الاثنين 06 مايو 2024 - 05:03 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع عبد الرازق عكاشة من باريس يكتب : يجون شيلى العامر بالحساسية

 

 كل جمعة
 

عبد الرازق عكاشة من باريس يكتب : يجون شيلى العامر بالحساسية

  الجمعة 08 مايو 2020 10:14 مساءً   




استأذن محبي كليمت فى كل مكان فى العالم , وأعتذر لعشاق التعبيرية عند كوكوشا وألتمسالعذمن الجميع لأني أحب شيلى أكثر وأنحاز إليه بمشاعري الصافية وذهني النقي، أرتبطبصريا وإنسانيا به وبأعماله . فهو فنان يرسم خطا فنبصر فيه رعشات جسد امرأة وصرخاتأنثي لم تدخل ربيعها بعد ورغبات مدينة مدججة بالشاعرية وعامرة بالانسانية والتراكيب اللونية

أحبه لأنه فنان مبدع يبحث عن التجديد ضد كل الفنون المحكومة بالأكاديمية. فنان الخط والنقطةوالرموز و الدلالات الحسيه فالأسهم والإشارات كلها تدلنا على أننا أمام عبقري لم يطل عهدالزمان به ، فتوفي صغيرا عن عمر يناهز 38عاما لكنه ترك الكثير لمتاحف العالم .

وقف الفنان والاستاذ المهم جوستاف كليمت والفنان الصديق كوكوشكا وعدد قليل من المبدعين ،يلتحفهم الوجع والاسى على قبر ايجون شيلى وتسابقت الدموع المتساقطه من اعين المدعوين

وتوقف محرك الثوانى فى الساعه عن الحركة وراح الأصدقاء القلة يلقون بالورود فى وداعحزين ،توفي هذا الفنان بعد انهيار النمسا بساعة واحدة دون أية علاقة أو رابط سياسى ، إنما رحل

تحت وطأة مرض انفلونزا اسبانى ، هذه الانفلونزا المشهورة بالإنفلونزا القاتله في ذاك الزمن .لقد وصل المرض القاتل إلى جسده الضعيف والمتعب بعد خروجه من السجن حيث قضىيوما بحكم المحكمه. انتقل المرض عن طريق زوجته وحبيبته والى نيوزال ، التي رحلتقبله بأيام . والى نيوزال كانت موديل استاذه كليمت

قال كليمت :

كم كانت حياتك ياشيلى مدهشة حد الغرابة !

رد كوكوشكا :

لم تكن حياة شيلى ، عاشق فرويد وقارىء كتاب تفسير الاحلام 1900 ، أرحم من موته ولاالدراما فيها أخف وطأة من الدراما أعماله ففي سن الرابعة من عمره بدأ هذا الطفل يرسم بشكل لافت للنظر ويؤكد موهبته وعبقريته .

فى عام 1884، أي بعد ميلاده بأربع سنوات ( وُلِدَ فى عام 1880) ، في ذاك العام بدأ يرسمعلي شريط محطة قطار مدينة تولن ، وهي إحدى محطات شبكة القطارات المعقدة فىالامبراطورية المجرنمساويه حيث كان يعمل والده ناظر محطة ، لكنه ، أي الوالد ، توفي

بمرض الانهيار العصبى وكان الإبن شيلى فى سن 25 عاما، مما زاده هما وحزنا فقد كان يحب والده بشكل كبير وكان يقول عنه: :

إبى أنبل أب فى العالم .

ثم قام فى يوم برسم لوحة وكتب خلفها :

لقد ترك رحيلك يا أبي في نفسي أثرا لايمحى . واسمح لى أن أتردد على كل الاماكن التي كنتتجلس فيها.وأشاهدها من جديد ، ثم َّأرسمها لأحفرها في ذاكرة عامرة بحبك أيها النبيل . وبذهابك

لقبرك يا إبى يغمرني شعور عجيب :

يتولَّدُ من رسم المقابر شعور آخر، إحساس لا أعرفه من قبل ! فهل تضم هذه المقابر في نهاية رحلتها .كان يبحث عن شيء مختلف وجماليات خاصة ونقاط حساسه ومختصرة لعمر اخضرونضارة لاتقاوم .

كان متوترا أمام الاخت الصغرى ، حين يرسمها ، كان يطلب منها أن تمارس حركاتأنثوية أمامه ، تتلوى وترتعش ، ليرسم تلك الرعشات وأثرها على جسدها ووقعها على الخط ،ويري رعشات يد الفنان وهي تتحرك وترسم .

كان يرسم بسرعة فائقة توزاي سرعة ما يصدر عن جسدها من رعشات ، فيده التي تصرخبالخط تحول نقطة الرغبة الى ثورة على القماش او الورق . انه كان يرسم شيئا داخله ،يلتقي بشيء مع الموديل ، وشيء من الموديل يلتقى مع الحياة .ياله من مجنون تقوده طاقة مذهلة ، فأغلب أعماله يغلب عليها التأثر بالنظرية الفرويديةووالقراءة في الفلسفة .

حين نرى لوحاته ، فإنه يدهشنا ، لانه لم يرسم عاهرة عارية ، او فتاة من الحارات الخلفية للمدينة،رسم خطا مختصرا وبهذا الخط نرى يد شيلى كيف كانت تتحرك وكيف كانت بصيرتهتلتقط الاشياء وتسمع الصرخات ، فيوجعنا خطه ويؤلمنا صراخه اللونى . .

ما أروعك ياشيلى وأنت تختصر عبقرية اللوحة في تلك الخطوط البسيطة الطازجةعلاقته بعمته هى الاخرى كانت علاقة مميزة وكانت تصفه بأنه شبه أبيه النبيل الذي توفي  . .

منذ فترة وكان زوج عمته مهندسا هو الآخر فى السكك الحديدية وكان يحب شيلى ويساعده في التغلب على فقره بدفع مصاريف دخول الاكاديمية مدة ثلاث سنوات ويقدم له المساعدة المادية دون تردد ، إلى درجة دفعت شيلى لأن يرسم له العديد من اللوحات وكان هذا المهندسة

المثقف يردد قولته الشهيرة ” :

أعشق فن َّشيلي وأعشق الموسيقىأحبَّ شيلى الفتاة ، موديل أستاذه كليمت ، وتزوج بها رغم أنه يعرف ماضيها وحاضرها. .

وأصبحت هى الاخرى نجمة مرحلة مهمة من أعماله ، فكان يرسمها غارقة في الحلموالدهشة ، فجسدها مفعم بالرغبة والثورة . وعيناها واسعتان محدقتان فى الأفق البعيد.

وبعد شهرة شيلى نسبيا في رسم السيدات بدأت الاسر الميسورة فى القرية التى يسكنها تدعوه لرسم السيدات ، لكن شيلى المجنون لا يحب الكلاسيكية ويمقت الرسم المباشرويرفض هذه الصنعة.

وهذا واضح فى رسالة وجهها لصديقه روسلر ، فيقول لهلا أحب الفتيات ورسهمن بهذا الشكل . أبحث عن الحرية ورسم نقاط لم يرسمها غيري :

من قبل . إن جو النمسا صعب فلايسمح بالحرية التى توازي حريتي يا صديقى . أشعربأني مسجون هنا ، بين جو النمسا العام وفلاحي القرية الرافضين لافكاري المتمردة.

وحين شاهد أستاذ الاكاديمية ، كيرل جردبين ، رسومات شيلى المعترض دائما علىالدراسة الاكاديمية والمبهور بأستاده كليمت المتمرد الاهم وصديقه كوكوشا ، حين شاهد

هذا البروفسور ( جرديبن ) رسوماته قال له :

اذا سألك أحد يوما ما أين تعلمت الرسم فإنني أتوسل إليك وأرجوك أيها الشيطان ألا تذكراسمى ، فمن دسك بين طلابى ؟ لكن كليمت أخد رسوماته إلى  وفي هذه الفترة قدم لأهله دفترا ، هدية ، يضم أكثر من ثلاثين رسمة لركاب القطاروعربات النوم وحركات الناس.معرض” المنسحبون” وعرضها هناك.

 

أخبار اخرى فى القسم