السبت 20 أبريل 2024 - 12:05 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مكتبتى الشاعر السوداني حسن السر يكتب عن : الملكة وصبي الافيون للروائية سارة عبد المنعم

 

 رواية افلتت من المصادرة لتناولها المسكوت عنه
 

الشاعر السوداني حسن السر يكتب عن : الملكة وصبي الافيون للروائية سارة عبد المنعم

  الخميس 12 مارس 2020 10:51 مساءً    الكاتب : افريكانو الثقافي




الروائية السودانية الشابه  سارة عبد المنعم روائية بدرجة شاعرة هي تلمس فيما تكتبه سحر الكتابة فهي  لها عالمها الخاص و هي روائية تمتاز بحكاياتها وكأنك أمام حكايات الجدات او  أمام عازف للربابة  يجعلك لاتتوقف  دون إكمال الاستماع لما بفول من سيرة  هكذا الروائية  سارة عبد المنعم  لها  خصوصية الحكي والمفردات فانت أمام كاتبة لديها كما كل ادباء السودان سحرية اللغة و تداخل  الأنواع فيما يسمى الكتابة عبر النوعية من مشاهد سينمائية ولوحات تشكيلية ترسمها بقلمها وموسيقى وشاعرية تصطاد بحرفية ودقة الاشياء والتفاصيل بعين الكاميرا كما لو كانت مخرج ماهر كيف تلعب بطلتها لعبة الأطفال مع رفيقتها وكيف يرتسم الفرح والحزن والخوف والجلد مشاهد مرحبا عندما تقرأها فانت تشاهدها   هي لاتستعجل عملها ظلت ٩سنوات تعكف على روايتها" الملكة وصبي الافيون"  التى اصدراتها مكتبة مدبولى  وبصدورها  قامت الدنيا ولم تقعد بالسودان  بسب اتهامها ساعتها انها تخرج عن المألوف والمسكوت عنه في المجتمع السوداني  هي   تقول ان مهمتها تكتب بما تحس به وتراه  فما الإبداع الا مكاشفة بغض النظر عن الرفض او القبول وسارة مغرمة جدا بما تطرح الدكتورة نوال السعداوي من افكار فهي تربت على كتبها وعلى حرية الإنسان أن يعتنق من فكر براه صح دون الخروج عن التقاليد ولكن في نفس الوقت لايتعارض مع انسانيتك وحقك المشروع في التعبير عما يجول بخاطرك ورواية الملكة وصبي الافيون تناولت قضية معقدة في المجتمعات المغلقة الختان عند البنات الي جانب مايدور في المجتمع السياسى السوداني ارهاصات قبيل ثورتهم وحلمها وولادة عالم جديد وحياة جديدة كما تطرح في روايتها و من وجهة نظرنا ان اهم مايميز السرد السوداني الخصوصية والغنى والثراء في عملية الحكي وتفرد اللغة والشاعرية ربما استعاض الإبداع السوداني من تلقاء نفسه بالرواية كبذيل عن الشعر وان كان ظل الشعر في عمق اعمالهم الروائية وربما ما صنع خصوصية القصة والرواية عندهم هو القضاء الوسيع الزخم بالموروث وتنوعه تفاصيله عرفنا ذلك عنذ الطيب صالح وماقدم طارق الطيب وعمر فضالله وغيرهم لكن الجديد ان تكون هناك أصوات نسائية شابة مثل سارة عبد المنعم او هالة الصافي تشرب من نفس المعين وفي هذه الدراسة يكتب شاعر عن الرواية ومعنى شاعر اي انه يكتب بحيادية والعين المجردة  هو الشاعر السوداني الكبير حسن السر وأهم مايلفت النظر عند تناولك لعمل سارة عبد المنعم تظن انها ليست روايتها الأولى ربما ينتابك الشك انها له أكثر من عمل فخبراتهاوحرفيتها تفوق العمل الأول هي رواية تستحق القراءة وروائية شابه ذات مذاق خاص في كتابتها  افريكانو الثقافي   : يقول الشاعر حسن السر في دراسته عنها تناولت الرواية في ستة فصول، مواضيع مختلفة، تأتي متسقة ومتنامية بنمو الشخصية الرئيسة، وتطورها الفسيولوجي، ونضجها العاطفي، ووعيها الفكري وحضورها الاجتماعي. وكل فصل من فصول الرواية تجري أحداثه في تسعة مشاهد، نُسجت ببناء سردي غاص في البيئة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والفكرية، من خلال شخصيات، وأزمنة، وأمكنة متخيلة ومعاشة. لامست الرواية بعض القيم الاجتماعية السالبة امن عادات، وتقاليد، وخرافات، ظلت بطلة الرواية "بلقيس" تقاومها وتتمرد عليها بعناد في سبيل البحث عن كينونتها كأنثى . صوت الراوي هو السارد لأحداث الرواية، وأحيانا يفسح للشخوص مجال التعبير بالحوار المباشر، أو من خلال المناجاة الداخلية للنفس "المنولوج"، أو الفضفضة والكشف عن طريق الرسائل في مجرى السياق السردي، بلغة حوار عربية فصحى، ولغة محلية "بيضاء" سهلة الفهم، حيثما اقتضت ضرورات السرد. تمثلت حياة "بلقيس"، يتيمة الأم، في عيش حياة الإيواء طوال حياتها في كنف جدها وجدتها طفلة وصبية وشابة، بمشاعر فقد الأم، والعناد، والتمرد، والطموح، والاسئلة الوجودية الحارقة، ومرارات وخيبات علاقات عاطفية مضطربة وفاشلة. وبعد موت الجد والجدة، كان إيواء الفجيعة في بيئة (بيت التيه والضلال)، إثر حادثة الاعتقال السياسي في زنزانات الأمن سيئة السمعة المعروفة ب" بيوت الأشباح"، وتعرضها هناك للتعذيب النفسي، والجسدي، والاغتصاب الوحشي، لتخرج منها محطمة بثمرة طفل سفاح لا تعلم من من مغتصبيها الزبانية الثلاثة هو والده! لتكابد صراعا إنسانيا وإيمانيا آخر بين الاحتفاظ بطفلها السفاح، والخوف من نظرة المجتمع لها وله، والخوف من عقدة الذنب إن هي اجهضته. هنا كانت نقطة التحول الدرامي في شخصية وحياة بلقيس، الطبيبة النابهة المثقفة، والناشطة سياسيا واجتماعيا، لفتاة وحيدة مضعضعة نفسيا قادها للاحتماء بمأوى صديقة هيئته وكرا للضلال. ومن هذا الوكر بعلاقة عاطفية ساقتها إلى مأوى عشق وعلاقة محرمة في بيت حبيبها "صبي الأفيون"، حيث وجدت فيه الحب والأمان والحرمان معا! ويظل قصر الأتراك (السراي) رمز إيواءها السحري الغامض طوال عمرها. إليه لجأت ساعة طلقها، وفيه ماتت في نفس اللحظة التي شهدت خروج "بلقيس" أخرى للحياة.

صور اخرى
 

أخبار اخرى فى القسم