بحاجة ماسة إلى صباح
في مقتبل النعومة
وإلى صخرة صغيرة
أفرد عليها شعري
أعرضه لأشعة الشمس
وإلى حبل غسيل قديم
ألعب به لعبتنا القديمة
حد التعب
وأرمي بعدها بجسدي الصغير
تحت شجرة يخفي ظلها
رسالة تركها عاشق
لعشيقة
تأتي بتوقيت الحب
تحمل جرة تنبعث منها رائحة القطران
*
بحاجة
إلى أصابع ماسية
تربت على كتفي وقت الظهيرة
تعد كم شامة
أخفت الحياة وهي تعبرني
عثراتها...
بحاجة إلى صباح في كامل لياقته البدنية
يجلس معي إلى الطاولة
وإلى أغنية شرقية
ورقصة مجنونة
بحاجة إلى الكثير من التفاصيل
سيجارة في نفسها الأخير
كأس في كامل امتلائه
وعاشق في صحوته الأولى
والعظمى
وكتاب
لم يقرأ أحد صفحة منه
بحاجة إلى عينيك
والذئب يخوض فيهما
حروب ذكائه، و يحفظ دروس
تحايله
على ليلى الصغيرة التي تنام في داخلي
تنتظر أول إشعار
لتحمل الوشاح الأحمر والقفة وتمضي نحو الغابة
نحو الهلاك
والحب المتنكر في زي الأميرة والوحش
*
بحاجة إلى أحمر شفاه
وقنينة عطر فارغة
أملؤها
من آثار شفاهك التي التقطتها
بالتصوير البطيء
وأنت تلثم فنجانك
بحاجة إلى شجرة
لفرط ما شاركتني الرقص
تشاركني الآن الوقوف
بكامل العراء
لمزيد من المشاريع الأخرى
الجاهزة لتفصيل أكثر من أغنية
وأكثر من ليل شاعري...
بحاجة إلى قصيدة من قصائدك الناعمة
وسورة من القرآن ترتلها بمنتهى الإيمان
وإلى مرآة تجمعنا معا
لنحصي عدد الاختلافات بيننا
و لنتأكد مجددا أن لا شيء يجمعنا
غير هذا الفضاء لا متناهي الاتساع
لست بحاجة إلى صمتك
يعربد على طاولة القلق
يلف أصابعك كثعبان
*
لست بحاجة
إلى بكائي المرتعب تحت شقوق الجسد
بحاجة إلى نافذة واحدة
أعلقها على حائط غرفتي
وأغلقها بمسامير كثيرة
كي امنع تسلل الليل إلى أمتعتي
وكي أردع الملل
وكي يبقى الصباح
وضاء كوجهك
يغني من غير استحياء
/قدك المياس يا عمري/
بحاجة إليك
أيها الضال
إلى عناق يجمعنا، وضحكة تمتزج بها أحاديثنا
بحاجة إلى صوتك
تعبت من هذه الكتابات البعيدة والمتعبة
هذه الكلمات الهشة والمتلفة
التي قد لا تصل
قد تصل في غير وقتها
ونكون معا قد فوتنا فرصة التحليق
في منطاد الذاكرة
هل تسمعني؟
تسمع الأغنيات الدافئة التي تمطر
حين يكون الوقت شتاء
ويصبح صوتي رداءك الفاخر
وسريرك المفخخ
بالحنين والشوق
هل تسمعني؟
وذلك الحرمان اللئيم
يسيج جدران غرفتي
وعصافير جنوني
هل نرقص معا؟
لمرة أخيرة على أنغام ديميس روسوس
ولو على سبيل المجاز
ليكن على الأقل ثمة حلم واحد
مصمم على مقاسنا
مقاس ما نريد
