الخميس 28 مارس 2024 - 05:55 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية العالم يغنى الروائي احمد صلاح يكتب عن :أغاني المهرجانات والتطور للأسفل

 

 
 

الروائي احمد صلاح يكتب عن :أغاني المهرجانات والتطور للأسفل

  الاثنين 17 فبراير 2020 11:34 صباحاً   




عندما ظهر المطرب الكبير محمد عبد الوهاب في أوائل القرن العشرين، لم يحظ بترحيب من عاصروه فالرجل كان يرتدي بدلة الأفندية، وتخلي عن الجبة والقفطان، فكان الاستهجان نابع من مؤلفاته واسلوبه الجديد في الغناء أو التلحين واستخدام آلات غربية أو حتي جملا موسيقية لا تسمع الا في الأوبرا. ثم ظهر مطرب أسمر نحيل اسمه عبد الحليم حافظ، كان صوته عذبا ولكنه ليس اجشا كما هي عادة معظم مطربي الثلاثينات أو الأربعينات، فاستهجن الجيل الذي تربي علي أغاني عبد الوهاب ما يغنيه هذا الحليم، خاصة وانه كان يستخدم ايقاعات غربية سريعة تشبه تلك الأغاني التي تظهر في افلام الجاز الأمريكية. وفي بداية السبعينيات ومع الانفتاح الاقتصادي، ظهر ايقونة الغناء الشعبي أحمد عدوية، والذي كان ـ في عصره ـ رمزا لتردي حالة الفن بشكل عام، وغني أغنيته الشهيرة السح دح امبو، التي لم نفك شفرتها حتي اليوم ، ولكن بعد مرور السنوات اكتشفنا أن اغنية سلامتها ام حسن كانت لمصر المريضة في وقتها وانه عندما طالب بأن " شوفلي جمال علي قد الحال" كان يقصد به شخصا مثل جمال عبد الناصر. ثم يهبط المؤشر أكثر، وفي أواخر الثمانينات واوائل التسعينيات، تبدا " هوجة" الأغاني الشبابية، ويظهر مطربين أمثال عمرو دياب ومصطفي قمر وايهاب توفيق وملحن مثل حميد الشاعري وغيرهم، ويري من تربوا علي أغان عبد الحليم وام كلثوم وعبد الوهاب أن ما يحدث عبث، وأن الذوق العام في انحدار كامل، وكان وقتها علي الحجار ومحمد منير ومدحت صالح يغنون أغان في غاية الروعة، وعمار الشريعي يبدع في تترات المسلسلات مع سيد حجاب، ثم بدا عصر الانترنت. ومع هذا العصر الذي جعل الكون قرية كونية ـ تلك المقولة المستهلكة ـ أقول جعل كل من له صوت مغني وكل من يملك قلما كاتب، فكانت النتيجة ترد هائل في كل الاصعدة، مع استحداث مواقع وتطبيقات تجعلك تستطيع تسجيل أغان ونشرها علي الانترنت " مع بعض الدعاية البسيطة" لتصبح مطربا. من هنا بدأت " هوجة التردي الأخير"، المهرجانات، وما تحوية من الفاظ وايحاءات جنسية ، أو علي اقل تقدير هابطة، لا ترق للذوق العام، ولن اردد هنا ما يكتبه مؤلفو هذه الأغان ـ اذا افترضنا انهم مؤلفون ـ ولكن الأمر اصبح بالفعل خارجا عن السيطرة، فالأجهزة المعنية لا تملك الا أن ترشد فقط أن ما يقدم مجرد غث وردئ، ولكنها لا تستطيع استئصال الورم الخبيث الذي يستشري بشدة ويدخل كل بيت وكل اذن رغما عن سامعية حتي ولو قطعنا آذننا. في فترة ما من تاريخ مصر كانت نسبة الأمية كبيرة ولكن كانت ام كلثوم ايقونة للغناء حتي لو غنت أبياتا لا يفهما العامة، كذلك محمد عبد الوهاب تجد رجلا لا يقرا ولا يكتب ولكنه يستسيغ ما يغنية عبد الوهاب من شعر شوقي مثلا، وبالرغم من تدني الأمية، الا أن الذوق قد هوى وبشدة، فهل العيب في التعليم أم الثقافة أم فينا نحن شخصيا

 

أخبار اخرى فى القسم