الجمعة 29 مارس 2024 - 08:48 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية مكتبتى فاطمه بومدين تكتب عن :" جراءة خجل" الجزائرية نانا

 

 
 

فاطمه بومدين تكتب عن :" جراءة خجل" الجزائرية نانا

  الخميس 19 نوفمبر 2020 02:46 مساءً   




يخرج من رحم الجزائر أدباء و شعراء رغم ما يواجهونه في عرض مادتهم و ابداعاتهم الأدبية ونانا واحدة منهن. لا أنسى أبدا كيف أخبرتني عما واجهته من رفض من طرف دور النشر. ليس لنقص المادة ولكن لنقص الإمكانيات...، و طرقت تشرح لي الحزن الشديد الذي خيم عليها اثر انصياع المكلفين بهذا الشأن لصوت الدريهمات فقط غير مهتمين بالثقافة و لا المثقف بحد ذاته لكن ها أنا اليوم هنا أتحدث عن نانا و روايتها التي كانت حلما و أصبحت واقعا. استعملت كاتبتنا اسما مستعارا غير اسمها ليس خجلا ولا خوفا بل تجنبا لإنتقادات المجتمع الجاهل، و الطبقة التي تلبس ثوب الثقافة دون ثقافة لذلك سيكون تعريفنا بكاتبة اليوم بسيطا. سنركز أكثر على المادة الأدبية و صورة المرأة فيه. نانا روائة جزائرية و تعتبر فخر ولاية سطيف خريجة جامعة فرحان عباس درست في قسم علم الاجتماع وهذا ماقد يفسر لنا بعض توغلاتها في الجانب النفسي خاصة فيما يخص الشخصيات. كانت نانا كاتبة هاوية.بداياتها كانت مجرد خربشات على الصفحات الاخيرة للكتب في فترة الدراسة في الثانوية،ثم بدأت بكتابة مشاريع في اللغة العربية حتى أنها قالت أن حبها لحمل القلم و طبع حروفها على الورق جعلها تكتب مشاريع و بحوث لأختها وتنهي المشروع دائما بتوقيعها الشهير«نانو زيادة »الذي اتفقت عليه مع أسرتها الصغيرة وإخوتها محمد، أيوب، زيادة والأجمل انها كانت أعمال تعجب الاساتذة وياخذونها دون تردد لتتفاجأ أختها بالعلامة الكاملة فيما بعد، وهذا كان حافز و كأن قبولهم للمشروع هو قبول لحرفها وكلماتها. لم تكن نانا تعتقد أنها ستحمل بين يديها رواية كاملة من انتاجها و ابداعها الخاص، لم تتوقع ان حروفها و كلماتها ستصطف لتشكل نغمة كاملة من الحب و الحزن، من الغدر و الوفاء و تُجمع بين دفتين حاملة عنوان «جرأة خجل» كانت لاتزال تظن أنها تحلم حتى وهي تحمل ابداعها بين يديها ، لكن بعد أن لاحظت التفاعل و الإقبال على الرواية بطريقة لابأس بها كأن عينيها فتحتا و أعادتا النظر حولهما، تفطنت، تشجعت.و استقبلت كل الآراء و الإنتقادات برحابة صدر كما قالت كاتبتنا في احدى المناورات:«الرواية بالنسبة لي عبارة عن حيز وسط مفتوح على الواقع والخيال كما انها تجعلني أكثر هدوءا ونضجا و هدفي من الكتابة تصوير حقبة زمنية بطريقة جميلة من حيث الأسلوب و الوصف و اختيار الشخصيات التي تعتبر المركز أو المغناطيس الجاذب في كل رواية» تملك نانا مجموعة قصصية في المستوى قيد الطبع بالإضافة اِلى روايتها الشهيرة جرأة خجل نانا منغمسة الآن في كتابة رواية جديدة تَصُفُ فيها حروف أكثر تميزا مستعملة في ذلك تعبيرا منسجما يتقاطر بالمعاني حيث تحمل عبرا و نصائح لاحدود لها تلمس الواقع و تصوره تصويرا يهز الروح و الكيان. أثناء اطلاعي على الرواية لاحظت كيف أن الكاتبة تؤيد بشكل كبير آراء بعض الناس التي تشجع الشخص على منح الفرص للطرف الآخر مرة بعد مرة، توضح أيضا كيف أن هناك أشخاص في هذا العالم ينتهزون الفرصة على أكمل وجه ويستغلونها في تصحيح مافات، بينما آخرون يعتقدون أن هذه الفرصة من حقهم ولا يبذلون أي شيئ في سبيل الطرف الأول ظنا منهم أنا هذه الفرصة جاءت نتيجة ضعف أو حاجة شديدة لهم. وهذا بإختصار ماجاء في الرواية: صورت الكاتب الجانب الخفي من عالم المرأة حيث نجد في عصرنا هذا الفتاة تتحدى المجتمع بعاداته وتقاليده خاصة فيما يتعلق بالزواج. وهذا حال نسرين بطلة رواية جرأة خجل ...، حيث انها رسمت فارس احلامها وصفات زوجها المستقبلي في ذهنها فقط و صادف أن وجدته على غلاف احدى المجلات ، مهد القدر لقاء عجيبا بينهما و فجأة دخلت الأحداث في بعضها وتسارعت كأنها نفس يندفع كان لكل منهما غاية هي غايتها الزواج به وهو أراد نسيان ماضيه فإستعملها وسيلة لذلك. وبينما نحن نتعمق أكثر في الرواية نلاحظ كيف تحقق الأيام و الأقدار الربانية لكل منهما غرضه. لكن هيهات فلم تكن جرأتها وأمالها كافية لتحافظ عليه رغم أن خجلها يربكه و يضعفه كل مرة. و كانت غربة المكان والأهل كفيلة بأن تضعف كليهما في الجانب الآخر أيضا. لم يكتب لنسرين أن تجد سند الأهل في محاربة بعد الظروف التي تمر بها بالرغم أنّ والديها حذراها آنفا من التسرع فالشهرة لها ضريبتها. تصور الرواية جانب السعادة التي قد يمنحها الرجل للمرأة حتى عن طريق تصنعه، لكن سعادة بطلتنا لم تدم لمدة طويلة كان الشخص الذي اختارته يتميز بصفة الخيانة التي كان يعمل بجهد لإخفاءها... كان غبيا كغيره لايعلم ان المرأة قد تعمى عن كل الأشياء لكنها ترى الخيانة بوضوح، لملمت شتات نفسها جمعت أغراضها ورحلت تاركة اياه مع ماضيه، لم تتعب نفسها بمعاتبته و تأنيبه لم تعمل على ايقاض ضميره... كأنها اكتفت و استسلمت منه ثم تقول البطلة جملتها الشهيرة أثناء الرحيل (... كانت عندي جرأة و خجل لأحبك والآن سأزيد جرعة الجرأة لأنساك...) ثم تبدأ الكاتبة بسرد أحداث جديدة بطريقة غير معهودة و كأنها تستعمل أسلوب التحفيز وهي تخبرنا كيف صنعت البطلة إسما لها وتألقت في عالم الموسيقى متخذة آلة القانون عكازا لها و رغم أن روحها كانت جريحة لم تستسلم عملت بجد و تركت الوقت يعالجها ببطئ. ركزت الكاتبة على الماضي المتعلق بكل شخص و أكدت أن الماضي يرحل لكن ندوبه تبقى و من شأن هذه الندوب أن تؤثر على من يحيط بنا و يحبنا أكثر مما قد تأثر على الشخص بحد ذاته لان الماضي سيبقى دائما طرفا ثالث يشد الأعناق و ينكسها، يجرح القلوب و يخنقها، سيبقى الماضى ورقة رابحة تهزم الطرفين مادام أحدهما يتألم منه و الثاني لايفهم سبب تؤلمه تنتقل نانا في المرحلة الأخيرة من الرواية لتصف و تسرد و تحكي و تخبر كيف أن المرأ عندما يعشق يضحي كثيرا و يتوسع حلمه و تتضاعف أهدافه، الشخص العاشق هو الوحيد الذي قد تكون له رغبة في تحقيق حلم من يحب قبل أن يحلم هو، وهو الوحيد الذي يهتم بشعور الآخر قبل أن يحاول فخم مايشعر به هو. و أظهرت أن اعطاء الفرصة الثانية و الثالثة لشخص نحبه و يبادلنا نفس الحب ليس خطأ أبدا بل هو جرأة يصاحبها خجل.

 

أخبار اخرى فى القسم