الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 09:53 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية جاليرى الفنان عبد الرازق عكاشة يكتب عن : اماني فهمي التجريد والتأثير ي ومفهوم كتابة السيرة الذاتية

 

 " كل جمعة" من باريس
 

الفنان عبد الرازق عكاشة يكتب عن : اماني فهمي التجريد والتأثير ي ومفهوم كتابة السيرة الذاتية

  الخميس 16 أبريل 2020 11:45 صباحاً   




حين تستند براسك علي سنوات خبرات عمرك. او على شجرة إلوان ظلك، وتسأل نفسك اين تذهب رياح إلوانك و اتجاه الفرشاة في لوحة حامل مرسمك صباح كل يوم،.كما تفعل فنانه اليوم .إ.د أماني فهمي الفنانة المصرية الأستاذ بفنون حميله القاهرة أو حين تصرخ اللوحة مورخة تاريخ ميلاد وجعك، رغم انك مازلت متماسك، وترى ان حصاد زرعك ,هي حالة الفرح مساحة الحلم. والتي تغطي مساحات الدراما في عمرك ، وتستر الألم لفراق اهل او احبة، وربما لصدمات حياة كثيرة، ,هنا يكون اللون هو مسودة تاريخك،التي تدون به حالتك الداخلية. محملة بالهوامش والتفاصيل الزمنية والجغرافية. والتي تظهر أحيانا في خربشات السطح علي لوحة الكانفز ،تلك الخربشات الممزوجة بحالة الفرح والشجن في اللون. وهذا اللون الذي يمثل مركب نجاة، ساحة الفرح البصري المشتركة بينك وبين الآخرين، مساحة هروب الفنان من الوجع والتحول الي الانتصار بالابداع، في تلك المساحة المشتركة ، مع المتلقين لاعمالك، *** التوحد مع العمل الابداعي *** الفنانة الدكتورة أماني فهمي هي واللوحة حالة واحدة شخصها وابداعها .حالة من التوحد الشفافية ,الصدق، والانتقال من الدرما الي الانتصار، حالة لايعرفها الغشاشين، ومدعي التجريد، فهي حالة انسانية علي مسطح الكانفز، *حالة ترفع حجابها للمتلقي الواعي فقط، . ليكتشف ان اسفل هذا الحاجز كم هايل من ثقافة بصرية. ورصيد من الخبرة في حفظ كتاب اللون، واسطورة لا يحفظها الا المبصريين، المثقفين، الذين حابهم الله بموهبة الاحتفاظ بذاكرة لونية نادرة ، كذلك موهبة الاحتفاظ في منطقة بعيدة كل البعد عن مناطق العابرين للفن، ففي لوحات أماني فهمي شئ مختلف، رصين رقيق وحساس. ينتقل من شبكة العين المباشرة الي وجدان المتلقي. شئ تلمحه في خلطة عجائن الاسطح، وشفافيات تكونت من سنوات الوجع، والحلم واللون ، في لوحات الفنانة، رصيد من عمر اختزل وانصهر في المعرفة والوعي، فحين تحدثك السيدة الفنانه اماني فهمي، تجد حمرة خجلها تعطر المسافة، بين المرسوم والملون. في تواضع شديد، ان دل انما يدل على حساسيتها ،تلك الحساسية المفرطة. والممتلية بطاقات ابداعية. ثرية في التجربة التجريدية، في أعمالها كما اتفقنا كثيرا من قبل في عديد الكتابات عن التجريد انه اي الفن التجريدي، ليس كلمة وليس قكرة جامدة، دون ثقافة بصرية وممارسة بالتجريد مدارس واتجاهات تختلف وتتفق مع الحالة المزاجية والوجدانية للفنان اولا وثانيا ، من اين جاء التجريد وما هي مصادره الاولي؟ ام هل هبط عليك فجاة . من اين تستمد قنواتك الشرعية مسارك من الرسم الجيد في التأسيس والارتكاز، قبل الذهاب تجاة الاختزال والتصوف والزهذ؟ . فالتجريد ليس مجرد صحوة من نوم، واعلان النيه باني قررت التجريد٠ او الرسم التجريدي، كما يفعل بدون مبالغة تسعين بالمائة من المجردين العرب الان علي الساحة، فتاتي لوحاتهم مسخ لايغزو القلب. ولايناقش عقلك. ولا يهز وجدانك، لانه تلوين قادم من فراغ. بحجة التجريد، اما اماني فهمي الاستاذة بكلية فنون جميلة القاهرة، من العشرة بالمائة من وجه نظرى التي تاتي تجربتها من وعي ثقافي وفهم بعيدا عن الهرتله البصرية دلات ثقافة الفنانة في أعمالها *** فاعمالها تأتي من خليفة بعيدة من ثقافة الحلم. وفهم المنظر، ومن التبسيط والزهد في اللون. الذي عاشت تروضه. لوحة تلو الأخرى. وفي مرحلة الانتقال من الطبيعة. ومن المنتظر التأثيرى لونيا. حتي تنتقل به الي المنظر التجريدي، مصحوبة بسلامة السفر. وحساسية اللون الطازجة ، كما كان يفعل التاثيرين، ادعوك ايها المتلقي ان تتأمل اعمالها السابقة، في رسم المناظر، واغلق عينك جيدا لمدة دقائق. وافتحها فجاة علي اعمالها الحديثة، في تلك الرحلة سوف تجد حالة الصدق في الانتقال، سوف تري بخيالك المبصر وعينك المغلقة. وانت تحلم. نفس الحالة التي تفتح عيناك عليها كتطور طبيعي، لهذه المصورة (العفية) في مشاعرها، الثائرة الغاضبة في صمتها. *اللون عند اماني فهمي قوي غزير مشبع بطاقات لاتري بالعين المباشرة، ادعوك عزيزي المتلقي ان تبصر جيدا في تلك المساحة الشاعرية للون. عند الفنانة ،وذلك الفضاء الأبيض، المرصع بطبقات حبلي ودرجات مختلفة من هذا اللون الذي يدل على نقائه بصرية ،كما يدعونا التاريخ الي تذكر لوحات فنان كبير قدير هز وجدان العارفين دولاكروا الذي كان الأكثر شجاعة وجرأة بين فناني عصره في التعامل في آخر أيام عمره مع اللون الأبيض، كانت جرأة تنبع من مشاعر زهد شديدة الهدوء، و الوعي. التلخيص في التفاصيل الملونة، التي اتقنها عبر ملفات عمره المديد قبل الرحيل، في هذا الفراغ اللوني المسمى الفضاء الوجداني للون الابيض بدرجات تلعب وتلهو لتصل بنا أماني فهمي، لتلك اللحظات الصوفية والزهد في التعبير دون ترتيب عصبي ولا مذاكرة، لكن بتلقائية الصادقين وبساطة العارفين . في سفر الوجدان وفي القراءة لحالة الشاعرية البصرية ، هذه المعرفة جعلتها تضيف قصائد شعرية قديمة لابو العلاء (كولاج) في بعض اللوحات، تمزجها في حالة من الصفاء اللوني. عندها، لترتبط حالة القصيدة بحالتها المزاجية . علي مسطح الكانفز، وكأن اللوحة تحولت الي قطعة من وجدانها ,الثائرة الحية النابضة. بكرم ثقافي. انها المسافات .التي تجعلنا نحترم فنها مسافات ومساحات كبري تفصلها وتبعدها عن العديد من الغشاشين، اللذين يدعون التجريد دون فهم او وعي، في عالمنا العربي المصاب الان بالرمد التشكيلي من كثرة التهريج *اماني فهمي سيرة ذاتية* في الحقيقة نجد ان معظم النقاد العرب ,والمصريين احبتنا الافاضل يكتبون سيرة الفنان لمجرد لملئ صفحات بارقام وتواريخ وانجازات، اري من وجه نظرى ان هؤلاء مؤرخين وليسوا نقاد، وهنا ثمة فرواق كبيرة، لان سيرة الفنان ليست ارقام وتواريخ (مثلا جوجان) الفخم كان قليل المعارض كان قليل المعارض لم يكن هناك مقتنيات كبرى تدل على ما هو موجود اليوم في تاريخ الحداثة ، و غيره من كبار الفنانين هنا اري نموذجا ان اذا اردنا كتابة سيرة ذاتية عن الفنانه اماني فهمي فنأتي بلوحة لها عند تخرجها و لوحة او لوحات بعد ذلك، و نرى التطور من البدء الي الوصول في المرحلة الحالية و مطالعة لوحتها الاخيرة هنا تكون السيرة اللونية عبارة عن خريطة مشاعر الفنانة . متواليات تدل علي مصداقيتها في البحث، و تكون فعليا سيرة الفنان، لأنه مبدع و ليس موظف له سيرة عمل بالشركات حتى ترضى عنه الشركة. سيرة الفنان تكمن فقط في التحولات، الانجازات البصرية، و جدية القفز تجاه الحلم، الحبو علي ارصفة التجديد، اما رص أرقام تاريخية بمعارض و منجزات لم تجعل للغشاشين عبر التاريخ أهمية في الابداع ، الارقام مثل العملات المعدنية تضيف رصيد مكتوب، لكن لا تدل علي انسانية و تحولات المبدع. اما اذا جربنا هذه الطريقة ( ال CV ) او السيرة الذاتيه الملونه مع الفنانة أماني فهمي فسوف نكتشف صدق رحلتها و جماليات الانتقال من اللون التأثيري الي حالة التجريد التأثيري . و من الاختصار في صفاء المشهد الى البحث عن منظور اكثر تطورا ، الى فضاء بصري تأملي. مساحة تغذي الوجدان ، تنعش القلوب في اتزان يهز و يحرك حدقة العين طول الوقت اثناء المشاهدة. و الكشف عن النفس الحساسه و الحالة الإنسانية. التحول من المشهد المصري لحياة محلية الى لوحة بمواصفات دولية حسب قوانين المشاهدة التي تستغني فيها عن جمال المنظر الساذج ، ليتحول الجمال في اعمالها الي قوة الخصوبة و قوة المشاعر الملونة في تلك الخربشات و الاضافات. نموذجا ، اللون الاسود احيانا يأتي قليل التواجد، مرتبط بالبني و الرمادي لكنه عميق الأثر ، يعلن عن نفسه بجلال و دلال . او البني الذي يعطر المسافات ببن تراب الارض، و فضاء الكون، يفترش سطح اللوحة و كأنه سيد الموقف في دراما العمل . نعم البني هو حبر الرسائل الرابط بين تلك الأرض و السماء، في رسائل مغلفة و احيانا مفتوحة . عزيزي ، اذا اردت ان تكتب سيرة ذاتية للفنانة أماني فهمي عليك ان تشم رائحة الأتربة الملونة بشغف التواصل و الاكتشاف مع البيئة الانسانية لها ، و التي تغزو وجدان المتفاعل الحقيقي مع أعمالها بفهم و ثقافة. باريس عبدالرازق عكاشة

 

أخبار اخرى فى القسم