الاثنين 13 مايو 2024 - 10:21 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية منوعات الصحفي والناقد طلعت طه يكتب عن : القاهرة.. الأحلام العنيده

 

 
 

الصحفي والناقد طلعت طه يكتب عن : القاهرة.. الأحلام العنيده

  الاثنين 16 مارس 2020 04:42 صباحاً   




الترحال مازال هدفي وهمي الأكبر في الحياه ولا يمنعني عنه سوي بعض الوقت لالتقط أنفاسي ثم أعود للحياة في نهاية التسعينات كانت بداية إقامتي في القاهرة العامرة الساحرة، القاهرة منبع الإبداع والثقافة وقبلة الحرية.. والقاهرة التي رأيتها كئيبة بلون الليل.. مخيفة مثل مغارات الجبال وجرداء من المشاعر مثل الصحراء لا وقت فيها لانتظار الأحلام.. لابد وأن تنقش احلامك وتصنع مستقبلك حتي لو سالت الاصابع بالدماء، القاهرة الساحرة الكبيرة المبهرة التي رأيتها لا وقت فيها الانتظار كل شىء فيها يتصارع مع الآخر وصولا للتميز. نعم تسكعت في القاهرة بحثا عن فرصة للعمل بالصحافة والاستقرار في جريدة لا أحد هنا يساعد أحد ولا مكان لغير الموهوبين المبدعين. والصحافة مهنة الشقاء والعذاب مهنه للكفاح والصمود، فما الذي يجعلني أغلق النافذة وأنام كما الضعفاء وما الذي أحمله في جعبتي للعمل في الصحافه وما الذي يحمله جيبي من بضع جنيهات لا تكفي لطعام يومين.. وهنا مع احمد صالح الولد المجنون المشاغب زميل العمل الصحفي سبقني الي القاهرة كان يسكن في الحسين وطلب ضيافتي الي ان تستقر الأمور شهرا كاملا لم أكن استطيع ان أساهم معه في أجرة الغرفة. الغرفة في الدور الحادي عشر بداخل حارة داخل حارات سابقة ولا مصعد.. فيها تعلمت معه الصعلكة.. أيام تمر وقد لا نأكل غير وجبة واحدة ولم نكن نشعر بالجوع، كنا نبحث عن الصحافه!! اخر يوم مع الزميل قبض الراتب قبلي فاشتري لنا طبقين من الفول وبعض الخبز ياللسعاده واشتريت البن بمجرد أن انتهينا من الطعام حتى اتي هاتف يخبرني أن أبي في العناية المركزة وحالته خطرة جريت لأطير لبيتنا دون تفكير، وأحمد انتهز الفرصة وآكل الباقي من الطعام، وعدت للقاهرة لم أجد زميلي لانه أصيب بحاله تسمم في مستشفي الحسين الجامعي، احمد مازال يدعو لي كلما ذكرته بالوليمة!!

 

أخبار اخرى فى القسم