الثلاثاء 21 مايو 2024 - 03:57 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير الشاعر أشرف البولاقي يكتب عن الراهب الذي علمه كيف يتناول النص

 

 
 

الشاعر أشرف البولاقي يكتب عن الراهب الذي علمه كيف يتناول النص

  الأربعاء 05 فبراير 2020 09:32 مساءً   




( منذ عشرين عامًا تقريبًا، استأذنت عبد الجواد خفاجي – رحِمه الله - أن أتردد على بيته مرةً أسبوعيًا، ليعلمني كيف أتناول النصوص نقديًا، قلت له إنني لا أريدك أن تمدّني بالكتب أولاً، أريدك أن تحدّثني ما استطعت، وحين تنتهي أحاديثنا امنحني ما شئت من كتب، وهو ما استمر شهرين تقريبًا. كانت جلساتنا مطوّلة، فيها طعامٌ وشراب، وفيها أُنسٌ ومحبة، وفيها شكاوى وعذابات، وفيها قصص وحكايات، وكلام عن الثقافة والمثقفين، وفيها ضحكٌ كثير ودعابات لا نهائية، لكن الأهم مِن كل ذلك أنْ كان فيها اكتشافات جديدة عن عبد الجواد خفاجي الذي لم أكن أعرفه إلا ناقدًا وقاصًا وروائيًا فقط! خلال هذه الفترة، قصّ عليّ رحلته الدراسية والتعليمية، مذ تركها مضطرًا وسافر إلى الخارج، حتى غاب سنوات وعاد ليكمل دراسته، ومثل كثير من المبدعين الكبار، امتلك خفاجي ذهنًا حاضرًا، وذكاءً متقدًا، ومكرًا ثقافيًا بلا حدود، وبديهةً حاضرة ... وامتلك فوق كل ذلك أهم ما يميز المبدعين الكبار، روح الدعابة، والتقاطَ الشاردة والواردة كان يروي الطرفة أو النكتة، كأنه يقص حكاية عادية من حكايات الحياة، ملامحه لا تبيّن إنْ كان جادًا أم هازلًا، حتى إذا انتهى من الرواية اكتفى بالابتسام بينما أنت تنفجر في الضحك على طريقته وعلى الطرفة أو النكتة التي يرويها! هدوؤه غريب جدًا، وملامحه بسيطة وبريئة، لكنه كان إذا غضب ثار وانفعل واهتز جسده، لكن صوته لا يرتفع صاخبًا ولا مدويًا! حياته – فيما يرويه هو – كانت صعبة وقاسية، وكانت أحزانه كبيرة، ومآسيه متعددة، لكن أي حديثٍ أو كلامٍ عن أحزانه ومآسيه، سيقل ويتضاءل أمام حادثة وفاة ابنٍ له في حادثٍ غريب ومأساوي ... كان يسير معه في الشارع، يدُه في يدِه ... فجأة سقط جدارٌ ما عليهما، فمات الولد بين عينيه! بدا لي – وأنا أعزيه – متماسكًا بشكل مدهش، قص عليّ الحدث كأنه يقص حكاية من حكاياته الغرائبية والعجائبية، وهو يتمتم بين جملة وأخرى، الحمد لله .. الحمد لله! #في_محبة_عبد_الجواد_خفاجي

 

أخبار اخرى فى القسم