : حسين القباحي

  السبت 16 مارس 2019 06:07 مساءً   




صاعداً جبلَ الغوايةِ

لا يمَلُّ التوقَ و السفرَ المباغتَ و السهر

يلتقي الضدانُ حينَ يبوحُ

و الأفلاكُ تضطربُ انتشاءً بالذي تَلقَى

إذا أرخى منازلَه ونام

ليس مايُغويه في مدنِ الرمادِ

 و لا على أطرافِها

ترتاحُ عيناه أو تُلقِي لها أسماعُه بالاً

و يورقُ صمتُه شجراً جديداً

حيثُ قام

كائناً فرداً

و نداً للتراب

على مدارِ الوقتِ

يهذي بالحقيقةِ مُذْ تجرَّعَها وليدًا

و استشاطَ بها

لتتبعَه الجهاتُ

و تشتهي دَمَه قرىً محصنةٌ

و بعضٌ من شعوبِ الأرضِ

ترقب سيرَه نحو الغَمام

قالت الأعراب :

" قاتلنا

و لكن في بلاد الشام و اليمنِ السعيد "

فاسْتَلَّ قافيةً و أغطشَليلُه

ليبدأَ حربَه الأخرى

في هديرِ الرملِ

أو أُفُقِ الكلام

مزدحمًا بما يخشى استهلَّ قيامَه

ثمَّ أوصى أهلَه

و أقسمَ أن يجاهرَ بالفضيحةِ

و اشتعال الحزنِ

 في دمه المُغلَّفِ بالحكايا

و الأناشيدِ القديمةِ و الجروح

عند اشتعالِ الدمعِ في الشفتين

يحملُ ظلَّه

 و يشيرُ للغادينَ و الرُوَّاحِ

أن هيَّا

فبطنُ الأرضِ

 أشهى من جنونِ الحربِ

و الموتَى همُ النسَّاكُ

و العصيانُ ممسوسٌ بفلسفةِ الجنوح ..

قادت ا لأنهارُ خطوتَه

إلى طَبْعِ الترابِ

لعلَّه يدري الذي أبقى

سطوعُ الشمسِ من وَهَجٍ و مسغَبةٍ

لعشَّاقِ المواويلِ العتيقةِ

و المتاهةِ و السَفَر

ما الذي يدريه غيرَ الناسِ

هذا الكائنُ الطينِيُّ

و الفوضى هي العنوانُ

و الآتون من رحِمِ الموائدِ والدخانِ

 مكبلون

لا يعرفُ الماشون خطوتَه

فهو البعيدُ

 إذا ما هَللتْ أفياءُ أرض الله

في وجه الغزاة

و سمَّتْ ثورةَ  الغرباءِ في أوطانِهم

رِجْسًا توهج في وشاحِ الدم

منحدَرًا و نهجًا لا يليق ..

تسربت كلماته الأولى

بوادٍ غيرِ ذي نهرٍ

و غيمٍ لا يلُفُّ عِمامةَ الماءِ المُقدسِ

لا يزورُ أرضَ التينِ

و الزيتونِ و البلدِ الذبيح  ..

ليس يُسْلِمُ وجهَه للشرقِ

 لا يتسلقُ الجدرانَ

مأسوراً بما حملتْ

من جناحِ كتابةٍ

أو حفظتْ من المجدِ التليد

كانت صرخةُ الميلادِ

في جَنْبَيه تشهقُ

و الجروحُ تُفارقُ الكَفَيْن

حينَ تغافلُ الحُرَّاسَ خُطوتُه

لترسمَ دربَها للراحلين

ثم تقولُ للآتينَ :

 " عُدْتُم قبلَ ميعادِ الحقيقةِفاستريحوا"

مَنْ سواه سيشتري نارًا

 و يزرعُ في سُفوحِ رَمادِها وعدًا

ليومٍ مُقبلٍ

وفاتحةً لقافلةٍ جديدة

تكفي إشارتُه

كي يُقْبِلَ الشهداءُ

 في صحفِ الصباحِ مُكَللين بمجدِهم

 و يشاطرُ الأطفالُلَغْوَ النادباتِ

و ثرثراتِ الحزنِ في التلفازِ

أو موتَ الأراملِ في الأَسِرَّةِ و العُيون ..

يكفي قليلٌ

من سُهَادٍ أو بُكاءٍ كي يُزيحَ هُمومَه

و يُفَتِّحَ الأبوابَ للفجرِ المُناوئِ

يستعيدُ غَمامَه

و يرشُّ برقًا زاعقًا فوق الطُلول

قد يشتهي

نَزَقَ الرحيلِ إلى مَشاهدَ يشتهيها

 أو يلُمُّ الريح من أطرافِها

كي يوقفَ الزلزالَ في جسدِ الخريطة

و يصاحبَ الأحجارَ

من وطنٍ إلى وطنٍ ..

 و يُغلِقُ بالترابِ المُرِّ أفواهَ الغُزاة.

 

أخبار اخرى فى القسم