الجمعة 26 أبريل 2024 - 01:23 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية جاليرى عبد الرازق عكاشة يكتب عن : العلاقة بين الهندسية و روح اللون عند الفنان فاروق حسني

 

 
 

عبد الرازق عكاشة يكتب عن : العلاقة بين الهندسية و روح اللون عند الفنان فاروق حسني

  الجمعة 06 مارس 2020 03:15 مساءً   




وقفت امام اعمال المعرض الاخير للفنان المصري المحترم فاروق حسني مندهشا. علي عدة مستويات، تشكيلية و هي الاهم و اجتماعية وسوف اكتبها في اخر المقال، و لماذا اكتب عن الفنان الوزير السابق بعد ان ترك الوزارة. في هذا المعرض الاهم في حياة الفنان المحترم فاروق حسني. و في تاريخ الفن المصري  ربما احاول عمل بث مباشر لكم من هناك، لان هذا المعرض نقلة جديدة.  ومختلفة تماما فليس كل ما هو مجرد يطلق علية تجريد. الفن التجريدي تحديدا في حاجة الي استمرار البحث، و المحافظة على المزاج الابداعي طول الوقت ضبط النفس علي افكار وايمان ويقين بصري . مع تطوير الاداء. و رفع درجة الاستعداد البصري طول الوقت ، خاصة في العالم العربي . الذي يعشق الجمهور فية الجملة السهلة المباشرة او التعبرية والكلاسكيات،  كذلك هناك من يرسم فن تجريدي تحت ضغط الضعف في الرسم، و قصر الحيله والخيال، او وهم الاخرين بثقافة مزيفة..

في الحقيقة الفنان المصري الاصيل فاروق حسني لم يلجأ الى التجريد من هذه الزوايا. و إستمراره في هذا الخط منذ ان حضر للعرض في القاهرة قادما من اوروبا حين انهى عمله هناك في الثمانينات من القرن المنصرم. و الى اليوم و هو يحافظ علي حالة التجريدية، او حالة المزاجية. في انتاج لوحة تجريدية ، و هي حالة مصرية لم نعتاد عليها. هذا ما ادهشني ويدهشني باستمرار، مع الاختلاف بين مراحل الانتاج.      وتغير مصادرها. التي تبث طاقات تتحول الي عمل فني. و كذلك تنوع المصادر، هناك مراحل عديدة كنت اختلف تماما مع بعض العروض في تلك المراحل، و هناك معارض  كنت التزم الصمت. لانها تأتي علي عجل.    وارتباط الفنان بوزارة تمتلئ بعقد و صراعات ضخمة، بل ضخمة جدا. و احيانا و بشكل شخصي كنت اسقط اخفاقات الوزارة أو نجاحها علي تقييم المعارض. مثلي مثل  كل الغاضبين و الثوار و المتمردين، و هذا طبيعة انسانية ..  فكما كان يسقط الفنان تعبه و ارهاقة كوزير علي اللوحة، كان المتلقي في المقابل يسقط تعبه و ظلمه الاجتماعي  علي حالة المشاهدة. لكن في المعرض الأخير يبدو من الوهلة الاولي اننا امام معرض مختلف تماما، يحتاج الي حالة مشاهدة اخرى. و حالة  ذهنية منظمة و احكام عادلة، و فهم بصرى اكثر عمقا.                                 الفلسفةالبصرية في انتاج لوحة _تعد هذه المرحلة مهة في اعمال فاروق حسني الفنان مرحلة خالصة من الصفاء الذهني.  التصوف. الزهد. فنحن امام حالة اخري، و نقلة مهمه جدا جدا مختلفة حالة تقع تحت منطقة اخري .وتحليل ومنهج فلسفي لمحاوله اللهث والامساك باطر الشكل واللون. في جملة بصرية متنوعه وجديدة، هنا ممنوع الاقتراب الا سلاما سلاما و تحيات و تقدير،انها  منطقة صوفية و روحانية ومنهج فلسفي جديد ، مناطق لم نعرفها كمتابعي التجريد العالمي، الا عند الفنان اللبناني الاهم في تاريخ التجريد العربي و اسم عالمي مهم هو اللبناني  صليبا الدويهي (١٩١٣- ١٩٩٣) الذي اسس  لهندسة روحية هامة جدا، و خرج من عبائة العديد من التجريدين العرب. في المغرب امثال محمد المليحي و غيره،.

هنا في معرض فاروق حسني الاخير لا اعرف لماذا استحضرت صلبيا الدويهي. كثيرا، ليس للتشابة أبدا، لكن لصفاء البصيرة و نقائية اللون واحيانا  الهندسية الروحية في أداء العمل. لكن عند الفنان فاروق حسني في عديد من الاعمال نجد مزاج شخصي  ، و حالة التأسيس المزاجي لهندسة روحانية دون الارتكاز المباشر علي الفكرة كما فعل الدويهي  .هنا استوقفتي كثيرا الحالة المزاجية و البصرية و التوغل في التنوع و العمق الشديد و الاستغناء عن الشوائب البصرية. التي كانت  تتصدر سطح اللوحات سابقا فكنا نأخذ منها الدلالات فقط والاشارات المباشرة .    وكفي لحل لغز اللوحة. كحالة قراءة سهلة و ميسرة.

 الان، في المعرض الجديد الموضوع مختلف . اننا امام حالة اخري. قراءة تحتاج جهد وجداني ، مسافات تقترب و تبتعد ،، و بين الاقتراب و الابتعاد نقرأ ما لا  يقرأ بالعين المباشرة. فالمعرض الاخير هو حالة من التجريد الغنائي الذي يعتمد علي مزاج موسيقي تماما، وصفاء ذهني، فلا يمكن مشاهدة العمل بعيدا عن سماع النوته الموسيقية التي تحرك حالتك الوجدنية. إختلف هذا المعرض كثيرا عما سبق بتركيز الفنان علي الحالة الحسية و الصوفية و الرغبة في نقلنا الي منطقة جديدة من الصفائية و النقائية التجريدية، في تجربة الكولاج المضاف الي الاعمال هي كذلك تجربة جديدة تحتاج الي جرأة. احيانا اختلف معها و أخرى اندهش ،، بين الاختلاف و الدهشة اجد حالة مزاجية جديدة . رغبات اخري في الاكتشاف. و الدلالة علي شخصية الرجل عاشق التجريب، ان اصابعه و عقله و روحه تدمن التجريب و تعشق الطلائعية (الافنجارد).  مساحات اللون سواء الازرق النيلي أو الاحمر و اختراق المساحة بخط او لون او صورة كولاج هو حالة مدهشة تحتاج الي تركيز و وعي شديد. بحث جدي مؤسس علي استمرارية المشروع .

يبقي لي ملاحظتين مهمتين . ألمم يرى المعارضون و الذين يتهمون الرجل بأخطاء سابقة في الوزارة من وجهة نظرهم  عدد جمهور المعرض بين النخبة و الطلبة و الباحثين و الفنانين ؟؟ هذا الرجل الفنان  حالة انسانية مهمه، كم الحاضرين من أصدقائه يجعله في حالة استغناء عن العديد من البشر. و كونه يتقرب و يصافح الجميع هذا شرف و تواضع و ليس ذكاء كما يدعي البعض، للاسف لانه في حالة تؤهله للاستغناء عن الجميع. و الملاحظة الثانية : متي نشاهد الفن بعدل وجداني و بصري ، بعيدا عن ربط ما هو خاص و عام باللوحة او التمثال او حتي الجملة المكتوبة.

 و اخيرا رسالة للسيد فاروق حسني الفنان التشكيلي لابد  يافندم من تقديم معرض لحضرتك في اوروبا بعيدا عن المؤسسات الرسمية حتي نرصد و نسمع و نكتب اراء المتذوقين الحقيقيين والمثقفين  اللذين يحكمون بصدق بعيدا عن اراء الموظفين .

هذه الاعمال في حاجة الى التنفس في ضوء شمس اوروبا الحقيقي .... ارجوك ،، فكر .... الاعمال تحتاج الي كتابات عالمية بكل صدق

 

أخبار اخرى فى القسم