لو لم يكتب سعيد الكفراوي القصة القصيرة لكان الجني في مصباح علاء الدين فهو الذي يخرج ويقول لنا شبيك لبيك. ويا عزيزي سعيد مجرد وجودك في الحياة يطمئني شخصياً، وتجدني في القرب والبعد أبحث عنك حتى أستأنس بوجودك. لو لم يكتب سعيد الكفراوي القصة القصيرة لجلس على أعلى مصطبة في ريف مصر يحكي عن عنتره والهلالية وسر أجدادنا الراحلين وخبايا حكاياتهم التي لا يعرفها سواه. لو لم يكتب سعيد الكفراوي القصة القصيرة لكان الحكاء الذي نتحلق حوله ليحكي لنا عن "محمد على باشا" والوفد ونجيب محفوظ والملك فاروق وأفلام عبد الوهاب والسادات والشيخ سيد درويش ومأمون الشناوي والجبرتي. سعيد الكفراوي العمدة الذي لم يتأخر يوما عن أحد، ولا صمت، ولا أخرج نفسه من دائرة المحظورات. أراه الشيخ الذي يلهمنا الحكمة في كل آن، والابتسامة لا تفارقني ولا الفرح بالحياة بعد أن يتركني .. صوته الهامس الساحر الذي ينقل لي الحكايات يظل لا يفارقني، كم هو ساحر وهو يحكي عن جدته والجاموسة، وعم سلامة، وكفر حجازي، وشارع الانتاج الذي كان يسكنه في شقة لطيفة جمعت كل الأحباب من أدوارد الخراط وعبد الحكيم قاسم وجميل عطية إبراهيم وخليل كلفت حتى شلة المحلة وعى رأسها حبيب العمر "محمد صالح". أكتب لك يا سعيد وأنا مريض، ولا تسعني موسوعات العالم إذا أردت أن أحكي عنك. كيف تعرفنا في العام 1965 ولم نفترق، كلمة حب صادقة أرسلها إليك يا من تطمئنني بوجودك.. سعيد القاص الجميل .. محبة لا تنتهي.