تِلْكَ الرُّؤَى تَجْتَاحُ أَبْوابَ الْكَلِمْ
نَبْض الصَّبَايَا يَقْتَفِي آثَارَ "دَالِي"
لَوْحَةً لَمْ تَكْتَمِلْ
هَلْ مِنْ طَرِيقٍ
عَبْرَ كُثْبَانِ الرَّمَادِ الْمُنْتَحِرْ؟
هَذَا رَحِيقُ الزَّهْرِ أَضْحَى عَلْقَماً
اَلشَّوْكُ فِي الْحَلْقِ انْتَصَرْ
وَالْمَوْجُ مُغْتَاظاً عَلَى
أَهْدَابِ كَأْسٍ
يَنْكَسِرْ.
حَوَّاءُ يَا أُنْثَى الرَّبِيعِ الْمُنْتَظَرْ
يَا طَيْفَ صُبْحٍ أَبْيَضٍ
يَغْشَاهُ حُلْمٌ مُسْتَتِرْ
هَيَّا انْظُرِي!
هَلْ مِنْ جِبَالٍ تَرْتَحِلْ؟
هَلْ مِنْ سُيُولٍ تَلْثِمُ الرَّيْحَانَ تُهْدِيهِ النَّدَى،
تَبْكِي عَلَى قَيْسٍ بِلَيْلَاهُ افْتُتِنْ ؟
هَلْ أَنْتِ أَنْتِ الْفَجْرُ أَمْ ذِكْرَى سَرَابٍ مَنْقَعِرْ؟
أُمَّاهُ!
صَدْرِي شَمْعَةٌ
اِحْدَوْدَبَتْ أَطْرَافُهَا
وَالرَّأْسُ فِيهَا مِخْلَبٌ
يَجْتَثُّ صَبْرِي
يَحْصُدُ الطِّفْلَ الَّذِي يَجْرِي بِقَلْبِي لَاهِثاً
خَلْفَ اسْتِعَارَاتِ الشَّجَرْ.
أُمَّاهُ مَنْ لِي بِالْخُطَى
وَالرَّمْلُ يَطْفُو فَوْقَ أَقْدَامِي الَّتِي
سَالَتْ دَماً
يَعْلُو تَضَارِيسَ الْعُمُرْ
مَنْ لِي بِشَمْسٍ
فِي جِنَانِ الرُّوحِ تَعْدُو
تَطْرُدُ الْبَرْدَ الَّذِي يَجْتَاحُ شِرْيَانَ الْقَمَرْ.
أُمِّي مَتَى أَلْقَيْتُ ظِلِّي فَوْقَ شُطْآنِ الْحَنِينْ
هَاجَتْ أَعَاصِيرُ الْوَجَعْ
وَامْتَدَّ مَوْجٌ مِنْ سَحَاٍب مَنْفَجِرْ
أُمِّي مَتَى أَسْرَجْتُ خَيْلِي لِلرَّحِيلْ
سُدَّ الطَّرِيقْ
وَالْتَفَّتِ الْأَشْوَاكُ حَوْلِي
حَوْلَ أَحْبَالِ الْوَتَرْ
أَيْنَ الْمَفَرّْ؟
أَيْنَ الْهُرُوبُ الْيَوْمَ أَوْرَاقِي تَدَاعَتْ
هَلْ
يُسْعِفُ الْحِبْرَ الْقَدَرْ؟