الخميس 18 أبريل 2024 - 11:04 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع محمد ناجي المنشاوي يكتب: زمن ردم الخنادق وكسر البنادق

 

 
 

محمد ناجي المنشاوي يكتب: زمن ردم الخنادق وكسر البنادق

  الخميس 17 سبتمبر 2020 04:27 مساءً   




عندما يتهيأ جيش للانسحاب تاركا مواقعه فيردم له المحتل خنادقه ويكسر بنادقه ثم يرفع رايته في زهو وغرور وونحن أمام مشهد عربي لم يمر بخيال أي عربي لا على سبيل الكابوس المفزع العابر ليلته المؤلمة، فمنذ ظهور الكيان الصهيوني و ماوراءه من قوى امبريالية داعمة ومساندة له ودافعة به لاحتلال الأرض العربية في السر والعلن، كان العرب هناك يحاربون ويقاومون وبخاصة دول المواجهة وفي صدارتها مصر، العرب يتخندقون، ويرفعون بنادقهم في وجه الكيان الصهيوني على خط النار وكم من شهداء أريقت دماؤهم الزكية! ففي حرب أكتوبر وحدها حسب إحدى الإحصائيات بلغ عدد الشهداء المصريين والسوريين في الجولان وسيناء قرابة 8528 شهيدا وكانت مصر قد فقدت من جنودها الشهداء في نكسة يونيو 1967من 1000إلى 15000 شهيدا وفي حرب 1948 استشهد 15 ألف فلسطيني و7000 من أقطار عربية مختلفة، ورغم نكسة 1967 إلا أن الأمة لم تستسلم وخاضت حربا من أشرف الحروب وأنبلها هي حرب الاستنزاف التي لم تترك فرصة للكيان الصهيوني أن ينعم بنصره في لحظة استثنائية علي العرب وكبدت القوات المسلحة المصرية جيش الدفاع الصهيوني خسائر في البر والبحر والجو وبعد تخطيط علمي وحسابات مدروسة وتدريبات قاسية جاءت اللحظة التي استردت فيها الأمة كرامتها وأدركت أسرار ومفاتيح انتصارها في 6 أكتوبر 1973 حيث الإرادة القوية ووحدة الصف والاستعداد للمواجهة في أي لحظة مع عدونا الصهيوني، كان ذلك الزمن هو زمن (سكت الكلام والبندقية اكلمت) و(أبدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار) و(رايحين شايلين في إيدنا سلاح) ، وبزيارة الرئيس المصري محمدأنور السادات إلى إسرائيل وإلقاء كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي في. حضور الزعماء والقادة الصهاينة جولدمائير وموشي ديان واسحاق رابين ومناحم بيجن ، بدأ زمن جديد ابتدأ فعليا مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978 وفي 26مارس 1979وقعت مصر وإسرائيل برعاية أمريكية اتفاقية صلح بين الطرفين، ثم تلاها مفوضات الانسحاب من سيناء المحتلة ، كانت دوافع مصر لعقد تلك الاتفاقية هي استرداد أرضها المحتلة وقيل ان دول الخليج بدأت تنفض يدها من الدعم لمصر دولة المواجهة الأولي مما أوقع اليأس في قلب الرئيس السادات ورأى انه لامناص لمصر من معاهدة صلح مع الكيان الصهيوني، وواقع الأمر قوبلت هذه الاتفاقية برفض قاطع وحاسم من المثقفين المصريين ولايزال، وإن شذ عنهم قلة قليلة تؤيد التطبيع، وإذا كانت مصر وقعت تلك الاتفاقية لسلام بارد مع الكيان الصهيوني فربما كان لديها من الدوافع المقبولة سياسيا وعلى المستوى الرسمي والمرفوضة شعبيا وعلي المستوى الثقافي حتى وقتنا الراهن، فالعلم الصهيوني يناله الحرق كل يوم في مؤسسات مصر الثقافية وينفر المصريون من كل من تسول له نفسه بالتطبيع مع إسرائيل ويفرون منه وينفرون كنفور أهل البادية من النوق الجرباء المطلية بالقار ويعاني السفير الصهيوني في القاهرة من العزلة، بمعنى آخر فإن المصريين مازالوا في حرب مع عدوهم مهما ذهب السياسيون من مذاهب التطبيع على المستوى الرسمي ولم يبرحوا خنادقهم ولم يكسروا بنادقهم، فلماذا تهرول دول وإمارات عربية لم تكن يوما ما على خط النار ولامن دول المواجهة إلى ردم خنادقها وكسر بنادقها لتلهث وراء الكيان الصهيوني وتعقد معه اتفاقيات صلح لامبرر لها سوي الانبطاح وترك القضية الفلسطينية في العراء، فياأيها الرادمون لخنادقهم والمكسرون لبنادقهم، لاتقيسوا موقفكم من الصهاينة بموقف مصر فالقياس هنا وهم وخطأ كبيران، فليس لديكم أي مبرر وطني وقومي ملح يدفعكم إلى مافعلتموه من الارتماء في أحضان هذا الكيان الذي لايأتي بخير مع أمة يعقد معها صلحا ، اننا هنا في مصر نعي معني هذا الكيان ومؤمراته وخططه ولكننا نقاومه بضراوة فعساكم يامثقفي تلك الدول الرادمة لخنادقها أن تعيدوا حفر الخنادق وحمل البنادق وتحملوا مسؤلياتكم التاريخية

 

أخبار اخرى فى القسم