-1-
- هات يا عم الفوطة من عندك
- خد ... فين الشبشب بتاعي ... شوفه كدا في المطبخ أو عند الأمن ؟
- يابني عايز الحق العشاء ... فين الشبشب
- يعني اعمل إيه دلوقتي ، وبعدين العشا ممدودة وبراحتك الشغل مش هايسخن إلا الساعة 12 فيه إيه
- ربنا يتوب علينا من دى شغلانة يا أخي ...
- الحمد الله علي كل حال ... استغفر الله ..
- احنا نصلي جماعة النهارده بقي طالما لسه بدري ...
- ماشي !
انتهوا من الصلاة وبدءوا يتدافعون إلى داخل البار الشهير ليبدءوا عملهم المعتاد .
"نظف الكاسات ، لمع الترابيزات ، قف مبتسم بسماجة "
-2-
" السكر لا يعني فقدان الوعي ، أما الرقص فهو توهان عن عمد .."
منذ زمن يرد إلى كل الأشكال .. نسيت وجهى الذي اعتدته ...عندما اسقي الخمر ، أذكر أول مرة جرحت فيها عندها قررت ان اشرب شيئا ساما .. أن الكل يشرب لينسي جرح ما لكن هل ينسي ؟
ما علينا .. لن أشغل نفسي بأمور تشبه الحكم ..
كل ما علي الوقوف هنا كي أملأ الكؤوس، لكنهم لا ينسون أبدا .. !!
يعودون كل يوم للسيرة المرغوب في نسيانها ...
احب الزرع جدا وموهوب في اختراع المخصبات الزراعية .. واستطيع توزيع اللون الاخضر في اماكنه المناسبة .
وكما تذهب حبيبات الآخرين لمكان به أشباح وعفاريت ومخلوقات خرافية يأكلونهم ذهبت حبيبتي !
حاول أصدقائي إقناعي بالشرب حتى انسي وجعي ، رفضت،أنا قوي لا اهرب أبدا ، حتى إلى نفسي ؟!
اعتزلت الناس ، كرهت الحب !
فلتذهب ، فلتحترق لعنة الله عليها !
لا ، بل لعنة الله علي انا ، فانا الذي لم يكن معي ما يشتري لي حبيبتي ! وها انا كـ " الولايا " أجلس في البيت بلا " شغلة ولا مشغلة " تربت علي امي في " الراحة والجاية " معلش يابني بكرا ربنا يعدلها " أكره هذا الكلام... أنا مش هاعد كدا ... ملعون أبوها علي أبو الزمن اللي خلاني حزين ؟
فوق يلا ، اوم دورلك علي حتة أتلم فيها وجبلك قرشين ..؟!
فيه اللي شارعليا بالسفر جوا أو برا ...
" المهم رسا بي الحال مع صديق بيشتغل في البار اللي انا فيه دلوقت "
لم اشرب حتى الكوكاكولا ، أصلى بخاف ربنا قوي .
أول يوم لي في البار، وقفت خائفا مرتعشا مبتسما ابتسامة باهتة مصطنعة... أرتـــدي " اليوني فورم " المعروف بشياكة متأهبا بابتسامتي لتلبية أي طلب ؟!
تلميع الكاسات وتجهيز الثلج الكافي لكل " المفرفرين دول " ، غلابة ، هكذا أراهم ، أنا أيضا غلبان ، وكذلك يروني ؟
-4-
على البارتقف فتاة تشبه امرأة لعوب من القرن الـ19 وملامحها بها براءة فى طريقها للموت مع فتي معروف بثرائه ، سمعتها تسأله :
- جسمك كله سخن .. بينتفض .. انت كنت بترقص بهستيريا ؟
- فاجابها .. كل الحاجات اللي ممكن ترفضيها ممكن تحصل دلوقتي بسهولة ..
- حاجةغريبة ...أزاي قدرت ترقص الرقص العنيف دا وانت برجل واحدة .. انت مسكون واللا ايه!
كنت قد عرفت ان هذا الفتى حفيد لشخصية سياسية كبيرة وعظيمة صنع الكثير للبلد ومات شهيد ، الولد " يزك " علي إحدى قدميه وأيضا كما قالوا لي ان له سابقة انتحار بسبب فشله في زواجه وانه من برج " القوس" ويقال عليه انه مسكون بعفاريت بتعرف تجننه ، سبق ومرت عليه من قبل دون أن تؤذيه ، حتى عندما انتحر لم يمت ، فقط فقد إحدى قدميه ، وتكررت للمرة الألف ظهوره كل يوم مع فتاة تختفي من وجهها أخر ملامح البراءة ...
تتركه وترحل نتيجة لمعاملتة القاسية الغير مبررة ، يقف للبكاء ، أساله :
- مالك يابني فيه أيه .. عرقت قوي كدا ليه .. نشف عرقك بأي منديل ؟
- وهو مختنق بدمعه ... مش لاقي منديل ابيض !
- يا عم ماشي حالك نشفه بأي لون ، المهم متقفش عرقان كدا ؟
-5-
الأرواح هنا ليست جنودا أبدا إنما هم عبيد ؟!
اصبحت عقرب يقف في وكر للأفاعي الغير سامة .. يرقصون بنعومة، ليس لهم أسنان او لسان ولا حتى جلد ناعم يثير قشعريرة في جسد أحد انهم أفاعي بلا معني !
* إن كان شارب الخمر ليس كافر ...!! ساقي الخمر ليس كافر ، الزمن ليس كافر ، لكن الحزن ... الوجع كافر كافر !
العيون هنا تدمع كثيرا ولا تبكي ، بعضهم يرقصون علي ضلوعهم ببلاهة ، ولا يفهمون أبدا ان الشمس لها فائدة غيرالحرق والحر والعمي ...!!
كمصاصي الدماء يختفون بظهور الشمس ؟
وكل ما أعود به للبيت بعد كل هذا مناديل بيضاء كثيرة وعلب كبريت لبتوجازي القديم
