الخميس 28 مارس 2024 - 06:52 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية ابداع محمد ناجي المنشاوي يكتب: ثقافتنا التي في الغيبوبة

 

 
 

محمد ناجي المنشاوي يكتب: ثقافتنا التي في الغيبوبة

  السبت 26 سبتمبر 2020 03:42 مساءً   




 يقولون إن  شعور أي  إنسان بالحنين إلى  الماضي هو أكبر إدانة لحاضره القبيح  وكلما كانت درجة الحنين أكثر شدة  ولوعة كان الحاضر أشد سوءا  فما كان هذا الحنين إلى الماضي إلا نتاج فشل الحاضر في احتواء صاحبه   الذي سرعان ماانقلب علي عقبيه متحولا نحو ماض جميل يفر إليه هربا من جحيم الحاضر المقيت ولاسيما إذا كان هذا الإنسان عاجزا عن التكيف مع القبح بكل درجاته ومواضعه وأشكاله وألوانه  وليست لديه مهارات التماهي مع كل نشاز منفلت     يصم الأذان  ويصدم الذوق السليم  أو أن يكون عاجزا عن التشيؤ فيرضى ويقنع بحياة  المسخ  والتهميش    فإذا دققنا النظر وجدنا أن حالة الحنين إلى الماضي والزمن الجميل صارت شعورا جمعيا  لا فرديا ببن المصريين، ووراء هذه الظاهرة تكمن أبعاد كثيرة ومتنوعة وأسباب شتى،  ولكن في صدر هذه الأسباب تردي المشهد الثقافي المصري بكل زواياه ولقطاته،  وأولى لقطات التردي هناك في إدارة السيدة الفاضلة الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لملفات عدة تتماس مع بناء عقلية ووجدان المصريين ومن هذه الملفات  ، صناعة السينما التي تعاني من غياب شبه تام من اهتمامات الوزارة بعد كانت هذه الصناعة في مصر دائما الأعلى كعبا والأثبت قدما وكانت تمثل أهم عناصر القوة الناعمة المصرية في العالم العربي  ولست في حاجة إلى توضيح ماللفن السينمائي من تأثير في عقل ووجدان الشعوب مما يمكن راسم السياسات في مصر من تحقيق طموحات جليلة ونبيلة مثل تقوية الوشائج بين أبناء الوطن العربي ومصر وأن تجد مصر لنفسها مساحة أوسع في نفوس الأشقاء العرب والأفارقة وتوغل الثقافة المصرية في أعمقاق الشعوب الشقيقة والمجاورة،،، أما نحن الآن قد تركنا كل ذلك لجهات انتاجية ليس لها من رسالة إلا الربح المادي مهما كانت ماتحمله أفلامها المنتجة من قيم سلبية هادمة كالبلطجة والعنف والمخدرات وزنا المحارم، وغير ذلك ويمكن لنا أن نقيس على ذلك المسرح المسرحي الذي هوي من أعلى قمة إلى أسفل وهدة ومقارنة سريعة بين مسرحنا القومي قديما وحديثا سوف تلقي في نفوسنا الروع والشعور بالأسى فقد خيمت خيوط العنكبوت على مسارحنا في العاصمة والأقاليم ومراكز الشباب والساحات، واستبعدت لجان القراءة نصوصا فائزة في مسابقات قيمة واختارت نصوصا أقل  فنيا لذوي الحظوة والقرب من الفاعلين في تلك المؤسسة العريقة مما أفقدها جانبا من مصداقيتها وخصمت كثيرا من مكانتها المعنوية لدى جمهرة الكتاب المسرحيين، وكم من كتاب مسرحيين جادين أصابتهم السياسة الثقافية في مصر باليأس فانسحبوا في هدوء كانسحاب الموتي من الحياة وبانسحابهم تفقد مصر شطرا عظيما من أبنائها جراء سياسة التجنيب والتهميش والقتل المعنوي،  وفي هذا الصدد وسط غياب وزارة الثقافة المشين عن السينما والمسرح  يرتد المصريون حنينا إلى العروض المسرحية الستينية والسبعينية في المسرح والسينما ويتنسمون روائح تلك العروض وأيامها الخوالي وتتقطعهم الحسرات والزفرات،  فأين نحن من شيء من الخوف والسراب والخيط الرفيع  في السينما وعودة الغائب والفرافير ومأساة الحلاج في المسرح؟  أما عن الانتاج الدرامي التليفزيوني فقد تجمد لصالح زحف الدراما التركية المدبلجة لبنانيا وكذلك الدراما الهندية بعد أن كان انتاجنا في الدراما التليفزيونية يغطي جميع شاشات المحطات العربية من المحيط إلى الخليج مماجعل بعض فنانينا يستقبلون في هذه الأقطار الشقيقة استقبال الزعماء لأنهم بأعمالهم الدرامية سفراء لمصر يرفعون رايتها خفاقة في المهرجانات الفنية فإذا حولنا النظر نحو الفن الغنائي والاستعراضي فلانجد إلا الكثير من الابتذال والترخص والتدني   وبات العري والكلمات المنحطة والأداء المفتعل والموسيقى فاقدة الذوق والمعني  وأما الجاد في كل ذلك فنذر يسير،  لصالح من كل هذا؟  ولصالح من هذا العبث بفننا الغنائي؟  بالتأكيد لصالح جهات عدة تسعى لسحب البساط من أقدامنا ونحن مغيبون  فماذا يفعل المصريون عندما يسمعون لأغاني المهرجانات الرخيصة؟  وماذا يفعلون وهم يسمعون لحناجر السكاري والمخدورين؟  وماذا يفعلون وهم يسمعون لموسيقى لاتلمس إلا أحط الغرائز وتداعب أدمغة المراهقين والمراهقات وفاقدي الذوق السليم؟  حينئذ يرتد المصريون إلى زمن الطرب الجميل ليعيشوا أسعد اللحظات مع  موعود لحليم وبعيد عنك لثومة والربيع لفريد  وأيظن لنجاة وخليك هنا لوردة وأبحث عن سمراء لمحرم فؤاد وعدوية لمحمد رشدي  ولأ مش انا اللي أبكي لعبد الوهاب وقولو لعين الشمس لشادية،،،،  رحمهم الله جميعا،   وإذا كانت وزارة الثقافة ليست مصدرا للتثقيف وتهذيب الوجدان وتعميق الوعي  فما سبب وجودها إذن؟

 

 

أخبار اخرى فى القسم