الخميس 28 مارس 2024 - 10:11 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 

الرئيسية تقارير صلاح صيام يكتب: شيخ الأزهريين الذى رفض تقبيل يد الملك ومصافحة السادات فى ذكراه الرابعه

 

 معوض عوض إبراهيم :ملأ الدنيا علما ولم ينل حظه من التكريم
 

صلاح صيام يكتب: شيخ الأزهريين الذى رفض تقبيل يد الملك ومصافحة السادات فى ذكراه الرابعه

  الجمعة 24 يونيو 2022 01:54 مساءً   




من أيام قلائل مرت الذكرى الرابعة لوفاة المعمر الأزهرى وشيخ الأزهريين الشيخ معوض عوض إبراهيم الذى إمتد عمره ليصل إلى 106 عاما ’ قضى منها أكثر من 70 عاما يعلم ويتعلم حتى ملأ ربوع الدنيا علما, وتتلمذ على يديه آلاف الطلاب من شتى أنحاء العالم. عرفته لمدة ربع قرن من الزمان، عالما جليلا ومثقفا مستنيرا، ومحدثا مفوها لا تملك إلا الصمت حينما يتكلم، متابعا لجميع الأحداث من حوله حتى لحظاته الأخيرة ، طاف بعلمه أرجاء العالم الإسلامى لينهل منه القاصى والدانى، عاصر ملوكا ورؤساء كثرمما جعله شاهدا على عدة عصور. لا يعرف الكثيرون الشيخ معوض بسبب اختلال معاييرالقيم، وموازين التقييم، لأننا أصبحنا نلهث وراء من يدَّعون العلم". قال عن نفسه عندما بدأ القرن الثانى من حياته (لما تذكرت الماضي تمنيت أن يعود شبابي لأكررمسيرة طلب العلم من جديد، فالله سبحانه وتعالي لايضيع أجرالعاملين، وكل ما تمنيته حققته.. فقد تمنيت أن أقابل المؤمن والفاجر، أما المال فقد كفاني إياه الغني الحفيظ.. لست غنيا ولكن حسبي بيتي وبعد ذلك أنا غني بتقوي الله، أصدقاء العمرتوفوا.. لكن أصحابي هم كل شخص يزورني ويتذكرني بكل خير وهم والحمد لله بالآلاف. عشق الكلمة منذ طفولته، أحب الشعر والأدب وأبدع فيهما، حرص على حفظ القرآن الكريم صغيرًا، ووهب نفسه للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كتابةً وقولًا وعملًا. عشق الكلمة منذ طفولته، أحب الشعر والأدب وأبدع فيهما، حرص على حفظ القرآن الكريم صغيرًا، ووهب نفسه للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كتابةً وقولًا وعملًا،وبدأرحلة طويلة من الدعوة الى الله والجهاد فى سبيله. ولد الشيخ عام /1330 هـ - 1912 م بقرية كفر الترعة الجديد مركز شربين محافظة الدقهلية وألتحق الشيخ بالأزهر الشريف سنه 1344 هـ -1926 م ، بعد أن أتم حفظ القرأن الكريم بكتاب القرية وحصل علي الإبتدائية عام 1348 هـ - 1930 م وكان شيخ المعهد الأزهري حينئذ الشيخ الكبير عبد الله دراز والد الدكتور الشيخ محمد عبد الله دراز رحمهم الله .وبعدها حصل الشيخ علي الكفاءة عام 1933 م وعلي الثانوية من معهد طنطا عام 1358 هـ - 1935 م .أولع الشيخ منذ نعومة أظفاره بحب اللغة العربية ودراسة الأدب والاهتمام به ولقد بلغ من تفوقه في فن الادب أن أستاذ الأدب أهداه كتاب مقامات بديع الزمان وكتب عليه إهداء له، وذلك لنبوغه في فن الأدب ،وفي نفس العام نشر له الأستاذ عباس محمود العقاد الكاتب الجبار كما كان يسميه سعد زغلول قصيدة تحت عنوان ( إستعذاب العذاب )في جريدة الجهاد عام 1932م إستلهمها بقوله :ياماخراً في عباب الهموم أي عباب ** وضارباً في فيافي الآلام والأوصاب.كما نشرله الأستاذ هيكل وزير المعارف رحمه الله . في عدد مجلة السياسة الأسبوعية الممتاز التي كان يصدرها . وكان ذلك عام 1937 م بمناسبة مرور عام علي صدور كتاب حياة محمد " صلي الله عليه وسلم "، وكان الشيخ حينئذ بالصف الثاني الثانوي الأزهري .بعد إنهاء الشيخ المرحلة الثانوية في المعهد الديني الأزهري بطنطا التحق الشيخ بكلية أصول الدين بالقاهرة بالخازندارا، وكان عميد الكلية آنذاك الشيخ الإمام الكبير الشيخ عبد المجيد اللبان رحمه اللهوتخرج منها عام1939م , أكمل الشيخ سنتين في تخصص الدعوة وحصل على التخصص عام 1363 هـ - 1941 م، ثم بعد ذلك عين واعظا في أسوان عام 1942 م – إلي عام 1945 م ، ثم إلي الفيوم من سنه 1945 إلي عام 1948 م، ثم إلي مدينة بورسعيد من عام 1948 إلي عام 1956 م، وفي عام 1952 م حصل فضيلته على تخصص التدريس والتربية من كلية اللغة العربية من جامعة الأزهر ، لأنه لا يعين فى التدريس إلا من حصل علي تخصص التربية والتدريس من جامعة اللغة العربية وهي لمدة سنتين وكان الشيخ واعظ بورسعيد في ذلك الوقت حينما نال هذه الشهادة . ذهب الشيخ إلي لبنان مبعوثاُ للأزهر الشريف للوعظ والتدريس عام 1956 إلي عام 1962 – في الكلية الشرعية ببيروت، ثم زار اليمن ست مرات متقطعة بعد عودته من لبنان ، والتقى فيها هناك بمفتي اليمن الشيخ عبد الله زبارة رحمه الله ، واشترك معه في عدة حلقات في نور الإسلام في التلفزيون الكويتي .عاد الشيخ بعدها إلي مصر فأنشأ المعهد الديني الأزهري في بورسعيد عام 1964 م ،ثم توجه الشيخ بعدها إلى الأردن عام 1965 إلي عام 1969 وكان مقره ميناء العقبه الميناء الوحيد بالاردن عاد الشيخ بعدها إلي مصر وعمل مفتش ومراقباللوعظ في القوات المسلحة ، ومحاضراً في الدراسات العليا قسم الحديث في كلية أصول الدين حتى عام 1973 م ، ثم مدرساً في كليةالشريعة بالرياض عام 1973 م ثم باحثاُ علمياً في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء إلي عام 1976 م ، ثم عمل بعدها مدرساُ في كليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،ثم عمل رئيساً لقسم الدعوة في وزارة الأوقاف والشئون الأسلامية في الكويت بداية من عام 1979 الذي أنشأ فور تعاقده في الوزارة حتي عام 1985 .زار الشيخ بعدها باكستان وزار الكليات العلمية الشرعية في كراتشي وبيشاور ولاهور وقابل هناك فضيلة الشيخ الدكتورأحمد العسال رحمه الله الذي كان نائبالمدير الجامعة الإسلامية العالمية ، وزار الشيخ عدة دول أخري كالبحرين وقطروسافر إلى سوريا فزار دمشق مرتين وحلب وحمص وحماه أثناء عمله في الكلية الشرعية ببيروت .وبعد عودة الشيخ من باكستان عمل عضو ا في لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله ،متفرغاً للكتابة في الصحف والمجلات داعياً إلي الله بكلمة هادية بانية حريصاً على النصح للآخرين الزملاء والأصدقاء فضيلة الشيخ العلامة محمد خاطر مفتي الديار المصرية ، وفضيلة الشيخ العلامة المحقق أحمد صقر ، وفضيلة العلامة الكبير الشيخ محمد أبو شهبة ،وفضيلة الشيخ العلامة محمد نمر الخطيب , وفضيلة الشيخ العلامة محمد إسماعيل عبد رب النبي , وفضيلة الشيخ العلامة طه محمد الساكت , وفضيلة الشيخ الدكتور محمود غرابة وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الرحمن بيصار،وفضيلة الشيخ الدكتور عبد المنعم النمر ، وفضيلة الشيخ محمد خليفة الأباصيري،وفضيلة الشيخ محمد الطيب النجار ،وفضيلة الشيخ العلامة الفقيه عطية صقر , وفضيلة العالم الجليل شيخ الدعاة العلامة محمد الغزالي رحمه الله , وفضيلة الشيخ العلامة المفسر محمد متولي الشعراوي رحمهم الله رحمة واسعة ، وغيرهم مما يصعب حصره . تتلمذ الشيخ علي كوكبة نيرة من أكابر علماء الأزهر الشريف أخذوا العلم كابرا عن كابر، نذكر منهم علي سبيل المثال لاالحصر:فضيلة العالم الرباني العلامة الشيخ محمد الأودن رحمه الله ، والشيخ العالم الجليل العلامة محمد سلامة صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن ، وفضيلة الشيخ العلامة الجليل محمد عبد العظيم الزرقاني ، صاحب كتاب مناهل العرفان ،وفضيلة العالم الجليل العلامة الحجة المسند الشيخ علي سرور الزنكلوني ، وعنه يروي فضيلة الشيخ معوض بأسانيده المتصلة ، وفضيلة الشيخ الجليل العلامة الفقيه محمد أبو زهرة وفضيلة الشيخ الجليل محمد يوسف موسى ،وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم ، رحم الله الجميع ، وكان الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله حفيا به وكان يقول :- الشيخ معوض إبني البكر والشيخ محمد الغزالي إبني الثاني . ومن الأعلام الذين عاصرهم وكانت بينه وبينهم مواقف وذكريات يتجلي فيها ارتباط الشيخ بالأكابر من العلماء وعلي رأسهم فضيلة الشيخ الإمام الفقيه العلامة الشيخ عبد الله المشد، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد مصطفي المراغي ، وفضيلة الإمام الأكبرشيخ الأزهر محمد الخضر حسين وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج ، وفضيلة الشيخ الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت ، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر العالم الجليل الدكتور عبد الحليم محمود ،وغيرهم من السادة أهل العلم الأكابر أمثال الإمام العلامة فقيه الشام الشيخ الصيدلاني أبي اليسر عابدين حفيد الإمام العلامة الكبير صاحب الحاشية المعروفة بحاشية إبن عابدين، الذي استمع إلى محاضرة في الفقه المقارن لفضيلة الشيخ معوض التي ألقاها علي طلاب كلية الشريعة وقد كان الشيخ معوض حينئذ أستاذاُ في الكلية الشرعية بلبنان وفرح الإمام الفقيه الصيدلاني علامة الشام الشيخ أبو اليسر بما قاله الشيخ وبما قاله طلابه، وربت علي الكتف الأيسر للشيخ معوض ودعا له بالخير . كثير منا بعد سن الستين ـ وربما قبلها ـ يفضل الانسحاب من الحياة العامة موقنا أن الرحلة قد انتهت, ولابد أن يستريح ويركن الى الهدوء ويستمتع بما تبقى من أيامها, بعد أن أدى واجبه, ولم يعد لديه ما يعطيه. والقليل من يظل يعطى ما دام فيه قلب ينبض, مؤمنا بالحكمة القائلة (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) كان الشيخ من هذا القليل,ظل طوال حياته محافظا على العهد , حاملا أمانة الكلمة, حريصا على نفع الناس بما حباه المولى عز وجل من علم (لدنى) لا يعطى لكثير من عباده , وكان ممن عرفوا الله فعرفهم, وحفظوا الله فحفظهم, فتجده دائما فى أحد المساجد ـ التى تقع فى نطاق منزله بميدان المطرية بالقاهرة –يؤم المصلين فى صلاة الفجر ويلقى كلمة طيبة لا يقل زمنها عن ربع ساعة, هذا جزء يسير من حياة الشيخ الذى لم يغيرها أبدا ,لم ينقطع عن مجتمعه, يتابع قضاياه ,ويحلل مشاكله, ويضع الحلول المناسبةـ ما استطاع الى ذلك سبيلا- من اقواله الماثورة (من غير الصواب أن نري في المجتمع ضربا من الفساد أو نوعاً من الخلاف عن طائفة الهدي ثم لا نسارع إلي إصلاح ما فسد وتقويم ما أعوج قبل أن يصير أمر الحياة والأحياء إلي مستوى المستحيل الذى لا نستطيع له رداً.) وقال عن الازهر (الأزهر هو الأب والأم, والمنهل العذب, والمنزل الرحب, والمستقر الآمن, والمنطلق إلى كل ما هو خير. قابل الشيخ الرئيس السادات مرتين.. الأولي حينما كان يتزوج بجيهان قبل الثورة في بورسعيد وكان وقتها واعظا للمدينة , والثانية كان هناك احتفال خاص بالثورة الجزائرية ودعاه المحافظ ضمن المتكلمين وكان السادات حاضرا , وعندما ذكر اسمه وقام ليتكلم خرج معظم الأجانب الذين كانواجالسين لأنه يرتدي ملابس الأزهريين , ويومها تبادلا الحديث وكان معجبا جدا بحديث الشيخ, لكنه يذكرله موقفا مضادا.. فعندما دعى مع مجموعة من العلماء لزيارةاليمن رفض السادات وكان وقتها رئيس المجلس النواب أن يركب معهم الطائرة لأنه يدخن البايب , وفي مطارالقاهرة عندما التقاهم رفض أن يلقي عليهم السلام, و بعض زملائه كانوا أكثرصبرا منه وطلبواأن يذهبوا جميعا للسلام عليه, فأقسم الشيخ بالله ألا يذهب للسلام عليه لأنه بدأ بالاستخفاف بالمشايخ , ورفض التكبر واعتز بالله وبالأزهر الذي قام بتربية رجاله. وفي اليمن دعى الرئيس السلال وفد المشايخ إلي الافطار وقال للسادات "خيرماأهدته لنا مصرهم علماء الأزهر" وفجأة قام السادات وكأنه تنبه لوجودالمشايخ فسلم عليهم في أماكنهم, فابتسم زملاء الشيخ وقالوله "لأنك اعتززت بالله.. أعزك الله" وللشيخ موقف مع العاهل الأردنى الملك حسين يقول عنه: كان الملك حسين يعاملنى معاملة خاصة ويقربنى منه أينما ذهب , وفى إحدى المناسبات رأيت الجميع يقبل يده إذاسلم عليه , وعندما جاءالدور على لأسلم عليه رفضت تقبيل يده وسط ذهول وغضب الجميع , ولكن الملك لم يغضب بل على العكس يبدو أنه تفهم الموقف فالعلم لا يأتى لأحد ولا ينحنى لأحد. رحم الله شيخنا وجزاءه عنا خير الجزاء,وعوضنا عنه خيرا.

 

أخبار اخرى فى القسم