الخميس 25 أبريل 2024 - 09:44 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير الكاتب الصحفي صلاح صيام يكتب : فضائل العفو"٨"

 

 لحظة فارقة
 

الكاتب الصحفي صلاح صيام يكتب : فضائل العفو"٨"

  الجمعة 01 مايو 2020 08:41 صباحاً   




كان عداؤه للنبي الكريم والصحابة كبير جدا, فدأب يتحيَّن الفرص للقضاء على النبي ، حتى أصاب منه غرة غفلةً، وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمائه ثناه عن عزمه في آخر لحظة، فنجَّى الله النبي من شرِّه, فإلى هذه الدرجة بلغت عداوته للنبي الكريم, لكن إذا كان قد كفَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكفَّ عن أصحابه، حيثُ جعل يتربَّصُ بهم، حتى ظفر بعددٍ منهم، وقتلهم شرَّ قتلة، لذلك أهدرَ النبي عليه الصلاة والسلام دمه، وأعلن هذا في أصحابه، أنّ هذا الرجل دمه مهدور. ثمامة بن آثال الحنفي ملك اليمامة حاقد و مغرور, أراد أداء العمرة على النمط الجاهلي، فانطلق إلى مكة، وهو يمنِّي نفسه بالطواف حول الكعبة، والذبح لأصنامها، وبينما كان في طريقه، قريباً من المدينة وقع أسيرا بين أيد سرية من سرايا رسول الله وهي لا تعرفه، فأتت به إلى المدينة، وشدّته إلى ساريةٍ من سواري المسجد، وهذه طريقة سجنه, وهي تنتظر أمر الرسول فلما رآه مربوطاً في السارية، فقال لأصحابه أتدرون من أخذتم؟ قالوا: لا, يا رسول الله قال هذا ثمامة بن آثال ,و قال: أحسنوا إسارَه, ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، وقال: اجمعوا ما كان عندكم من طعام، وابعثوا به إلى ثمامة - ليطعمه من طعام بيته، فجمع من طعام أهله شيئًا، وأرسله إلى ثمامة ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغُدو والرواح، وأن يُقدَّم لبنها إليه, وتمَّ ذلك كلُّه قبل أن يلقاه النبيّ عليه الصلاة والسلام، أو يكلمه,و بعد أن أكل وشبع، وشعر بأن هذا من عند النبي عليه الصلاة والسلام, أقبلَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام على ثمامة، يريد أن يستدرجه إلى الإسلام.. ما عندك يا ثمامة؟ فقال ثمامة: عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم, - يعني إن قتلتني فأنت محق، والحق معك، وأنا أستحق أن أُقتل لأنني قاتل - وإن تنعم علي بالعفو، تنعم على شاكر- أنا لا أنسى لك هذا المعروف - وإن كنت تريد المال، فسَلْ تُعطَ منه ما شئت ، فتركه النبى يومين وعاد اليه فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ليس عندي إلا ما قُلت لك من قبل فتركه النبيّ عليه الصلاة والسلام، حتى إذا كان في اليوم التالي، جاءه فقال ما عندك يا ثمامة؟ قال: عنـدي ما قلت لك: إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال، أعطيتك منه ما تشاء, فأطلق النبى سراحه وعفاعنه. فغادر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى حتى إذا بلغ نخلاً من حواشي المدينة، فيه ماءٌ تطهَّر منه ثم عاد إلى المسجد، ووقف على ملأٍ من المسلمين, وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم قال: ووالله يا محمد، ما كان دينٌ أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك اليوم أحبَّ الدين كله إليّ، ووالله يا محمـد، ما كان بلدٌ أبغض إلـيّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ, ثم قال: يا محمد، لقد كنت أصبت في أصحابك دماً، فما الذي توجبه عليّ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا تثريب عليك يا ثمامة، فإن الإسلام يجُبُّ ما قبله, توفي بعد حروب الردة ,حيث قتل و هو في طريق العودة إلى اليمامة. صلاح صيام Salah_alwafd@yahoo.com

 

أخبار اخرى فى القسم