(التجريد بين الوجدان و فتنة العقل ) الحلقة الثالثة من الخاتمة. و لكن فجاة، قفزت امامي اعمال الصديقة النحاتة شانتال شيوفا التي تعالج فيه المسافة بين الظلم و العدل ، بين الملل و الحياة ، بين السماء و الارض وكأنها كانت تنحت هذه الازمة قبل ان نتعرض لها، و اعمالها التي سافرت بي لعالم آخر عالم استفزني لاكتب عنه . وعنها كفنانه مهمة ، افنجاردست (طلائعية) تربط بين تلك الازمة و بين التجريد التعبيرى، تربط بين التبسيط في الاشكال و العظمة في الافكار ، تربط بين الواقع و الخيال، السفر و الحضور، بين الأرض التي تمتد بخيوط إلى السماء و بين السماء التي تمطر ابداع في عقول العارفين . * تقول الفنانة شنتال. هذه الخيوط هم البشر صانعي الحياة الذين يربطون بينها و بين السماء . من خلال بحثي المبني على الحركة، التي تصور مواقف الإنسان المختلفة . نعم ، أنها تقدم ترجمة للتعبير عن العاطفة و الوجدان. تقدم لغة مرئية بصرية حية في اعمال الفنانة ، و الحقيقة ان في اعمالها اشارات مهمة تعبر عن العواطف التي تمثل اشارات رمزية عن الوجود الكريم للانسان على سطح الحياة. خيالها يسبح في الفضاء الصحرواي او في الابحار في عوالم اخرى تتعمد ان تكون اعمالها رسائل كونية او استغاثات من العباد الي رب العالمين فوق سماوات عرشه الكريم، تعتمد الفنانة في تنفيذ افكارها على مواد تسمح لها بالتعبير عن نفسها و عن فكرها بين استخدام الاخشاب و الطين الصلصال الذي يتحول بالطبيعة الي برونز في مسبكها الكبير خارج المدينة . انها تبتعد بنا في سفر بعيد جدا، و حتى لا تقع في الخط الذي يحيط بغيرها . انها تجدد افكارها كل يوم ، تغير او تضخم أو تقلص - الأشكال و الأحجام مع الحفاظ على طاقة النموذج الأولي. فعندما تنحت ، تأتي الاشكال من داخلها متكونه في أمعائها في رحم لا يهدأ من الحمل في أجنة فكرية. الاولي ، إنها حالات ابداعية أساسية لدي المبدعين الكبار فعلا. الافكار لديهم تكون مثل المشرب و المأكل، أو التنفس. تسعى شناتال باستمرار إلى حقيقة داخلية ، نقية و برئية. حالة من الصفاء الذهني، التي هي اصل التجريد، و هذا ما نحاول شرحه دائما ، ان التجريد هو حالة من التراكمات في الخبرة الابداعية الكبيرة، و التراكمات الحسية والوجدانية من الحياة الاجتماعية من دون حيلة و بدون أكاذيب، كما ان التجريد يحتاح الي عين و قلب تعلم و تدرب علي ممارسة اللون و الفن حتى زهد و عرف التصوف. و التصوف في اللون و الشكل تحتاج الي خبرة كبيرة هذه الخبرة ليس لها علاقة بالعمر للفرد او الجماعة ، لان هناك كبار مدعين التجريد لكنهم بدون خبرات ابداعية و معرفية ،، هو او هي مجرد متخيل ان التجريد هو الالقاء بالالوان فقط، في حين ان التجريد ربما يقوم علي معرفة و وعي وجداني بالحالة الموسيقي للملون مثل التجريد الغنائي . و منهم الرائد كاندنسكي او اولفية دوبيره الفرنسي ، او الحالة الاعتراضية و الطاقات التحرضية عند حاكسون بولك ، الغير مفهوم في العالم العربي . و الذي يحلل النقاد العرب اعماله كصورة فقط بعيدا عن الطاقة و الثورة الداخلية ، او التجريد الهندسي كما عند صلبيا دويهي، او التجريد الديناميكي كما عند الاسباني خوان ميرو، فالتجريد قائم علي سلسلة من المعارف. المقال القادم نتكلم عنها، واعود للفنانه شناتال والتي تلجا الي لغة الزهد القائم علي الزهد و الابتكار كلغة خاصة. هو نوع اخر من التجريد ،يسمي تجريد تعبيري، بالفعل التجريد التعببرى يتعلق بالربط بين بالإنسان والطبيعة ، و التعبير و الاختصار . و خلق حالة من الطوارئ و نفاذ الصبر ،تصل الي الحذف و ربط حب الابداع عندها بالحياة. و لكن أيضا القلق في عناصر الزمن او الجغرافيا . " شانتال تشيوفا في الأصل من شمال فرنسا ، درست الفنون الجميلة في مدينة ( ليل) بدأت تنحت منذ سن العشرين ، بشكل قوي و عفوي. وفي الآونة الأخيرة ، مثلت إبداعاتها في البرونز الحاصل على براءة اختراع. نظرا الي ان مقلديها في العالم، و العالم العربي كثر، فاصبحت تسجل اعمالها النسخ الاولي في وزارة البحث العلمي الفرنسية. شانتال تشيوفا تشارك في معارض شخصية و جماعية منها صالون الخريف و قد تقابنا عدة مرات ،منذ 2010 باريس عبدالرازق عكاشة