الأحد 05 مايو 2024 - 02:26 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية بلاتوه "موعود بالعذاب" جمعت بين العندليب والأمبراطور في الحياة والفراق

 

 
 

"موعود بالعذاب" جمعت بين العندليب والأمبراطور في الحياة والفراق

  الخميس 04 أبريل 2019 08:19 مساءً    الكاتب : ريماء عبد الغفور




 

 

لم يكن من قيبل الصدفة ان يرحل  كلاهما في ذات الشهر.. فلم لا وقد تشابها في الموهبة والظروف والنشأة وحتي المرض .. أمتعا الجمهور بفن أستثنائي وموهبة لم تتوفر لغيرهما ..عبد الحليم حافظ وأحمد زكي رحلة من الصعود والشقاء واليتم والمرض والأبداع ،حين نبحر في حياة النجمين الراحلين سنجد تشابهات في السيرة والمسيره صدف لا تأتي في العمر مرة كلاهما حباهما الله بموهبة فذه وحب الجمهور وتشابه الملامح ونظرة الحزن التي ظلت تلمع في أعينهما" ربما يكون الي هذا الحد أمر عادي ،لكن الأمر المثير أن تكون حياتهما الشخصية الأقرب إلي بعض بطريقة قدرية "فالامبراطور" والعندليب الأسمر" نشأ في نفس البلدة بمحافظة الشرقية  و عاشا نفس المعاناة من الحرمان من الوالدين ليتركا العالم في نفس الشهر بنفس الالم و الوجع كلاهما داهمهما المرض وهما في ريعان نجوميتهما وتألقهما الفني.. كلاهما ودعهتهما مصر والعالم العربي بجنازة مهيبة وبدموع الأشتياق لنجمان لم تنجب مصر والعالم العربي مثلهما.

موعود بالعذاب

تتشابه رحلة صعودعبد الحليم حافظ وأحمد زكي في العديد من المواقف القاسية التي أثبتت صلابتهما وإصرارهما على النجاح والوصول لغايتهما والتي لم تكن بالأمر السهل أو اليسير خاصة مع أولى المحن التي جمعت بين الإثنين وهي فقدان الأبوين مثلاما حدث مع «العندليب»كما جري الأمر مع الفنان أحمد زكي الذي تحدث أكثر من مرة في حوارات صحفية عن التشابه الكبير بين نشأته وبين نشأة الفنان عبد الحليم حافظ قال "كنت دائما أجد أن هناك تشابه كبير بيني وبين العندليب ربما يصل إلي حد التطابق "فأنا موعود بالعذاب مثله تماما حيث أنني مواليد محافظة الشرقية وتحديداً في نفس البلدة التي نشأ فيها العندليب وكان البيت الذي ولدت فيه قريباً جدا من الملجأ الذي تربي فيه حليم وانا ايضا شاءت الاقدار ان يرحل أبي وهو سن الشباب قبل أن أولد وكانت  امي صغيرة جدا ولأننا في قرية ريفية فلم يسمح لها أخوالي أن تظل بلا رجل فزوجوها من أحد الأقارب ولم تستطع أن تأخذني للعيش معها بعد أن رفض زوجها هذا الأمر ولم يكن عمري تجاوز العام حينما حرمت من حنان الأم إلي جانب عطف الأب المتوفي نشأت يتمياً وراحت الحياة تلقي بي كيفما تشاء.

النمر الأسود

لم يكن فقد الأبوين هو الرابط الوحيد الذي جمع بين الإمبراطور والعندليب حيث أنهم تشاركا أيضا في مفارقة قدرية فنية غير مقصودة من حيث الألقاب فعندما جسد الفنان أحمد زكي قصة الملاكم المصري ورجل الأعمال الشهير المهندس محمد حسن بفيلم «النمر الأسود» قرر الجمهور والنقاد أن يلقبوه بنفس أسم الفيلم حيث أن النمر عبر عن قوته التي ظهر خلالها في العمل بخلاف لون بشرته الذي تسبب في ذلك اللقب وهو ما تكرر مع الفنان عبد الحليم حافظ حينما أطلق عليه عشاقه والنقاد لقب «العندليب الأسمر» نسبة لطائر العندليب ذو الصوت العذب الدافئ المملوء بالشجن وأضافوا له كلمة الأسمر نظرًا لدكنة لون بشرته هو الأخر.

اللقاء الوحيد

ليشاء القدر أن  يجمع بين الرفيقين مرة واحدة علي قيد الحياة في منتصف سبعينات القرن الماضي، كان الممثل الأسمر احمد ذكي الشاب جالساً في غرفته بالمسرح بعد انتهاء أحد العروض من مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وفجأة سمع طرقات على الباب، لم يكترث في البداية، كونه يعرف إنها أحد المقالب المعتادة من زميله في العرض سعيد صالح، لكن الطرق على الباب ازداد وتعالت حدته..

همَّ منتفضاً ثائراً متوعداً سعيد صالح، بأنه لو أمسكه فلن يتركه. وكانت المفاجأة عندما فتح الباب. إنه وجهاً لوجه مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي جاء إليه ليشيد بدوره وأدائه في العرض. قال حليم لهذا الشاب الذي انتابه الصمت من هول المفاجأة: "اسمحلي أهنيك بموهبتك وأدائك يا أستاذ أحمد زكي.".

كان هذا اللقاء الوحيد في الواقع، الذي جمع اثنين من عمالقة الفن في مصر والوطن العربي، وخلاله أشاد حليم بأحمد زكي، وتوقع بأن يكون له مستقبل كبير، بل إن العندليب وعد "زكاوة" كما كان يناديه زملاؤه بالعرض، بأن يشاركه بطولة الفيلم القادم الذي يجهز له، والذي لم يبصر النور، بسبب رحيل العندليب  الأسمر في 30 مارس عام 1977.

عاشقا ناصر 

واجتمع أحمد زكي وعبد الحليم حافظ على حب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث أن "زكي" دائما ما أكد في أحاديثه الإعلامية النادرة أنه من عشاق "ناصر"، وكان أكبر دليل على هذا براعته في تجسيده لشخصيته في الفيلم الناجح  "ناصر 56" عام 1996، أما عبد الحليم حافظ فكان يعتبر الصوت الرسمي لثورة 23 يوليو 1952، والمعبر عن أفكارها وأهدافها، ما جعل حليم المطرب المفضل لدى عبد الناصر والمقرب منه.

"حليم " حلم أحمد زكي

ولو تتبعنا مشوار أحمد زكي وحليم، فسنكتشف أن هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما، والتي تجعل تأدية "زكي" لشخصية عبد الحليم في آخر أفلامه "حليم" أمرا بديهيا، يجعله يصر على تصوير العمل رغم ظروف صراعه مع مرض السرطان، لكنه كثيرا ما حلم بتجسيد شخصية حليم خلال مشواره ،ولاننسي الحفل الذي اقامته الشركة المنتجة للفيلم وما ظهر علي أحمد زكي من تعب وأرهاق بسبب المرض ورغم ذلك أصر علي أتمام العمل لينهي به حياته الفنية في نفس الشهر الذي رحل فيه عبد الحليم حافظ ، لكن ظل الترابط يجمعه بالرفيق القدري لتكتب النهاية في حياة الفنان أحمد زكي في نفس الشهر  2005 تاركين في وجدان كل مصري وعربي بصمة وعبرة  للحياة للفن للأبداع والأصرار والنجاح. 

 

أخبار اخرى فى القسم