الخميس 18 أبريل 2024 - 11:03 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير الكاتب الصحفي احمد كمال النجمي يكتب عن انشطار القلب نصفين

 

 الخالدون
 

الكاتب الصحفي احمد كمال النجمي يكتب عن انشطار القلب نصفين

  الجمعة 19 فبراير 2021 01:37 مساءً   




الثانية عشرة تماما ..اخترت هذا التوقيت عامدا ..أو ادعي ذلك ..الآن ينتهي 14 فبراير يوم فراق ابي ..ويبدأ 15 فبراير يوم فراق امي .. هذا اصعب أيام العام دون شك...ينقسم القلب نصفين. .نصف يشده الأب ..كمال النجمي العظيم ..قديس الكتابة وشاعر الشعراء والنفس النبيلة الصامدة والأب العظيم الذي اتخذني صديقا في سنوات عمره العشر الأخيرة ..كان يدعوني (قرة عيني) .. وكان قرة القلب .. رحل ابي قبل 23 عاما أخذا معه الأمان الذي لازلت افتقده ماحييت. .رحل الجبل الذي كنت اختفي وراءه فلا أخاف ..صرت طفلا حين رحل وكنت رجلا حين كان يعيش ..كأنني كنت استمد منه الرجولة .. والقوة ..والصبر .. كان كمال النجمي الذي يعرفه ملايين القراء كاتبا وناقد وشاعر ملا الدنيا وشغل الناس ..كان إنسانا بالغ الخصوصية في تكوينه النفسي أيضا. .مع الأيام ..ومع نومي إلى جواره عشر سنوات في سريره الفسيح .. تحولت ليالينا إلى ندوات في السياسة والاقتصاد والفلسفة والفن والأدب ..تحولت سهرات ماقبل النوم بيننا إلى جلسات بين القطب والمريد..كان أبي القطب وكنت المريد .. ورحل فجاة ..لم يخبرني صديقي العظيم / ابي انه انتوى الرحيل في 14 فبراير 1998 ولازال هذا الغدر يوجعني. .لازال يأتيني في أحلامي فاعاتبه. .مشيت ليه فجاة ..لو كنت قلت كانت أمور كتير اتغيرت ..فلا يرد ويبتسم لي ابتسامته الودود التي لم تتكرر بعده في أي وجه من الوجوه التي التقيتها! أما الحبيبة امي فلها النصف الثاني من فلبي ..رحلت في 15 فبراير منذ عام واحد .. رحلت امي وأخذت معها قلبي ..صار مكان قلبي عضو يضخ الدم وينبض بالحياة ظاهريا ..أما الإحساس ، المحبة، الفرحة، ف جميعها أشياء أخذتها امي معها في رحليها الذي جعلني - داخليا-كالميت الحي أو كالحي الميت .. صار بيتنا الذي طالما ضج بالحياة فارغا من أية حياة ..تدب فيه الضحكات أحيانا كاصوات وحسب ..الورود لاتزال ورودا والشمس لاتزال شمسا ويبقى القمر قمرا ..لكنها جميعا بالنسبة الي عادت مجرد أشكال .. كتبت علي من بعد امي الجميلة الطيبة الرحيمة الحنون ..كتبت علي الوحدة وان اجتمع حولي الف انسان ..وكتب علي الحزن حتى وانا اضحك ..مع رحيل امي قبل عام من الان ..انغرست في قلبي سكين لم أفلح في انتزاعها. .وحيدا على ظهر الأرض ..مثل رجل مسالم تائه في غابة ليلا! من غرائب الأقدار أن ذكرى ابي في اليوم السابق مباشرة لأمي ..كأنهما تواعدا على لقاء اخروي .. ليت هذا يكون ماحدث .. غير أن ما أجزم بأنه حدث هو أنني صرت رجلا عجوز الروح يعيش بقلب صناعي .. يشرب كأس الوحدة المر ليل نهار .. وتدمع عيناه كلما تذكر وجه أبيه أو وجه امه .. كأنني الطفل الذي كنته في الماضي البعيد ..ينتظر الأب أو الأم ليصحباه من الحضانة إلى البيت..غير أن أيا منهما لم يأت ولن ياتي ..! رحمك الله يا أبي ..رحمك الله يا أمي ..و ليرحمنا الله جميعا

 

أخبار اخرى فى القسم