الخميس 28 مارس 2024 - 01:16 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية جامعات محمد ناجي المنشاوي يكتب :من دفترالمسكوت عنه في التعليم المصري

 

 
 

محمد ناجي المنشاوي يكتب :من دفترالمسكوت عنه في التعليم المصري

  الأربعاء 02 سبتمبر 2020 02:20 مساءً   




من دفترالمسكوت عنه في التعليم المصري تعد مشاكل التعليم المصري من أشد الأمور تعقيدا وأهمية في الوقت نفسه ومن الواجب وضعها في صدارة المشكلات إن لم تكن الأولى من حيث الأهمية على الإطلاق، ولقد باتت محور اهتمام كل الأسر المصرية على السواء ونبدأ في هذا المقال بالتعليم قبل الجامعي باعتباره المرتكزالحقيقي لمستقبل أي تعليم في مصر، بدأت أزمات هذا التعليم منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي حيث نزح جيش من المعلمين المصريين ذوي الكفاءة العالية إلى الأقطار العربية الشقيقة إما على سبيل الإعارة من قبل الدولة المصرية أو على سبيل التعاقدات الشخصية وكان ذلك أشبه بهجرة جماعية غير مقننة، في غياب الشفافية الحكومية وغياب خطة تعتمدها الدولة توازن بين احتياجات مدارسنا المصرية ومدارس الأقطارالشقيقة ، وفي غياب التخطيط والإحصائيات وعدم وجود رؤية واضحة لمستقبل التعليم المصري نتج عن ذلك أول مانتج خلو مدارسنا من كثير من التخصصات فأصبحت أماكن هؤلاء المعلمين المهاجرين شاغرة بصورة خطيرة وعجيبة وكان من الأشد عجبا هو عدم تدارك الأمور وتقنين تلك الهجرات ولجأت الدولة تسد هذا الفراغ الذي هو أشبه بالخراب بأسلوب كان أشد خطرا على التعليم وهو الاستعانة بطلاب الجامعات (غير المؤهلين) للعمل كمعلمين في مختلف التخصصات بما كان يعرف بنظام المكافأة والذي من خلاله يتقاضى الطالب الجامعي أجرا مقابل مايقدمه من عدد الحصص وهكذا عجت مدارسنا بهذا الصنف من غير المؤهلين للتصدي لعملية التدريس والتي تحتاج إلى سنوات عدة من الدراسة والتدريب والتقويم ومن هنا طفقت صورة المعلم تتغير في نظر التلاميذ وأولياء أمورهم وهم يرون هذا العبث الفاضح وضاعت هيبة المعلم في نظر النشء الذي يبصر بعينيه معلما مرتبكا في شخصه وعلمه وسلوكه وكم من مواقف عبثية ضاحكة إلى حد البكاء صدرت عن هؤلاء المعلمين وبقيت الحال تزداد سوءا عاما بعد عام وفي تلك الفترة وعقب نصر أكتوبر المجيد وتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي ازدادت الصورة قتامة فقد جاءت تلك السياسات الاقتصادية لتكون الطوفان الذي طغى على كل شيء فقد ظهرت على السطح الطبقات الطفيلية والسماسرة وتجار العملة والمهربون ووقع أوسع هجرة لعمال مصر وفلاحيها بل وكتابها في تاريخ مصر القديم والحديث وظهرت قيم الانفتاح السلبية وتراجعت الطبقي الوسطى تراجعا ملحوظا وهجر الفلاح حقله والعامل حرفته لقاء جلب الدنانير والريالات من دول الخليج فغاب الأب و غابت قيم الأسرة المصرية المكافحة وبات المرء يوزن لابقدر مستواها التعليمي بل بقدر مايمتلك من مال وثروة وعلاقات غير نزيهة مع ذوي النفوذ الاجتماعي وفي ضوء كل هذه الظروف تغيرت وجهة نظر هؤلاء إلى التعليم (بالطبع مع وجود الجهل وغياب الوعي) وبدأ المجتمع دورة جديدة من التفاوت الطبقي المرتكز على الثراء المالي وحده وليس شيئا آخر وبات التعليم سلعة تباع وتشتري بالغالي والرخيص ولماذا لا وجيوب تلك الفئة من المجتمع عامرة بالمال الذي يستطيع شراء كل شئ حتى التعليم والمعلم الذي سقطت مكانته من القمة إلى السفح فالمصروف اليومي لبعض طلابه قد يمثل في مجموعه أكثر بكثير من راتبه وظهرت بعض الأعمال الفنية تسخر من المعلم وتحط من قدره ورويدا رويدا انقلبت طبيعة العلاقة بين المعلم وتلميذه انقلابا مهينا في غياب الدولة تماما عن حل لتلك المشكلة واستفحلت من هنا ظاهرة الدروس الخصوصية المهدرة لكرامة المعلم الواجب تكريمه وعلا شأن التلميذ المحظوظ بأسرة تغدق عليه بالمال إلى حد الإسراف وبين هذا وذاك ضاعت كل القيم النبيلة التي تربت عليها أجيال مضت ولا أنسى (كاريكاتير) للعبقري الراحل صلاح جاهين بالأهرام المصرية لمعلم يجلس أمام منضدة كبيرة في بيت تلميذ والتلميذ يقول لهذا المعلم : قيام ، بما يوحي بقوة بتنبؤ هذا الشاعر والرسم العبقري بمستقبل التعليم في مصر وخلل العلاقة بين المعلم والتلميذ، وتقلب نظام التعليم المصري عبر قرارات غير مدروسة تتصف بالتسرع والتقلب والتردد والارتداد وصار تلاميذ مصر كفئران التجارب ومستباحين لكل وزير يجلس على مقعده يجرب رؤيته وفق اهوائه أو أهواء من اجلسوه في مقعده، فمن إلغاء الصف السادس الابتدائي إلى إعادته ثانية ومن نظام التحسين في الثانوية العامة إلى إلغائه سريعا ثم نظام العامين ثم الردة إلى نظام العام الواحد وإزاء هذا التخبط ضعفت المقررات المدرسية واندفعت أفواج من ناجحي الثانوية العامة أقرب إلى الأميين من المتعلمين وخلت المدارس من الطلاب ولاسيما المرحلة الثانوية ففقدوا كل القيم الأخلاقية التي كانت تبث لهم وتزرع فيهم من خلال مؤسسة المدرسة، أضف إلى ذلك تغلغل أفكار التطرف الديني في مدارسنا وفقدان قيمة الانتماء إلى الوطن كما فتحت الدولة أبوابها وتوسعت في التعليم الخاص مما ألحق الضرر البالغ بمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد "مقالات الرأي تعبر عن صاحبه دون ادني مسئولية علي الموقع"

 

أخبار اخرى فى القسم