الجمعة 29 مارس 2024 - 10:56 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية بلاتوه الناقدة الصحفية مرفت عمر  تكتب عن:  نادية لطفي ..شمس لن تغيب

 

 
 

الناقدة الصحفية مرفت عمر  تكتب عن:  نادية لطفي ..شمس لن تغيب

  الجمعة 14 فبراير 2020 02:16 مساءً   




غابت النجمة الكبيرة الراحلة نادية لطفي سنوات عن الإعلام حينما قررت الحفاظ على تاريخها السينمائي العظيم وعدم الظهور لمجرد التواجد، في ذات الوقت حرصت على متابعة الأجيال التي تلتها والأحداث المتراكمة التي تعرض على الفضائيات، وشهد جناحها في مستشفى قصر العيني ومن بعده المعادي للقوات المسلحة الكثير من ذكرياتها وزوارا لا يكلون عن السؤال عنها، لم تعاني انحسار الأضواء كغيرها بل آثرت الحياة الهادئة ولقاء من يروق لها رؤياه، كانت تحدد من يزورها خاصة أن الجميع كان يتمنى تلك الزيارة. في أكثر من لقاء جمعني بها كنت أتعمد سؤالها عن بعض الفنانين وحال صناعة السينما الآن فكانت إجاباتها تذهلني، إذ كانت الكلمة التي تخرج منها تحدد المعنى الذي تقصده تماما وليس ما يقاربه، تتذكر أدوار كل فنان وتضع إصبعها على نقاط ضعفه، حتى إشاداتها به كانت موثقة بأعماله، رفضت أن تلحق أزمات الصناعة بجهة واحدة وحلقت في أكثر من اتجاه، فليس فقر نصوص ولا استسهال ولا شللية ولا متطلبات السوق، كانت ترى الأمر أكبر من أن تحمله لأي من العناصر السابقة، أكدت أنها منظومة لن تتغير بفعل أفراد وليس على الفنان أن يجلس في بيته ويترك مصدر رزقه، معزية ما يحدث لموجات عاصفة سيأتي وقت وتهدأ مثلما حدث في فترات سابقة. وحينما وافقت على إهداءها الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، كان قرارها بالظهور إعلاميا على الرغم من صعوبة مغادرتها للمستشفى، إلا أنها بدأت بالسماح للصحافة والتليفزيون بالتسجيل معها، فقد اعتبرت المهرجان حدثا يستحق عودتها وطمأنة الجمهور عليها، وقد كان إعلان خبر إطلاق اسمها على المهرجان عام 2018 بمثابة مفاجأة سارة للجميع، وحرصت أن يكون أفيش الدورة 34 ممثلا لشخصيتها في فيلم "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام وعدسة المصور محمد بكر، وهو الفيلم الذي جسدت فيه واحدة من أعظم شخصياتها دون أن تنطق بكلمة، ويعد من أهم الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية. على جدران غرفتها في مستشفى المعادي للقوات المسلحة أرشيفا من ألبومات شخصياتها وذكريات لا تحصى وهدايا لا تقدر بثمن، وعلى أرففها أفخر أنواع الشيكولاتات والحلوى، كانت تحفظ أماكن كل ما تحتاجه وبمنتهى السهولة تشير بإصبعها إليه، تأثرت بفقد الفنانة مديحة يسري التي جاورتها شهورا في المستشفى، ثم جاء انهيارها لفقد الفنانة ماجدة ولم تمر أياما حتى لحقت بها. نادية لطفى ليست فقط موهبة فنية فريدة وإحدى نجمات الصف الأول وشباك التذاكر فى فترة الستينيات والسبعينيات, بل مناضلة سياسية عرفت بمواقفها الوطنية والإنسانية، فإلى جانب زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لمنزلها عقب فك الحصار الإسرائيلي، حظيت في سنواتها الأخيرة على العديد من التكريمات منها تكريم المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت لمصر في فترة انتقالية بعد عودة عيد الفن، تكريم آخر حصلت عليه من مهرجان القاهرة السينمائي وحمل لوجو المهرجان صورتها، دكتوراة فخرية من أكاديمية الفنون، جائزة الدولة التقديرية، تكريم من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن منحها أياه في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، وإهداءها الدورة ال 34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. "سلطان" هو الفيلم الذي كتب شهادة ميلادها الفني أمام وحش الشاشة فريد شوقي عام 1958 بينما "الأب الشرعي" كان محطتها الأخيرة عام 1988، وخلال الثلاثين عاما قدمت 70 فيلما ومسرحية واحدة ومسلسلا واحدا، حاولت في مجال الإنتاج و قامت بإنتاج فيلم تسجيلي باسم دير سانت كاترين في السبعينيات وأنفقت عليه ما يقرب من 36 ألف جنيه مصري وهو يعتبر مبلغ ضخم في ذلك الوقت وشعرت بالإحباط عندما عرض عليها التليفزيون المصري شراءه بـ 1000 جنيه فقط، ودورها الفاعل في حرب 1956 و1973 ومشاركتها الحقيقية بالتصوير والتوثيق إلى جانب رعايتها لمصابي حرب أكتوبر، أيضا دورها من القضية الفلسطينية الذي يتحدث عنه كل فلسطيني بفخر وإعزاز، رحلت نادية لطفي عن عالمنا لتظل أيقونة سينمائية لن تتكرر وشمس لن تغيب.

 

أخبار اخرى فى القسم