الأربعاء 15 مايو 2024 - 08:03 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مكتبتى هل كان عبد الناصر ناقدا لتجربته؟.."أخيل جريحا" بجيب علي التساؤل

 

 
 

هل كان عبد الناصر ناقدا لتجربته؟.."أخيل جريحا" بجيب علي التساؤل

  الأربعاء 25 سبتمبر 2019 04:32 مساءً    الكاتب : زينب عيسي




زينب عيسي

يحكم  كثير من الليبراليين  والمعارضين علي الحقبة الناصرية من منظور نقدي لها ما لها وعليها ما عليها وهو امر طبيعي ،لكن أن تأتي من  صاحب التجربة ذاتها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أحد أهم شخصيات التاريخ الحديث وأكثرها جدلا  والذي تواكب الأيام القادمة ذكري وفاته فهذا أمر يختلف كثيرا ،هذا ما كشفه الكاتب الصحفي عبد الله السناوي في كتابه الجديد الصادر عن دار الشروق  " «أخيل جريحاً».. والذى نقل لنا من خلاله بعض الوثائق المهمة عن الرئيس جمال عبدالناصر.. من خلال أوراق الأستاذ محمد حسنين هيكل

في أوراق هيكل وفق ما ورد الكتاب شهادة لصاحب التجربة الناصرية التاريخية والتي رغم كل نتائجها مازالت تحمل في طياتها خبايا وتناقضات في المرحلة التي يقول عنها صاحبها نقلا عن الكتاب «إن النظام على النحو القائم الآن يترك مصير البلد لرجل واحد وهذه مخاطرة بالمستقبل»..  ثم يعود ليؤكد عبد الناصر علي أنه لم يكن راضيا تماما عن التجربة في كثير من الشهادات التي اوردها المؤلف نقلا عن أوراق هيكل نورد منها :

«الحزب الواحد فى هذه الظروف وهذا العصر أصبح لعبة خطرة».. «إن الحزب الواحد بغير معارضة أثبت أن عيوبه أكثر من أى شىء آخر ، «هذا الوضع يمكن أن يدفع بالجماهير إلى السلبية وبالتالى تترك أهم القرارات للبيروقراطيين أو التكنوقراط».. «لا بد أن تتسع عملية إعادة التنظيم لقوى معارضة تكون لها صحفها لكى تستطيع أن تعرض أفكارها على الناس ولكى تكون رقيباً على تصرفات الدولة»، «كيف يمكن أن تكون هناك معارضة لا تعود بالبلد إلى الوراء وتعيد عهود الخضوع للاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم»!..

ويُهدي عبد الله السناوي الكتاب، الواقع في 14 فصلا و369 صفحة، إلى الأجيال الجديدة، موضحا على غلافه الخلفي أن: "تقول رواية متواترة إن الطالب جمال عبد الناصر لعب دور يوليوس قيصر في مسرحية وليم شكسبير، التي تحمل الاسم نفسه على مسرح مدرسته الثانوية".

ويشير السناوي إلى أن "هذا الكتاب محاولة لإعادة قراءة التجربة مشروعًا ونظامًا وإرثًا وصراعًا، امتدَّ عبر العقود حتى ثورة يناير وما بعدها إلى عقود أخرى لا يعرف أحد عددها

وكتاب "أخيل جريحا"  تبدأ الدار الناشرة في عرضه علي مدى خمس حلقات نصف أسبوعية ؛ لكونه بحسب مؤلفه

«محاولة لإعادة قراءة التجربة مشروعا ونظاما وإرثا وصراعا، امتدَّ عبر العقود حتى ثورة يناير وما بعدها إلى عقود أخرى لا يعرف أحد عدده

ومن أجواء الكتاب:

عندما ولدت زعامة «جمال عبدالناصر» فى أتون حرب السويس (1956) مضى قدما فى بلورة مشروعه، وأية ثورة بلا مشروع لا تقدر على أية مواجهة ولا تصنع أى إلهام.

أطلق أوسع عملية حراك اجتماعى نقلت أغلبية المصريين من هامش الحياة إلى متنها، كما تصدَّر مشهد حركات التحرير الوطنى فى العالم العربى وأفريقيا ملهما العالم الثالث كله.. بنى مصانع ومدارس وغيَّر الخرائط الاجتماعية، كما لم يحدث من قبل، غير أن التناقض كان فادحا بين اتساع المشروع وضيق النظام.

بأى نظر فى تاريخ رجل ثورة «يوليو»، فهو شخصية تراجيدية، كأنه صورة حديثة من «آخيل» البطل الملحمى فى التراجيديا الإغريقية، قوته فى مشروعه، أو مناعة جسده من ضربات السهام والرماح، وضعفه فى نظامه، أو انكشاف كعبه لأية ضربات تصل إليه.

التاريخ ليس تراجيديا، غير أنها موجودة فيه، وتجربته عمل تاريخى يُقرأ فى سياقه وتحدياته ـ بالوثائق لا بالأهواء.

لم يكن ممكنا أن تأخذ هزيمة «يونيو» (١٩٦٧) مداها المروّع ما لم يكن النظام مقفولا ومنكشفا لأخطاء جوهرية فيه أدانها «عبدالناصر» فى محاضر رسمية بعد الهزيمة.

هناك من يقول ــ دون سند من واقع ــ إن عبدالناصر مات يوم (٥) يونيو.

الحقيقة أن المسافة ما بين الهزيمة العسكرية (١٩٦٧) والرحيل المفاجئ (١٩٧٠) أفضل سنواته.

الهزيمة أثرت على صحته دون أن تنال من عزيمته.

لم يكن صريع الهزيمة لكنه جريحها.

 

أخبار اخرى فى القسم