الاثنين 06 مايو 2024 - 02:26 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير صلاح صيام يكتب : رجل تعلم الزهد من أخته "الحلقة الرابعة"

 

 لحظات فارقة
 

صلاح صيام يكتب : رجل تعلم الزهد من أخته "الحلقة الرابعة"

  الاثنين 27 أبريل 2020 04:58 مساءً   




أبو نصر بشر بن الحارث كان لصًا في بدء أمره،، فأحيا الله قلبه وألهمه رشده فأصبح من العباد والزهاد وكان مضرب الأمثال في الزهد والورع ومن عباد الله الصالحين وأعيان الأتقياء الورعين، وسبب توبته أنه وجد رقعة فيها اسم الله عز وجل في حمام فرفعها ورفع طرفه إلى السماء وقال: سيدي اسمك هاهنا ملقى يداس! ثم ذهب إلى عطار فاشترى بدرهم عطرًا، وعطّر تلك الرقعة وجعلها في شق حائط، فرأى في النوم كأن قائلاً يقول له: يا بشر، طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، فلما تنبه من نومه تاب و لقب بالحافي، لأنه جاء إلى إسكافى يطلب منه شسعًا لإحدى نعليه، وكان قد انقطع، فقال له الإسكافى: ما أكثر كلفتكم على الناس فألقى النعل من يده والأخرى من رجله، وحلف لا يلبس نعلاً بعدها وقيل لبشر: بأي شيء تأكل الخبز فقال: أذكر العافية فأجعلها إدامًا ومن دعائه: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا لتفضحني في الآخرة فاسلبه عني ومن كلامه: عقوبة العالم في الدنيا أن يعمى بصر قلبه.. من طلب الدنيا فليتهيأ للذل وقال بعضهم: سمعت بشرًا يقول لأصحاب الحديث: أدوا زكاة هذا الحديث، قالوا: وما زكاته قال: اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث. وقال بشر: كنت في طلب صديق لي ثلاثين سنة فلم أظفر به، فمررت في بعض الجبال بأقوام – معوقين- مرضي وزمني وعمي وبُكْم، فسألتهم، فقالوا: في هذا الكهف رجل يمسح عليهم بيديه فيبرأون بإذن الله تعالى وبركة دعائه، قال: فقعدت أنتظر، فخرج شيخ عليه جبة صوف فلمسهم ودعا لهم، فكانوا يبرأون من عللهم بمشيئة الله تعالى؛ قال: فأخذت ذيله فقال: اتركني يراك تأنس بغيره فتسقط من عينه، ثم تركني ومضى. وكان لبشر ثلاث أخوات، وهن مضغة، ومخة، وزبدة، وكن زاهدات عابدات ورعات، وأكبرهن مضغة ماتت قبل موت أخيها بشر، فحزن عليها بشر حزنًا شديدًا، وبكى بكاء كثيرًا، فقيل له في ذلك، فقال: قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه أختي مضغة كانت أنيستي في الدنيا. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: دخلت امرأة على أبي فقالت له: يا أبا عبد الله، إني امرأة أغزل في الليل على ضوء السراج، وربما طفىء السراج فأغزل على ضوء القمر، فهل علي أن أبين غزل السراج من غزل القمر فقال لها أبي: إن كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبيني ذلك، فقالت له: يا أبا عبد الله أنين المريض هل هو شكوى فقال لها: إني أرجو أن لا يكون شكوى، ولكن هو اشتكاء إلى الله تعالى، ثم انصرفت, قال عبد الله: فقال لي أبي: يا بني ما سمعت إنسانًا قط يسأل عن مثل ما سألت هذه المرأة، اتبعها؛ قال عبد الله: فتبعتها إلى أن دخلت دار بشر الحافي، فعرفت أنها أخت بشر، فأتيت أبي فقلت له: إن المرأة أخت بشر الحافي، فقال أبي: هذا والله هو الصحيح، محال أن تكون هذه المرأة إلا أخته . وقال بشر الحافي: تعلمت الزهد من أختي فإنها كانت تجتهد أن لا تأكل ما لمخلوق فيه صنع. وقد أثنى على بشر كثيرمن الأئمة ,وكانت وفاته يوم عاشوراء ببغداد سنة 226، وحين مات اجتمع في جنازته أهل بغداد جميعا ، فأخرج بعد صلاة الفجرولم يدفن إلا بعد العتمة. صلاح صيام Salah_alwafd@yahoo.com

 

أخبار اخرى فى القسم