مُثَقَّفونَ كُعوبُ الحرفِ تَنظُرنا
هلَ تَنْظرُ الشَّمسُ في الآفاقِ إبْرازَا
تَدُورُ في يَدِنا الأَفلاك نَعْجِنُهَا
منْ يَشْترِي لدَقِيق الفكرِ خَبَّازا
نُعَلِّقُ الغيمَ في الكلماتِ نُمْطِرها
فَيمْطِر الوَحْيُ إعْجَازًا فإعْجازا
نُعَلِّقُ الجِنَّ في أغْصَانِنَا فنَرى
رُشْدًا ورَصْدًا وإعْجَابًا وإحْرَازا
يابارِئَ القَولِ إقسِمْ ليْ فإنَّ مَعِيْ
منْ خَشْيَةِ القولِ أحكامًا وأجْوَازا
إنَّ المنابِرَ لمْ تَسْمَعْ مَناظِرَها
مُذْ صارَ في أذنِ الأيَّامِ هَمَّازا
ماذا وأخْواتَها نَاضَلنَ في لغةٍ
تَوكَّأتْ في سَماءِ الحُبِّ عُكَّازا
منْ يَحْمِلُ الحبرَ فَلْيحْمِلْ مَواجِعَه
وَلْيَجعلِ البحرَ للكُتَّابِ أحْوَازا
نَمُوتُ نحنُ وتَبْقَى في دفاتِرنا
أصابعُ الغَدِ تُعْطِي النَّاسَ إيعَازا
جِئْنَاكَ نَبْتدِعُ القِرْطاسَ وِجْهَتنا
سَيفًا وبِيدًا وأطوادًا و(قوقازا)
نقتاتُ أسْئِلةً حُبْلى بأخْيِلةً
تَزْدادُ بُعدًا وَيزْدادُونَ إيجَازا
يَشْتَاقُنا الغيبُ والإنباءُ والزمنُ
الحُرُّ الذي مِيزَةً كُنَّاه فامْتَازا
إنَّا وَجَدْنا وُعُودَ الله تَسْبقُنا
وكلَّ منْ وقفَ الأعرافَ مُنْحَازا
مُنَقِّبُونَ وفي ليلِ الكُهوفِ فَمٌ
يُحَدِّثُ الفِتْيَةِ الماضينَ إعْزَازا
مُؤرِّخونُ رِئاتُ الأرضِ تَسْألُنا
بيروتَ مصرَ وأربيلًا وشيرازا
مُوَكَّلونَ على الألحانِ تَعْزِفُنَا
أناملُ الغَدِ أنَّى اجْتَزْته اجْتَازا
ياحاطبَ اللَّيلِ يا رزنامةً تَرَكتْ
مِيقاتَها بيدٌ الكُتَّابِ إعْزَازا
للصَّمْتِ صَحْرَاؤُه للحرفِ غَيمَتُه
يأتيكَ ناقوسُه بالغيبِ نَقَّازا
قُلْ للحوائطِ كمْ مبكىً سَيَلْزَمُنا
إذا شَرِبْنا منْ التَّجْهِيلِ أكْوَازا
للأرضِ صُورٌ وأفواجٌ وأسْئلةٌ
من اليقينِ فكُنْ بالحبرِ فَوَّازا
إنَّا كتبنا على ماءِ الحُضُورِ هُنا
مُثَقَّفونَ هُدىً ماضونَ إنْجَازا