الخميس 28 مارس 2024 - 12:35 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير ابوالفتوح البرعصى يكتب عن مظاهرِالْعِيدِ والعيدية فِى ْبَادِيَة عروس الصعيد

 

 
 

ابوالفتوح البرعصى يكتب عن مظاهرِالْعِيدِ والعيدية فِى ْبَادِيَة عروس الصعيد

  السبت 07 مايو 2022 01:24 صباحاً   




مُجْتَمَعَات الْبَادِيَة وقاطنى الصَّحْرَاء فِى السُّهُول والوديان وَالتِّلَال والرمال وَالْجِبَال والخفوج والنجوع وَالْعَزَب والكفور وَالْقُرَى وَالْمُدُن بِجَمِيع أَقَالِيم مِصْرَنَا الْعَزِيزَة هُم جُزْء أَصِيلٌ مِنْ الْمُجْتَمَعِ الْمِصْرِىّ وَلَهُم ثقافتهم الْمَحَلِّيَّة الَّتِى يَعْتَزُّون بِهَا وَرَغَم تَبَاعَد الْمَسَافَات بَيْن أَبْنَاء تِلْك الْمُجْتَمَعات حَيْث يَفْصِل نَهْر النِّيل الخَالِد بَيْن قَبَائِل الْبَادِيَةِ الَّذِينَ يُقِيمُونَ غَرَّب النِّيل ويطلقون عَلَيْهِمْ قَبَائِلَ الْبَادِيَة الْمَغَارِبَة وَبَيْن قَبَائِل الْبَادِيَةِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ شَرَّق النِّيل ويطلقون عَلَيْهِمْ قَبَائِلَ الْبَادِيَة الْمَشَارِقَة وَبَيْنَهُم تُوَاصِل يَصِلُ إلَى حَدِّ التَّشَابُه أَحْيَانًا فِى اللَّهْجَة وَالْعَادَات و التَّقَالِيد والمعتقدات الشَّعْبِيَّة وَالْفُنُون التراثية وَهَذِه الْمُجْتَمَعات الْمَعْرُوفَة بِقَبَائِل اوعرب الْمَغَارِبَة يَنْقَسِمُونَ إلَى بُطُون وَفُرُوع عَدِيدَة فقاطنى صَحْرَاء مِصْر الْغَرْبِيَّة وَعُرِّب غَرَّب الْإِسْكَنْدَرِيَّة فِى مَطْرُوحٌ وواحة سِيوَة والبحيرة والواحات الْبَحْرِيَّة والوادى الْجَدِيد هُم قَبَائِل أَوْلَاد عَلَى وَهْمِ فَرَعَيْن قَبَائِل أَوْلَاد عَلَى الْأَحْمَرِ يشكلون ثَلَاثَة أَفْرَع { القنيشات – الكميلات – العشيبات } وَفَرَّع قَبَائِل أَوْلَاد عَلَى الْأَبْيَضِ أَىّ أَوْلَاد خَرُوفٌ والسننة الَّذِين يتفرعون إلَى ثَلَاثَةِ وَسَبْعُونَ فَرْعٌ وَعَائِلَةٌ هَذَا إلَى جَانِبِ قَبَائِل الْبَادِيَة الْمِصْرِيَّة فِى إقْلِيم الْقَاهِرَة الْكُبْرَى وضواحيها بِالْقَاهِرَة والجيزة والقليوبية وبادية شِمَال وَوَسَط الصَّعِيد حَيْث قَبَائِل الجوازى وَالْعَبِيد والحرابى { العبيدات والدرسة والحاسة وَالْفَوَايد والبراعصة } وَقَبَائِل الرّمَاح وَقَبَائِل الْمُرَابِطِين المنفة والاورفلة والجهمة وَالْعَمَائِم والهماملة والفواخر واسعيط وَالْفَرْجَان والجرارة والسمالوس وَخُوَيْلِد وزوية وَالْأَشْرَاف وهوارة والعبابدة والجعافرة وَقَبَائِل النَّوْبَة والبشارية بجنوب الصَّعِيد وبالتحديد أُسْوَان وحلايب والشلاتين وَهُنَاك قَبَائِل الْبَادِيَة الْمِصْرِيَّة بِإِقْلِيم الْقَاهِرَة الْكُبْرَى وضواحيها الجِيزة والقليوبية حَيْث قَبَائِل الجوابيص والربايع وَأَوْلَاد سُلَيْمَان والنجمة ولحوته هَذَا إلَى جَانِبِ قَبَائِل الْبَادِيَة بِصَحْرَاء مِصْر الشَّرْقِيَّة { عَرَبٌ الْمَشَارِقَة } وَمَن أَهَمّ قَبَائِل الْبَادِيَة بِصَحْرَاء مِصْر الشَّرْقِيَّة الْقَاطِنِين شِمَال وجنوب سَيْنَاء وَسَاحِل الْبَحْر الْأَحْمَر وَالْإِسْمَاعِيلِيَّة والسويس وَمَن أَهَمّ هَذِه الْقَبَائِلُ عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ لَا الْحَصْرِ قَبَائِل التُّرَابَيْن - بَلَى – الاحيوات – التياها – السواركة – البياضية – المساعيد – الرزيقات – الجبالية – العقيلات اوالعقايلة – الْبَرَاهِمَة – الرياشات – الرميثات – الملالحة – الدواغرة – السماعنة - الاخارسة – العزازمة - الحويطات – القرارشة – امزينه – أَوْلَاد سَعْد – الصوالحة – الحماضه , إلَخ وَجَمِيعُ هَذِهِ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيّةِ الْمِصْرِيَّة ترتبط مَعَ بَعْضِهَا الْبَعْضِ بروابط الْوُدّ وَالْحَبّ وَالنَّسَبُ وَالْمُصَاهَرَةُ ويتواصلون إلَى حَدِّ التَّشَابُه فِى عَادَاتِهِم واحتفالاتهم بِشَهْرِ رَمَضَانَ الْمُعْظَمِ مِنْ حَيْثُ مَرَاسِم ومظاهر الاحْتِفَاء بِاسْتِقْبَالِه والاستعدادات لِقُدُومِه استقبال أيام وليالى عيد الفطر المبارك - يستقبل أَبْنَاء مُجْتَمَعَات الْحَضَر وَالْمُدُن فِى مِصْرٍ أيام وليالى عيد الفطر المبارك بفرحة عارِمَة حَيْثُ تَعَلُّقُ الْأَنْوَارِ عَلَى الْأَحْيَاءِ وَالْأَمَاكِن خَاصَّة الْمَسَاجِد وَالزَّوَايَا وَيُجْهِز الْأَطْفَال ملابسهم البيضاء الرقراقة ويستقبل أبناء البادية أيام وليالى العيد كأستقبالهم لضيف عَزِيزٌ يَحُلْ عَلَى مَضَارِبِهِم ونجوعهم وَقُرَاهُم فيحسنون التَّرْحِيب بِه فَمَثَلًا فِى بِوَادِى وَسَط وَشِمَال الصَّعِيد خَاصَّة فِى الضواحى والظهير الصحراوى للمنيا و بَنَى سُوَيْف واسيوط وَالْفَيُّوم يُقِمْن النِّسَاء بِتَنْظِيف الْبُيُوت الْمَبْنِيَّة بِالطُّوب اللَّبَنُ وَكَذَلِكَ أرضيات الْبُيُوتَ مِنْ الدَّاخِلِ والمساحات الْبَيْنِيَّة بَيْنِ الْبُيُوتِ يُقِمْن بِتَنْظِيفِهَا بِالتَّعَاوُن مَع بَعْضُهُنّ الْبَعْض وَالنَّظَافَة الْخَاصَّة بِاسْتِقْبَال أيام وليالى عيد الفطر المبارك لاتقل أَهَمِّيَّة عَن الاستعدادات لِإِقَامَة الأعراس البهيجة فَمَن وِجْهَةَ نَظَرٍ مُجْتَمَعَات الْبَادِيَةِ أَنْ ألعيد هُوَ ضَيْفٌ عَزِيزٌ جِدًّا جِدًّا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَنُفُوسُهُم وَلِذَلِك يَفْرَحُون لِقُدُومِه فَمَن مَظَاهِر اسْتِقْبَال عُرْس العيد تنظيف البيوت - عملية التَّنْظِيف بِكَنْس الْبَيْتِ مِنْ الدَّاخِلِ وَإِمَام الْبُيُوت بالشراميخ أَىّ عَرَاجِين الْبَلَح الْجَافَّة يوم اللطاسة - يوم اللطاسة وَهُو طَلَى جِدَارِ الْبَيْتِ مِنْ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ بِالمِلاَط الطينى الْمَعْجُون بِالتِّبْن بَعْدَ تَرْكِ هَذَا الْخَلِيط مِنْ الْحَصَى طَمَى النِّيل وَالتِّبْن وَبَعْضُ مَنْ رَوْثِ الْبَهَائِم وَالْمَاء وَذَلِك لِمُدَّةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حَتّى تُحَدِّثَ عَمَلِيَّة التَّخْمِير لِيُحْدِث التَّمَاسُك وَيَقُمْن النِّسَاء بِعَجْن هَذَا الْخَلِيط وَالَّذِى يُطْلِقُونَ عَلَيْهِ فِى الْبَادِيَة { الْمُخَمَّرَة } وَيَقُمْن بلطس أَىّ طَلَى جداريات الْبُيُوت وَسَدّ مافيها مِنْ شُقُوقِ وثقوب يوم الترميل - مرحلة الترميل أويوم الترميل كَمَا يُطْلِقُونَ عَلَيْهِ فِى الْبَادِيَة وَهَى عَمَلِيَّة نِسائِيَّة أَيْضًا بِمُسَاعَدَة الْأَطْفَال الَّذِين يَنْتَظِرُون هَذَا الْيَوْمِ مَعَ الأعراس وَقُدُوم الْأَعْيَاد فيقمن النِّسَاء بِوَضْع { الْمَزْبَلَة } أَىّ الْوَسِيلَة الَّتِى يُحْمَلُونَ فِيهَا الرِّمَال الْجَدِيدَة فَوْقَ ظُهُورِ الحمير وهناك بعض الأفراد يقومون بأحضار الرمال من التلال بواسطة الابل التى تحمل فوق ظهورها تلك المزابل ويقبض أحيانا أصحاب الابل مقابل مادى تقديرا لقيامهم بعملية الترميل والمزبلة هى الْوَسِيلَة الَّتِى تُصْنَعُ مِنْ لِيفٍ النَّخِيل ثُمّ يمتطى الْأَطْفَالِ مِنْ الْأَوْلَادِ وَالْبَنَات ظُهُور الْحَمِير ويحضرون الرِّمَال مِن التَّلاَل الرَّمْلِيَّة المتاخمة للنجوع وَإِحْضَار الرِّمَال هُو فَأَل حَسَنٌ وَتُصْبِح أرضيات الْبُيُوت ذاتُ لَوْنٍ وَاحِدٍ وَكَذَلِكَ أَمَامَ الْبُيُوتِ فِى شَكْل توافقى الْبَيَاض الَّذِى يَمِيل لِلصُّفْرَة مَع شُعَاعِ الشَّمْسِ فِى الظَّهِيرَة وَفِى وَقْت الشُّرُوق وَالْغُرُوب وَفِى اللَّيْلِ عَلَى أَضْوَاء الْقَمَر اوالمصابيح حَيْث ليالى السَّمَر والافراح الْمُسْتَمِرَّة احْتِفَالا بختام ِشَهْر الرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ وَالْعِتْقَ مِنْ النَّار وأستقبال أيام وليالى العيد ِ المطبخ البدوى وطبعا قَبْلَ أَيَّام العيد تَقُوم السَّيِّدَة الْبَدَوِيَّة بِتَجْهِيز حَاجَات ومتطلبات العيد فَتَجَهَّز التمروالزيتون وَالْعَجْوَة والزبدة وَالْجُبْن والكشك وَالرَّبّ وَلَبَن الرَّائِب والشاى الْأَخْضَر والشاى الْأَحْمَر وَالقَهْوَة والمرمرية وَعَيْش البتاو فِى بَادِيَة شِمَال وجنوب الصَّعِيدوَطَبْعًا الرَّجُلِ هُوَ مِنْ يَقُومُ بِالصَّرْف وَإِحْضَار كُلّ متطلبات الْمَطْبَخ وَالْفُرْن البلدى - أما فِى مجتمعات الظهير الصحراوى لبادية عروس الصعيد الذين يحتفظ البعض منهم ببيوت العرب المتنقلة والتى يجهزونها للمناسبات والأعياد تَقُوم السَّيِّدَة الْبَدَوِيَّة بِتَنْظِيف بَيْتِهَا الْبَيْت الْمُتَنَقِّل بَيْت الصَّيْف وَبَيْت الرَّبِيع الَّتِى تَصْنَعُه هِى بِنَفْسِهَا مِنْ شَعْرِ الْمَاعِز وَوَبَرٌ الْإِبِل وَصُوف الْأَغْنَام أُومِن الْقَطْع القماشية المزركشة بِالْأَلْوَان الْفَاتِحَة والغامقة والمنسقة بِشَكْل هندسى راقى فِى الْجَوْدَة وَرَغَم أَنَّهَا أُمَيَّة الْقِرَاءَةُ وَالْكِتَابَةُ إلَّا أَنْ الْعَيْنَ الْمُشَاهَدَة لابداعاتها اليدوية تُعْطِيَهَا أَعْلَى الدَّرَجَاتِ الْعِلْمِيَّة فِى تُخَصِّص دِرَاسَة الْفُنُون وهندسة النَّسيج فَتَقُوم بِفَرْش بَيْتِهَا وَتَنْظِيفِه مِنْ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ وَتَقُوم بِإِصْلَاح مابه مِن فَتَحَاتّ وَخِلَافُه وتفرش أَسْفَل الْفُرُش والسجاد الرِّمَال النَّظِيفَة وَإِذَا مَا سَأَلْت عزيزى القارىء الْكَرِيم لِمَاذَا فَرَش الرِّمَال مُرْتَبِطَةٌ بِعَامِل النَّظَافَة لَدَى أَبْنَاء الْبَادِيَة فِى مِصْرَنَا الْعَزِيزَة ؟ فَالْإِجَابَة هُنَا أَنَّ فُرِشَ الرِّمَال النَّظِيفَة هِىَ مِنَ أَعَزِّ وَأَفْضَلُ أَنْوَاعِ التَّعْبِيرِ عَنْ الْفَرْحَة بالقادم إلَيْك وَالْمِثْل الشَّعْبِىّ الْمِصْرِىّ يُتَرْجِم هَذِهِ الْحَالَةِ فَعِنْدَمَا يَحِلّ عَلَيْك ضَيْفًا عَزِيزًا وَلَك مُدَّةً طَوِيلَةً لَمْ تَرَاه فَتَسْتَقْبِله وَتَقُولُ لَهُ ياعمى ماقلتش لَيَّة إِنَّك جاى كَان فرشنالك الْأَرْض رَمْل وَفِيهِ أَيْضًا جَوّ روحانى و فَرَش الرِّمَال النَّظِيفَة فِى الْأَفْرَاح والأتراح وَاسْتِقْبَال رَمَضَان وَفِى الْأَعْيَاد وَأَيْضًا فِى الْمَمَات حَيْث فَرَش أَرْضِيَّةٌ الْمَقَابِر لَيُوضَع عَلَيْهَا الجُثْمان ِالمصالحات ليلة العيد - لكل عَائِلَة فِى الْقَبِيلَة رَمَز رَجُلٌ لَهُ مَكَانَتِه وَأَحْيَانًا فِى النجع أَكْثَرَ مِنْ قَبِيلَةٍ وَمَنْ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الرِّجَال إنَاسٌ لَهُمْ الْقَبُول لَدَى الْجَمِيع يقدرونهم أَيُّمَا تَقْدِير ومنوطين بِالْمَجَالِس الْعُرْفِيَّة والمصالحات بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِ يَظْهَر دُورِهِم وَيَنْشَط بِشَكْل مَلْحُوظٌ فِى اللَّيَالِى الْأَخِيرَةِ مِنْ شَهْرِ رمضان المعظم وَخَاصَّةٌ وَقْت مابعد ظُهُورُ الرُّؤْيَةِ وَيَكُون صابح العيد وَيُتِمّ ذَلِكَ عَلَى كُلِّ المستويات مَهْمَا عَظُمَ قَدْرُ الْخِلَاف فَإِذَا ماكان هُنَاكَ خِلَافٌ وَصَلَ إلَى حَدِّ الْقَتْل فيطلبون مِنْ الطَّرَفَيْنِ تَأْجِيل الْمَجْلِس العرفى إلَى مابعد أيام العيد أَمَّا الْخِلَافَات الْبَسِيطَة فَيُتِمّ الصُّلْحُ فِيهَا فَوْرًا حَتَّى عَلَى مُسْتَوَى الْبَيْتِ الْوَاحِدِ والمصالحات بَيْنَ الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ مِنْ أَجْلِ لَمْ شَمِل الْأَسِرَّة و الْمُهِمّ أَنَّ جَمِيعَ أَفْرَادِ النجع وَالْقَبِيلَة يَسْتَقْبِلُون أَوَّلَ يَوْمٍ العيد وَهُم متصالحى النُّفُوس وَالْقُلُوب تقيم نواد أَدَب الْبَادِيَة الْمِصْرِيَّة احتفالاتها بالعيد حيث يشارك شعراء البادية على مستوى أقاليم مصر الثقافية بألقاء قصائدهم المستلهمة من أجواء الشهر الفضيل وأيام وليالى عيد الفطر المبارك واجواء الْعِيد فِى الْبَادِيَة الْمِصْرِيَّة اسْتِمْرَار للتواصل الاجتماعى وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ حَيْث تَكْثُر المزارات والزيارات وَلَيْلَة الْعِيدِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ الرُّؤْيَة يَنْطَلِق الْأَطْفَال مهللين ومكبرين بِصَوْتٍ عَالٍ وَهُم يُجْرُون وَيَلْعَبُون ويقفزون مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ ويتغنون بِصَوْت مُوَحَّد ويكررون { بَكْرَة الْعِيد يامسلمين} وَأَيْضًا يَنْقَسِمُون لفريقين فَرِيقٌ { 1 } يَنْشُد و يَغْنَى { الْيَوْم الْوَقْفَة وَبِكْرُه الْعِيد } وَيُرَدّ الْفَرِيق { 2 } بِصَوْتٍ عَالٍ { أَفْرَح يابوثوب جَدِيد } وصباح الْعِيد وَأَثْنَاء الصَّلَاة تتسابق النِّسَاء الْكِبَار فِى السِّنّ فِى إحْضَار القصاعى الَّتِى يَحْمِلْنَهَا فَوْق الرُّؤوس وورائهن الْأَطْفَال الَّذِين يرتدون أَجْمَل ثِيَاب الْعِيد والقصاعى جَمْع قَصْعَة وَهَى إنَاءٍ كَبِيرٍ مَصْنُوعٌ مِنْ الْخَشَبِ تَقَدَّمَ فِيهِ تِلْكَ الْأَكَلَات الشَّعْبِيَّة الشَّهيَّة الْخَاصَّة بِتِلْك الْمُنَاسَبَة وَفِى وَسَطِ الْقَصْعَةِ يُوجَد أَنَا فخارى فِيه السَّمْن وَآخَر فِيهِ الرَّبَّ أوالعسل الْأَسْوَد وَيُفْطِر جَمِيعِ أَهْلِ النجع عَلَى تِلْكَ الْأَكَلَات الشَّعْبِيَّة المطهية بِاللَّبَنِ الْحَلِيبِ وَاللَّبَن الْحَلِيب هُو الْوَسِيط فِى تِلْكَ الْأَكَلَات ؟ لَيَّة اللّبَنُ الْحَلِيبُ هُو الْوَسِيط لِأَنَّ فِيهِ رَمْزِيَّة وَدَلَالَة وَرِسَالَة لِلْحَبّ وَالصَّفَاء بَيْنَ النَّاسِ الْمُهِمّ الْكُلّ يَجْلِس فِى تِلْكَ السَّاحَة { الْخَلَاء } إمَام المصلاة ويحضنون بَعْضُهُمَا الْبَعْضَ ثُمَّ يتوجهون جَمَاعَات جَمَاعَات إلَى بُيُوتِ كِبَار السِّنّ أوإلى مِن فَقَدُوا عَزِيزٌ لَدَيْهِم وَلَمْ يُمِرَّ عَلَى فَقْدِهِ عِيد أَىّ هُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ عِيدٍ بَعْدَ فِرَاقِهِ حَتَّى لايترك أَهْلِه فِى هَذَا الْيَوْمِ وَحْدَهُم ويتذكروا الأَحْزَان فَالْيَوْم هُوَ يَوْمُ الْعِيدِ يَوْمَ الْفَرَح والهناء وَمَن الْعَادَات الَّتِى يَتَمَسَّكُ بِهَا أَبْنَاء الْبَادِيَة بَلْ كُلُّ أَبْنَاء مُجْتَمَعَات مِصْر الْمَحْرُوسَة فِى النجوع وَالْقُرَى وَالْمُدُن أَنَّهُم يُؤَجَّلُون أَفْرَاحِهِم ويفضلون قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَالْخُطْبَة وَالزِّفَاف فِى أَيَّام وليالى الْأَعْيَاد وَذَلِك تَبَرُّكًا بِهَا وَلَمْ شَمِل الْأَسِرَّة والعائلة وَالْقَبِيلَة فِى تِلْكَ الْأَيَّامِ السَّعِيدَةُ وَلِذَلِك يَتَغَنَّوْن فِى أَفْرَاحِهِم وَيَقُولُون { أنراجوا فِى فرحك ياوليد . . . أمراجات الصَّائِم لِلْعِيد} {مبروكتين عَلَيْه اللّمّة . . . فرحانات خواته وَأُمِّه} وَأَيْضًا يرددون الشَّعْر الغنائى كُلَّ عَامٍ وَأَنْت طَيَّب – كُلَّ عَامٍ وَأَنْت بِخَيْر حَبِيب قَلْبِى ياطيب – يابوالقلب الْكَبِير هَذِه هِى أَجْوَاء الْبَادِيَة الْمِصْرِيَّةوبالتحديد بادية عروس الصعيد المنيا فِى أَيَّام وليالى عيد الفطر المبارك إعَادَة اللَّهُ عَلَيْكُمْ ومصرنا الْغَالِيَة وَالْأَمَة العَرَبِيَّةُ الإسْلاَمِيَّةُ بِالْخَيْر وَالْيَمَن وَالْبَرَكَات.

 

أخبار اخرى فى القسم