لفت وزير الثقافة الجزائري الاسبق عز الدين مهيوبي إلي أهمية دور المجتمع المدني الهام من خلال مؤسساته كسبيل للوقوف في وجه معوقات التقدم العربي والأفكار المغيبة التي يتبناها المتطرفون،مشيرا الي أن الأمة العربية تواجه تحديات علي أصعدة عدة، ما يكشف أن دور الثقافة العربية ليس فقط تقديم الخدمة الثقافية باتجاهاتها المختلفة ومشاربها المتنوعة لكن دورها يتخطي ذلك إلي مواجهة مشكلات المجتمع وتحدياته المرتبطة بانتشار الإرهاب الفكري.
وتحدث عن تجربة وزارة الثقافة الجزائرية في تدشين ما يسمي بـ"المرافقة"، وهي مبادرة تقدمها الوزراة لمن ينتجون في الحياة الثقافية وتوفر سبل العطاء والإبداع لهم داخل المجتمع، وهي مبادرة تشجيعية لاقت نجاحا بشكل ملحوظ وساهمت في ترسيخ ثقافة جديدة تواكب المتغيرات الآنية في المنطقة .
وطالب بضرورة تحسين المنظومة التعليمية الإعلامية العربية لمواجهة محاولات التطرف الفكري ، مشيرا الي أن خطر الإرهاب لن ينتهي بين ليلة وضحاها بل لن يتوقف إلا بجهود عربية موحدة، والثقافة هي أحد أهم تلك الجهود باعتبارها أداة تنويرية، موضحا أن تغير الخطاب الثقافي أمر ضروري لكن لابد أن يصاحبه ممارسات علي أرض الواقع، قوامها الحوار ومواكبة التحولات الرقمية الحادثة بالعالم.
وقال "مهيوبي" في تصريح خاص لـ"افريكانو الثقافي " انه لابد من الحرص علي مناقشة المخاطر الناجمة عن الأرهاب داخل المجتمعات العربية بصورة مستمرة لأن احتقانها يتحول لعنف مدمر يواجه المجتمع ولن يستثني أحدا، بما يؤكد أن محاربة الإرهاب واجب قومي عربي لافتاً إلى أن التحولات السياسية التي شهدتها البلدان العربية مؤخرا تستلزم خطاب أعلامي يسهم في بناء المجتمع .
وأكد وزير الثقافة الجزائري الأسبق علي عمق العلاقات المصرية الجزائرية علي كافة الاصعدة ،وكذا من خلال المؤسسات الثقافية الفنية الحاضرة من خلال الفعاليات المتبادلة في المجالات المختلفة لافتا الي أن مصر حاضرة بقوة في كل الفعاليات الجزائرية في المهرجانات ومعارض الكتب والمشاريع السينمائية مثل أعمال المخرج المصري يوسف شاهين التي شارك فيها فنانون جزائريون، وهناك أعمال المخرج الجزائري أحمد راشدي وغيره شارك فيها فنانون مصريون.
