الخميس 25 أبريل 2024 - 08:46 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير د. أمجد ريان يكتب عن: يحي الطاهر عبدالله صاحب الطرق والأسورة

 

 من دفتر الذكريات
 

د. أمجد ريان يكتب عن: يحي الطاهر عبدالله صاحب الطرق والأسورة

  الجمعة 04 ديسمبر 2020 07:58 مساءً   




كان القاص "يحيي الطاهر عبدالله" – رحمه الله – من أقرب الأصدقاء ، على الرغم من أنه كان يكبرني قليلاً وكان ينتمي نسبياً للجيل السابق عليّ مباشرة ، وكنت أنا دائم الزيارة له في بيته في الدقي حيث كان يجلس مع مجموعة من الأصدقاء ، فيما يشبه ندوة يومية عشوائية ، وكان "يحيي" بالرغم من عصبيته ، وحدّته ، طيباً للغاية ، وكان يميل إلى الحق بشكل مطلق ، وقد عرف المثقفون عنه حكايات لا أول لها ولا آخر ، وكنت أنا واحداً ممن عايشوا بعض هذه الحكايات فعلياً ، ومنها الحكاية التي سأحكيها الآن ، وقد حضرها معي الشاعر "طلعت شاهين" ، والحمد لله أنه لايزال يعيش بيننا ، لكي يكون شاهداً على ما أقول – أمده الله بطول العمر- . كنا نتحدث في بيت "يحيي" ، ونقرأ أعمالنا الشعرية والقصصية ، ونناقشها ، عندما طرق أحدهم الباب ، ليدخل دكتور جامعي يقوم بالتدريس في كلية الآداب بجامعة القاهرة ، وكان معروفاً بين المثقفين بـ "هيافته" ، وبسطحيته وبأنه دائمًا يعاكس الطالبات والنساء بشكل عام ، رغم هيئته التي تفتقد الوسامة افتقاداً مطلقًاً ، وما أن دخل الدكتور بقدمه من فتحة الباب ليحضر اللقاء ، حتى رأينا ملامح الغيظ والانفعال العارم تبدو على وجه "يحيي" ، وبدأت بينه وبين الدكتور مشادة كلامية عنيفة وسمع الصوت كل من في البيت ، لدرجة أن بعض الجيران نزلوا ليستطلعوا الأمر ، وفهمنا كلنا الحكاية من خلال الزعيق العنيف المتبادل ، فقد طلب الدكتور من إحدى طالباته اللائي يشرف عليهن في دراستهن للماجستير ، أن تحضر له في بيته لكي يكملا المناقشة حول رسالتها ، ويقدم لها النصائح لضبط الرسالة . فذهبت بكل براءة إلى بيته (لابيها ولاعليها) .. ولكن الدكتور الهمام بدأ يعاكس الطالبة بل وبدأ يتحرش بها ، فأخذت تصرخ وتدفعه بيديها وترمي وجهه بكل ماتصل إليه كفها ، وأخذت تجري حتى خرجت من باب الشقة واستمرت تجري في الشوارع وهي تصرخ . وأنهى "يحيي" الزعيق والشتائم بصرخته النهائية العنيفة القاطعة : أخرج بره .. وأخذ الدكتور يعبر عن ارتباكه وعدم قدرته على تبرير فعلته الشنيعة قائلاً : خليكو شاهدين ، اشهد يا أمجد ، اشهد يا طلعت ، اشهد يا .. ، وفر مهرولاً هارباً إلى الخارج ، بين ضحكنا ، وغضبنا ومحاولاتنا تهدئة "يحيي" بعد انفعالاته الشديدة .

 

أخبار اخرى فى القسم