الجمعة 29 مارس 2024 - 10:29 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية قضايا الفنان التشكيلي عبد الرازق عكاشة يكتب من باريس : في كل جمعة

 

 
 

الفنان التشكيلي عبد الرازق عكاشة يكتب من باريس : في كل جمعة

  الجمعة 03 أبريل 2020 07:23 مساءً   




التجريد العربي بين الدين  والضعف الاكاديمي، بين التصوف ، الزهد، و إلقاء الالوان جزافا

هذه ليست المرة الاولى التي اتحدث عن هذه القضية الشائكة جدا و ربما سوف احاول من جديد ترتيب جمل كلامي . اعيد تنظيم حساباتي بدءا من السؤال الاساسي ما هو التجريد اساسا؟ من وجهة نظري، و هل للتجريد مدارس؟ و كيف تختلف كل مدرسه عن الاخري؟ هل مازال المتلقي في العالم (الكون الكبير) يميل الى التجريد ؟ ما هي القصة بالضبط ! ربما ما نقوله هو اجتهادات شخصية، لكنها مبنية علي خمسة و عشرين عاما من المشاهدات العالمية ، و متابعة دقيقة لمعظم المعارض و الصالونات الدولية . حصيلة زيارة اكثر من ٢٤دولة محاضراً و استاذاً و فنان مشارك و ناقد و رئيس أو عضو لجان تحكيم . نبني وجهة نظر علي احدى عشر كتابا في الفن اقوم بتأليفها منذ ١٩٩٧و كنت شابا صغيرا يافعا لكن له وجهة نظر مهمة حيث كنت مستشارا فنيا بجمعية الفنون التشكيلية باليونسكو في ذلك الوقت، ثم محاضرا. و مشارك في معارض دولية باليابان مدينه كوبيه و اوساكا، و ايضا كوريا و مشرف علي قاعة عرض بباريس و صحفي اكتب مقالات اسبوعية في الفن لاكثر من ١٢جريدة دولية في الشهر ........ اسف لكل هذا الاستعراض لكنه مدخل مهم للموضوع و لصياغة عقد من الثقة بين الكاتب و القارئ في وجهة النظر ، سواء اختلفنا او اتفقنا. نبدأ من التجريد المصري في تحولات رمسيس يونان. و فؤاد كامل كأبرز الحالات بين جماعة الفن الحر و السريالين المصريين. ثم منير كنعان القدير ،الذي يمثل نقطة تحول كبرى في التجريد العربي . كنعان فنان الكولاج الخطير و ساحر التراكيب الحسية، لكن في الحقيقة لم يلتفت الكثير للتجريد المصري قبل حضور فاروق حسني وزيرا للثقافة، فالتأكيد علي مناقشة التجريد و طرحه بخصوصية و تفرد لم يتم قبل وجود فاروق حسني، وزيرا للثقافة . البعض ناقش اهمية التجريد بصدق و وعي، و البعض الاخر دخل اللعبة مرتديا جلبابا من النفاق. للسيد فاروق حسني كوزير، اما كان فنان فهو نفسه اعماله الاولى في التجريد شيء- في البداية- و الان شئ اخر تماما، فالتجريد يحتاج الي تراكم خبرات بصرية و لونية كبيرة جدا ، يحتاج الي مشاعر مختلفة عن معظم الممارسين للتجريد .الذي نري اعمالهم في المعارض العابرة والاستثانية الان، حتى في النحت فلدينا نحاتون رائعون اصحاب خبرة كبيرة يتنقلون بين التعبيرية و التجريد التعبيرى بقوة امثال د احمد عبدالعزيز د سعيد بدر، دهشام عبدالله د عبد المومن شمس وغيرهم طبعا . و هنا ثمة من سؤال اخر : هل لدينا فنانين مهمين في عالم التجريد ففط ؟ نعم لكنهم ليسو تجريد مخلصين للتجريد البحت على طريقة اللبناني صلبيا دويهي، او شفيق عبود او بو جلكوسين، لكن معظم اعمالهم تميل الى التجريد التعبيرى امثال الفنان حامد عبدالله احد اهم الحالات التي نقف امامها في تحوله الانساني اصلا من الفكر الشيوعي الى الاشتراكي ثم الى التصوف الكامل في اخر مرحلة و رسمه لآيات القرآن بشكل تجريدي تصويرى، واعتقد ان الفنان د. محمد ابو النجا مرة كتب بوست مهاجما فن عبدالله بدون معرفة قوية باعماله كلها ولا افكاره . حامد عبد الله وحده مدرسة متعددة الابواب و الاتجاهات، كذلك د. رضا عبدالسلام الذي ينتقل بين التجريد و التعبير بيسر شديد و ثقة كبيرة في فرشاته ، في عديد من اعماله. أيضا د. مصطفي عبدالمعطي المهم جدا في التجريد المصري صاحب الحس الهندسي. د. مصطفي عبدالوهاب، التجريد الموزيكالي الغنائي الجميل. و في الجرافيك د. احمد نوار كتجريد هندسي مميز قائم علي الدقة و الاتزان بعيدا عن تهور الفرشاة، كذلك د.صلاح المليجي الحفار المهم في مراحله الجرافيكية المتعددة قبل توليه مناصب إدارية ثم تحوله للتصوير، كذلك الفنان المحترم عوض الشيمي لكنه تجريد قائم على الفيجر (الشكل) التعبيرى اكثر و من ثم اجيال اخرى امثال د. اماني فهمي ، د. محمد غانم، الفنان هشام بركات ، و عدد اخر رائع امثال الفنانه هالة طوبار، الفنان د. معتز كمال و حين نتتبع المميزين ، اولا :ندرك اهمية تميزهم فهم جمعيا من اصحاب الخبرات البصرية الكبرى لهم تجارب سمحت لهم بالمغامرة. في الانتقال من مدرسة غير تجريدة مثل التعبرية السريالية، و غيرها الي التجريد و هنا ثمة تأكيد على ان التجريد يحتاج الى ثقافة كبري و تدريب شديد الحذق في فنون الرسم ، و إنه لا يأتي صدفة .......أو أني استيقظت صباحا و قررت ان اكون تجريديا ألقي الالوان جزافا، او اقول انا حلمت ان شيخ الحدادين دعاني لمعرض في قاهرة المعز فاشتريت الوان اكرليك لانها تجف بسرعة و قررت اضرب ضربتين واسافر بهم. ما نراه هي مهازل بعيدة عن الفن التجريدي العظيم، و في الحلقة القادمة نتحدث عن مدراس الفن التجريدي اجابة علي سؤال اخر.

 

أخبار اخرى فى القسم