الأحد 19 مايو 2024 - 07:36 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع قليل جدا وكثير ..قصة قصيرة عصام حسين عبد الرحمن

 

 
 

قليل جدا وكثير ..قصة قصيرة عصام حسين عبد الرحمن

  الأحد 19 يوليو 2020 04:56 مساءً   




 

طالت فترة الحظر ،ضرب الملل الجميع ،كل شئ تغير ، صحيح جدا أن الشمس تشرق كل يوم ،وأنه يصحو علي زقزقة العصافير ويفطر القليل المفيد كعادته ،شرائح من أنواع الجبن المختلفة ،وحبة زيتون وملعقة عسل وفنجان مخصوص جدا من القهوة التركي المعبأة بعناية ، يشعر اليوم بأن الملل والزهق قد ضرب عادة افطاره الذي لم يتغير من سنين ،كان يحرص عليه حرصه علي. الحياة نفسها ،تسا ئل في غضب ،لماذا فقد الاستمتاع به ? بل ولماذا فقد التذوق ? حتي القهوة معشوقته الأبدية ،لم تسلم من الفقد ،أيكون كما يقرأ في الميديا التي أصبحت واقعا افتراضيا للجميع وهو منهم ، أيكون هذا عرضا من أعراض الاصابة بفيروس كورونا ? بث قلقه وملله وغضبه لحبيبته ،جاء صوتها عبر الهاتف ضعيفا منهكا ،وجدها أكثر منه مللا وغضبا وقلقا. ،وزادت بأنها تشعر أن الحظ والدنيا كلها تقف في طريق سعادتها وتغلقه ،فتغلق معه كل أسباب الراحة والمتعة والبهجة. اتمت دراستها الجامعية ،قبل شهور قليلة من بدء الجائحة ،وكان احتفالا عائليا مبهجا أُقيم لهذه المناسبة ،سحر نفسها مصدر بهجة للجميع بروحها الشفافة ،وحركتها الدائبة وحبها واحتوائها للجميع وحماسها اللامتناهي للحياة ، عندما إلتقيا صدفة علي رصيف احدي محطات مترو الأنفاق ، لم يجذبه بدايةً أي شئ في ملامحها ،فهي منتقبة ،ولا يظهر منها غير عينين ،النظرة منهما تشق عظام الصدر شقا وتخترق القلب كالسهم الخاطف ،لتتربع وتستولي علي حجراته الأربع . الذي سحره حقيقة هو لحظة تزامنت فيه مد الكفين ،كفها وكفه لسيدة كانت تجري وتسرع بكل ما أُوتيت من قوة للحاق بعربة المترو قبل أن يُغلق بابها. لم تدر "سحر " أن "ابراهي " هذا الشاب الأنيق ،ذو الابتسامة الساحرة الدائمة ،قادم من أعماق ريف الوجه البحري ،ليستوفي أوراق ترقيته بالوزارة التابع لها ،ليعود إلي محافظتة لاستلام عمله الجديد ،ظلت بعينيها تمسحناه كالرادار بهدوء وصمت ظاهر وهدير لا ينقطع بأعماقها ،وصوت من بعيد يأتيها هاتفا (هذا هو فارس الأحلام ) ،وابراهيم هو الآخر حياء من نقابها يرسل عينيه بين الحين والأخر ليقرأ المزيد من لغة العيون، ويقطع النظرة بالحديث ثوان مع سيدة المترو ،وفي المرة الثالثة ،طابت روحه عندما أصبح الحديث ثلاثيا فتلاشي الحرج ،وتعارفا ،بأرقام التليفونات والواتس. اتفقا علي كل شئ في لقاءات العالم الافتراضي ،لم يبق غير حيز التنفيذ ! (شبيك لبيك "ابراهيم بين ايديك يا روح الروح ) صمتت،لكن عينيها تحدثان جلبة وضجبج وهدير. قال :أجيبلك القمر ? -طيب أحلي عشاء في أحلي مكان ع النيل - طيب الذهب اللي اتفقنا عليه أزيده ? مازالت صامتة والجلبة والضجيج وهدير عينيها مستمر. توقف عن الكلام ،ونظر إلي عينيها وقال : - قولي شيئا -لا أريد شئيا غير هذا الشئ الذي تريدني أن أقوله.وقبل أن تستكمل اجابتها قال:- أحبك يا سحر.. أحبك يا سحر

 

أخبار اخرى فى القسم