مساءُ المواقِدِ..
أشْجارُنا كتُبٌ منْ
رمادٍ.
المُؤلِّفُ نارٌ على
أهْبةِ المعنى،
والرِّياحُ ستُجْهِشُ بالنَّايِ
بيْنَ أصَابِعَ تْتلو
الجِراحَ بِخْلْعِ سرَاوِيلِ
شهْوتها دُونَ مَعْنَى !
مَسَاءُ المَواقِدِ..
هلْ سنعُودُ إلى الحَانَة
الجبليَّةِ، تشْبهُ قافيةً تتورَّدُ
حلْمتُها بالنبيذِ،
الجواري هُناكَ محابِرَ لا
ترْتوي بمنيِّ القصائِدِ،
والشُّعراءُ بِصُحْبتِهِنَّ يصيرون
مثْلَ عناكِبَ
صوفيَّةٍ في الفِراشِ!
تدُورُ بأسْماعِنَا شفْرةُ الأُسْطُواناتِ
تذْبَحُ زِرْيابها
لِيَحُلَّ مغيبُ الأغَانِي كَغَمْزَةِ
أنْثى ستُطْفِئُني، فأرى
جسدي طائراً في رمادِهِ يكسو
السَّماءْ..
مَسَاءُ المَوَاقِدِ..
هلْ نضَبَ الدَمُ
أمْ لا تزالُ بهاويَةِ الكأْسِ
منْ زمنِ الوَصْلِ جُرْعَةُ
أنْدلُسٍ؟
(هَاتِ كأْسَاْ
يليقُ بِرأْسِ إلهٍ
لَعلِّي أُترْجِمُ بالسُّكْرِ
تاريخَ شَطْحٍ
وأنْسى...)
لعلِّي
أُذِيقُ المَدَائِنَ
مِنْ قَامَتِي السَّمْهَرِيَّةِ
أبْراجَهَا،
فَتَدُوخُ السَّمَاوَاتُ
تحْتَ نِعَالِي الَّتِي أفْرَخَتْ
باليَمائِمِ تَقْتادُ
نَعْشِي إلى وردَةٍ
ارْتَسَمَتْ كالفَرَاشَةِ
سوْدَاءَ فِي
دِلْتَا الفَخِذيْنِ.. هُناكَ
تَعَنْكَبْتُ في إبطِ
هذا الوُجودِ، وأبْصَرْتُ
رَقْصَةَ كارِثَةٍ جَرَتِ
الرِّيحُ مجْرى الزَّلازِلِ
في دَمِهَا الشَّبَقِيْ،
تتسَلَّى بِتَدْليكِ ساقِ
الأمِيرِ الَّتِي تُشبِهُ
السَّيْفَ مُنْسَدِلَ
الشَّلَلِ..