الخميس 28 مارس 2024 - 02:36 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية قضايا القاص والناقد محمد احمد الدسوقي.. يكتب : خصائص التتر الدرامي " الأبنودي نموذجا "

 

 
 

القاص والناقد محمد احمد الدسوقي.. يكتب : خصائص التتر الدرامي " الأبنودي نموذجا "

  الاثنين 13 أبريل 2020 10:08 مساءً   




حقق عبد الرحمن الأبنودي في شعره ما لم يحققه غيره ، ومن خلال بنية شعرية متنوعة وبدون تكلف قدم رؤيته عن تناقض الأضداد في الواقع والكون ، محققا فلسفته الشعرية الخاصة ، بداية من ديوانه الأول " الأرض والعيال ( 1964 ) وهو يطرح أسئلته بصورة لا تخلو من الجمال ، كما إنه يمكننا أن نطلق عليه شاعر الحكمة التي يوجهها قبل كل شيء إلى الذات ومن ثم إلى الأخر ، حكمة الحياة في ظل عالم من التناقض والعبثية ، حكمة تمتزج بظلال من السخرية ومرارة البحث عن مخرج لفهم طبيعة الأشياء ونظام وجودها ، ولهذا صب همه على تغيير وتثوير الأساليب الفنية على صعيد القصيدة والأغنية والتتر الدرامي وغير ذلك من تنويعات تجاوز شعره فيها معوقات لغة التقعير والافتعال ، بالغا عالما شعريا يختلط فيه الفكر بالعاطفة بحيث يصعب الفصل بينهما ، رغم البساطة الظاهرة في شعره إلا أنه من الصعب تقليده ، كونه الشاعر المفكر على صعيد الحالة الإنسانية والبنية الشعرية على السواء ، والأفكار لديه تتصارع وتتشابك ، فلا تلتقي ولا تفترق ، بعيدا عن الوعظ والحذلقة ، وبلغة صافية لها قاموسها الخاص ، ولهذا لا يجد القارئ أي مشكلة في استيعاب شعره والاستمتاع به ، ورغم أن موضوع دراستنا يذهب في اتجاه صعب إلى حد ما ، لأنه لا يقتصر على قراءة الشعر المكتوب ، وانما المسموع أيضا ، وليس المسموع فحسب ولكنه الُمغنى ، وليس المغُنى فقط ، ولكنه المُغنى ضمن نسيج درامي ، وإزاء هذه التركيبة أجدني في حيرة في دراستي هذه أتكون في الشعر أم في الموسيقى ، أم هي مقاربة بين الشعر والموسيقى ، قد يظن البعض أن الشعر ينبت بجملته من بذرة الموسيقى ، وهذا ليس صحيحا صحة كاملة ، ولكن يمكن القول بأن الغناء هو الذي يدفع المستمع إليه ، أن يذهب إلى الجانب الخفي من العقل والعاطفة ، ولهذا سنحاول أن نقارب بين النص الشعري وموسيقاه ، والتتر يمثل أكمل الصيغ التعبيرية للتعبير عن هذا المعنى ، وهو أيضا يعبر عن الروح الإنسانية والتي يتعرف عليها مستمع الدراما أو مُشاهدها عبر مخيلته إلى ما وراء الكلمة والحركة والصوت والوقائع والأحداث ، إلى غير ذلك من نِعمِ لم تمس شغاف شعرائنا ، إلا القلة القليلة منهم ، وهو ما تحلى به الأبنودي عن غيره ، ممن تبصروا بالتتر وأهميته للدراما المسموعة والمرئية ، ورغم ذيوع شهرة وتنوع الدراسات النقدية التي اتخذت من شعر الأبنودي موضوعا لها إلا أن تتر الدراما لا يزال بحاجة إلى من يميط اللثام عنه وفق منهج علمي تحليلي هادف ، وخاصة عند عبد الرحمن الأبنودي ، وهو ما يتطلب منا قدرا وافرا من المغامرة ، لأن شاعرنا من القلائل الذين يمتلكون تاريخا عريضا من الخبرة في الفن وفي الحياة ، وسأميل في دراستي هذه إلى عدد من المحاور الرئيسية وهي : أولا: - النمذجة الفنية للتتر الدرامي - التتر كجنس أدبي - التتر بين المسموع والمرئي ثانيا : البنية الفنية للتتر وخصائصه الشعرية الدرامية – وفيه سنتناول عدة محاور وهي : - عندما يصبح التتر موقفا دراميا ( تتر السيرة الذاتية ) - النزعة الدرامية بين الواقع المعاين والانفعال به - التتر مقابل لفظي للدراما - ديناميكية البداية والنهاية - التتر نواة الحكاية الدرامية - حركة الغناء داخل الدراما - الخطاب الإبداعي للتتر الدرامي وبعد، فهذه مقاربتي لفن التتر الدرامي وما يثيره من قضايا وجماليات في عالم عبد الرحمن الأبنودي المثير. ------------------------- أولا : النمذجة الفنية للتتر الدرامي - ( التتر كجنس أدبي ) ------------------------- الجنس الأدبي ببساطة هو القالب الفني الخاص الذي يفرض بطبيعته على الشاعر اتباع طريقة معينة ، فمثلا يتبع كاتب التتر - طريقة خاصة حين يعالج – القصة الدرامية – أي نفس الموضوع الذي يعالجه مؤلف الدراما ولكن بطريقة شعرية ، وقد تتخلل الدراما تترات عدة – أغاني - داخل العمل الدرامي فيصير المسلسل قسمة بين النثر والشعر ، أي أن القصة الدرامية تصبح أشبه بحكايتين ، إحداهما شعرية والأخرى نثرية ، والشعر هنا يكون ترجمة للنثر ، ومن المؤكد أن التتر له قواعد فنية تختلف في القصة التاريخية عنها في القصة الكوميدية مثلا ، ولهذا من المهم أن يكون كاتب التتر على وعي بما يكتب ، وبقدرته على محاكاة النص الدرامي الذي تأثر به ، والمحاكاة ليست عيبا ، شريطة ألا تكون مجرد مظهر لا قيمة فيه ، بل يجب أن تمتلئ بالخلق والإبداع ، وللتتر الشعري جانب إنساني في تعبير الشاعر عن المشاعر ، وتصويره للأفكار التي يجابه بها كاتب الدراما الواقع ، وعلى حسب ما يفرضه كل نوع درامي ، فالدراما الاجتماعية تختلف عن السياسية ، وعلى الرغم من وجود التترات كظاهرة فنية جديدة في عالم الدراما إلا أن النقد تأخر في رصد هذه الظاهرة ، وتأخر في موقف النقد من العمل الدرامي حين يصوره الشاعر في شعر غنائي ، هو في الحقيقة جوهر الدراما ذاتها ، فالشاعر يصور عالما صغيرا يقتطعه من العالم الكبير / القصة الدرامية ، ومن خلال التتر يكشف الشاعر لمستمعيه حقيقة الأحداث ومواقف الشخصيات كما تقوم في النص الدرامي ، وليس شرطا أن ينقل الشاعر رؤية المؤلف الدرامي كما هي ، فقد يساعد المؤلف في توصيل رسالة ما ، مضمرة ، المؤلف أشار إليها ضمنا دون تصريح ، لكيلا يصم عمله بالخطابية أو الاعترافات الذاتية التي ليس لها تبرير موضوعي ، و هذا يقرب معنى التتر من معنى " المعادل الموضوعي " ورغم أن كلمة التتر ليست عربية ، ومحاولة البحث عن جذور لها في ثقافتنا ، محاولة ساذجة ، هكذا أراها ، اللهم إذا كان التقريب ضرورة ملحة ، كأن نقول أنه قريب من فن الاستهلال " فن البدايات في النص الأدبي " وهو ليس بداية للنص فقط ، إنما هو مرحلة وعي المؤلف بحدث يخص بنية النص الذي كان يراقبه وهو يتكون في تفكيره (1) وهو كما ورد أيضا في المعجم بمعني " افْتِتاح لموضوع ، ابْتِداء الكلام ، تَمْهيد، دِيباجة ، مَدْخَل " وأخيرًا التتر الذي يقال أنه مقدمة أو خاتمة برنامج إذاعيّ أو تليفزيونيّ أو مسلسل أو فيلم ، وهذه المقدمة مصحوبة بموسيقى تصويريّة أو غنائيّة ، وموسيقى التِتْر – كما هو معلوم - مأخوذة من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن - إذ كانت السيمفونية أول مثال على استخدام مؤلف كبير لأصوات المغنين في عمل سيمفوني ، والتتر كما توحي حروفه العربية بانغامها وتعاشقها مع بعضها ، تقدم معاني خاصة بذاتها ، فالتاء تدل على قرع اليد بإصبع بقوة ، أما الراء فتعنى ارتعاد ثوب معرض لريح قوية مستوثق من مشد له لا يفارقه ، إن تكرار حرف التاء يشير الي نغم يماثله ورسما يشابهه ، فيما نجد في الراء ارتعاشة ما ، وهذا يدل على أن تسلسل النغم التابع لتسلسل الحروف مقرون بالمعنى ، وحتى المتغيرات في ترتيب حروف كلمة تتر أو أنغامها تترك متغيرات في دقائق المعنى ، دون أن تمس المعنى الأكبر ، فالحروف ت ت ر التي تعني الصوت والحركة ولها ثلاثة أنغام ة هي : ( تتر ، ترت ، رتت ) من خلال تعاشق حروفها الصوتية أسمى وأبهى ما يصبو إليه التتر الذي من خلاله ينقل الشاعر للمتلقي بالسمع أو البصر طبيعة أو لب التجربة الدرامية ، وكأنه ظاهرة نغمية لها استقلاليتها الخاصة بها . من خلال هذا التعريف يمكننا أن نقول وعلى حسب ما يفرضه كل قالب فني ، أن تتر البرنامج التليفزيوني يخالف تتر البرنامج الإذاعي ، والتتر في الفيلم السينمائي غيره في المسلسل التلفزيوني تبعا لفلسفة كل نوع فني وجمهوره الذي يتوجه إليه ، فالتتر عامة في أي معنى من معانيه " اصطلاح فني أخص وأدق من موضوع العمل المكتوب لأجله ، ويبدو أن التتر الشعري الغنائي هو اللغة التي يقتضيها الموضوع وتتلاءم وإياه ، والذي من خلاله يستطيع الشاعر أن يوّلد في النفوس نوعا من الإقناع ، بمطابقة لغته مع طبيعة الدراما التي ينشدها ..................... - التتر بين المرئي والمسموع -------------------------------- من المؤكد أن تترات المسلسلات – تحديدا – باتت راسخة الوجود في زماننا الحاضر ، وأصبحت ظاهرة من ظواهر العمل الفني إلا أنها لم تحظ – كما أشرنا - بدراسة علمية منهجية حتى الآن – حسب علمي – إذ من الطبيعي أن تتأخر دراسة الظاهرة عن نشأتها ، والتتر في ذلك مثل كل الظواهر الأدبية السابقة عليه ، ويبدو أن شاعرنا عبد الرحمن الأبنودي من أوائل من تنبهوا إلى أهمية التترات وطريقة كتابتها ، بداية من عمله مع المخرج حسين كمال عام 1968 في فيلم البوسطجي، والذي كتبه للسينما صبري موسى عن قصة للأديب يحيى حقي، وقتها كان عبدالرحمن الأبنودي شاعرا ملء السمع و البصر، فقرر حسين كمال أن يستخدم قصيدة للأبنودي ، وبصوته في أحد الخطابات التي فتحها البوسطجي «عباس» شكري سرحان، أثناء انتقامه البطيء من أهل القرية، واختار المخرج الخطاب الثالث من «جوابات الأسطى حراجي القط» والتي تعد واحدة من أشهر أعمال الأبنودي الشعرية، ليضمنها في فيلمه في إشارة إلى أن تضمين العمل السينمائي جزء من الشعر الدرامي مهم وله دلالته : «فاطنه .. أول ما تفكي الخمسة جنيه أطلعي ع الفور .. وإدي حساب (( عمران )) وجنيه (( بمبة الصباغ )) والباقي زيحوا بيه القارب لما يعدلها الرحمن سلمى ع الوِلد .. وع ((الحاج التايب)) بلا كتر كلام .. سلمي على كل اللي لينا فيهم نايب.» ومن الواضح أن مخرج الفيلم أراد من خلال هذا الاختيار أن يقدم تترا ( أو بورتريها ) للحالة الإنسانية الخاصة لبطل فيلمه الذي له خلق خاص وطبيعة متميزة ، ينفرد بها عن غيره ، واللقطة الشعرية الدرامية تكشف ما يحيط بالشخصية من عوالم لا يمكن فهمها إلا من خلال التتر الذي يقترب معناه من معنى المعادل الموضوعي ، لأنه بمثابة صورة للانفعال الخاص ، لهذا فالعلاقة بين التتر ومغزاه في الدراما ليست صريحة ولا طردية دائما ، بل قد تكون عكسية تماما ، وهو ما يدفعنا لدراسته في صوره المختلفة ، التتر المرئي : مسلسل " الفلاح " --------------------------- وهو من انتاج 1968 ، وكان أول تجربة لمسلسل يكتب تتره عبد الرحمن الأبنودي ، سنجد البطل على الرغم من اكتمال بطولته ، إلا أن هذا الكمال لا أثر له في مصيره ، ويظهر في مواقف الضعف الإنسانية ، التي لا تظهر إلا في التتر الذي هو جوهر التعبير عن الشخصية وتركيبتها النفسية ... اقعدوا قولوا سرايا ازاي وميت فدان ولا إني با حلم أكون باشا وأكون سلطان أنا حلمي بيت أخضراني وباب خشب وحيطان ووليف ينور حياتي بضحكته وكمان ولد إذا شافنا يجري علينا ويبوّسنا يا ليل آه يا ليل يا ليل ...... هنا يظهر الفرق بين التتر والنص الدرامي ، ذلك أن التتر تمثلت فيه مأساة البطل ، وحلمه الإنساني ، وفي هذا التفريق الجوهري يظهر فضل التتر على الدراما ، على الرغم من أن التتر لم يكن من الأصول التي اعتمدها مؤلف الدراما كجزء أصيل لإكمال دراميته وبلوغ مبتغاها عند المستمعين والمشاهدين ، ورغم وجود الفرق بين التتر كشكل فني وبين الدراما كجنس أدبي ، إلا أن هذا التفريق بعد أن استقر معنى التتر ووجوده ، يؤكد على أن تتمة النص الدرامي لم تعد كافية لسبر أغوار الأحداث والشخصيات ووجودها الإنساني من دون وجود التتر باعتباره المرآة العاكسة أو المشابهة والتي تؤكد على تراسل المشاعر بين الجمهور والنص الدرامي . التتر المسموع: " مسلسل الأم ------------------------ يواصل الأبنودي إبهارنا بتنويعاته المختلفة ويأخذنا إلى ملكوت الشعر والجمال في مسلسل إذاعي جميل بعنوان " الأم " ، خصوصا حينما يحظى تتر المسلسل بصوت آسر مثل المطرب الفنان " محمد حمام " وقد يختلف تتر الإذاعة عنه على الشاشة المرئية ، فقد يحتاج تتر الإذاعة إلى ذكر أسماء الأشياء عوضا عن الصورة ، مثل قول الشاعر مسميات على المستمع ان يتخيلها مثل الشمس ، اللحم ، الرغيف ، الضحك ، البكاء ، إلخ ،أي أن التتر الإذاعي يتوزع في مقدمته ونهايته - ملمحان: الأول : ------- هو الحسية الروحانية ان جاز التعبير ، ولنقرأ معا كيف احتفل الشاعر بهذه التفاصيل الحميمة وحولها من حسيتها إلى روح أو إلى معان صافية وشعرية ، يقول في تتر البداية : .. يا خضره يا منبتة جوه شقوق الروح يا امه أمايا يا امه هذه الحسية من نوع خاص تعبر عن الجسد والروح في آن معا ... و الثاني : -------- بتحويل هذه الحسية إلى الذات وترجمتها إلى مشاهد حسية فاتنة ، كأنها لعبة مرايا ، بحيث يصبح وجود - الابن - جزء من وجود الأم الكلي - وبلغة منسابة كأنها تعانق الذات الإنسانية في كل أحوالها ... يا توبي ولحمي وستري وغطايا يا امه يا رغيفي وملحي وشمسي وهمسي وندايا يا ساكنه جوايا ف الحته اللي بيعلا منها ضحكي وبكايا يا أمه أمايا يا أمه ويبدو أن الغالب على التتر حالة الافتقاد التي يحسها الشاعر ، فبدا التتر أشبه بالنداءات المتكررة التي تفرض على مستمع التتر أن ترق روحه حتى الحنين ، والموسيقى جاءت متضرعة وخاشعة ، فينتقل الشاعر بنا من الطلب " يا امه " ( وهي للقريب وللبعيد ) إلى الشكوى والنجوى ... ابنك الغريب يا امه ع الدرب الغريب يا امه بتدّور جروحه على بيت الطبيب يا أحن الأطبة عليا يا امه يا بحر الأمان الواسع اللي ملوش نهاية يا أمه أمايا يا أمه وفي كل هذا محاولة من الشاعر أن يحرر روحه من سجن البعاد والافتقاد للأم ، لهذا يسمي الأشياء بأسمائها ، ويغلفها بغلالة شفافة من روحه ، فيُشعرن كل شيء حتى ليشعر المتلقي بتدفق جارف لكل ما في الأم من حنان وعطف ومشاعر جياشة ، وهكذا لم يكن يهم الشاعر ان يكتب لغة مجازية غامضة فقط ، بل يكفيه أن يكتب ببراءة لغته الصادقة و ما تبعثه من مشاعر دافئة في قلوب مستمعيه كما هو الحال في تتر النهاية ... خُديني في حضينك خديني خديني غطيني ودفيني لميّني في دراعينك لميني أنا ذنبك مبكيني هزيني صحيني وسامحيني يا امه سامحيني ! هكذا عبد الرحمن الأبنودي للوهلة الأولى تظن أن كتاباته ساكنة وهادئة ، ثم ما يلبث المتلقي أن يلتقط الإشارات والدلالات حول ما يقوله الشاعر ، الذي يظن المتلقي لسهولته ومباشرته أنه يقول مجرد كلام جميل ، والحقيقة غير ذلك تماما ، فالشاعر يتناول الأشياء بشغف وشاعرية غنائية تفرضها الموسيقى والصوت المؤدي بالدقة والرقة معا . يتبع

 

أخبار اخرى فى القسم