الثلاثاء 14 مايو 2024 - 11:03 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

أسطورة الأمس واليوم


د. السيد نجم
الأحد 31 مارس 2019 07:59:55 مساءً



أسطورة الأمس واليوم

عاش الإنسان فوق فروع الشجر وفى الكهوف، وحلم أن يحتوى العالم كله، حفر ورسم الحيوانات المفترسة على جدران الكهف، يتمنى لو يقيد ما يخشاه على الجدران أمام ناظريه.. ولما عرف الزراعة وأصبح يحتاج إلى جاره، تجمع مع الجيران فى قرى صغيرة، وتعلم الحكى والثرثرة، وإثارة الأسئلة.. حول الوجود ونشأة الإنسان على الأرض، وعن سر القوى التي قد تعصف به وبالزرع والحيوان، وعن حاجته إلى ما يفسر له ظواهر الطبيعة، وغيرها من الأسئلة..  فكانت الأسطورة، يتمنى بها أن يجد تفسيرا لكل أسئلته.

كل شعوب العالم القديم عرفت الأسطورة.. وان نجح الإغريق فى رصدها وتسجيله.. روجوا لها، وبحثوا فيها. والآن أصبحت مبحثا فى العلوم أو الميثولوجيا (علم الأساطير).

ففي المعاجم: «الأساطير: الأباطيل والأكاذيب، والأحاديث لا ناظم لها، ومنه قوله تعالى: (إن هذا إلا أساطير الأولين) (المؤمنون83)».

الأسطورة في مفهومها الحديث مصطلح يطلق على أنواع من القصص أو الحكايات المجهولة المنشأ، ولها علاقة  بالتراث أو الدين أو الأحداث التاريخية، وتعد من المسلمات من غير محاولة إثبات، أو هي تصور متخيل عن نشأة أوائل المجتمعات والمعارف في صيغة قصصية شفاهية، وقد تكون الغاية من الأسطورة تفسير بعض العادات أو المعتقدات أو الظواهر الطبيعية، وخاصة ما يتصل منها بالشعائر والرموز الدينية والتقاليد في مجتمع ما.

والأساطير قصص تروى عن قوى فائقة أو عن كائنات متفوقة أو عن حوادث خارقة وخارجة عن المألوف، وقد تتحدث عن تجارب متخيلة للإنسان  المعاصر بغض النظر عن إمكان حدوثها ولا نحتاج البرهان عليها.

ففي الدراسات الفلسفية، بانت وظائف الأسطورة متعددة، وبالتالي يمكن وجود عناصر قابلة للمقارنة في الأساطير المختلفة. وفى علم الاجتماع للأسطورة، أكد أن للأسطورة وظيفة اجتماعية، شاملة كما هو واضح من الرموز الدينية التي تشتمل عليها، وأنه لا يجوز الانتقاص من أثرها في المجتمع. مع ضرورة الأسطورة للمجتمع لأهمية الوظائف التي تؤديها فيه، وخاصة المجتمع البدائي، فهي تفسر العادات والأخلاق والذرائع في تلك المجتمعات ونظرتها الجمالية والدينية والمؤسسات التي قامت عليها. كذلك كان للأسطورة مكانة خاصة عند علماء النفس.

بينما يفسر رجال نظرية البنيوية اللغوية النقدية، أن الأسطورة تعتمد على الشكل اللغوي للأسطورة، أي طريقة عرضها (رواية شفوية متناقلة، أو نص ديني مكتوب، أو نص أدبي أو شعر أو غير ذلك) وتفرعاتها (أي النسخ المختلفة للأسطورة الواحدة).. وعلى الرمز أو المغزى الذي تهدف إليه الأسطورة، فلكل أسطورة كيانها الخاص ولكل منها مغزاها.

تعد ملحمة هوميروس الشعرية (القرن الثامن قبل الميلاد)، أقدم مصدر، كما أن ملاحم الهند (المهابهاراتا والرامايانا) المرجع الرئيسي. وقد تجلى البحث فى الأسطورة عند العرب القدامى، بدراستها فى الشعر الجاهلي، كما أوردها "د.وهب رومية" فى دراسة مطولة. كان يرون أن الجن تركب الثيران، فتصد البقر عن الشرب، فإذا أرادوا أن تشرب البقر كان لا بد لهم من ضرب "الثور" الذي يركبه الجني.. قال الأعشى:

وإني وما كلّفتموني وربّكم     ...   ليعلمَ من أمسى أعقَّ وأحربا

لكالثورِ والجنيُّ يضربُ ظهرَه ...   وما ذنبهُ أَن عافت الماءَ مشربا

وما ذنبه أن عافتِ الماءَ باقرٌ  ...   وما إن تعافُ الماءَ إلا ليُضربا

 

بينما مازالت الكائنات الغامضة, التي لا هي إنسان ولا حيوان, مثل "أبو رجل مسلوخة" و"الكائن صاحب الوجه المشوه، بعين واحدة" وغيرها، ضمن من تقصه الجده على أحفادها، فى مواجهة الشاب المغوار، فى رحلة صراعه من اجل استعادة الحبيبة المخطوفة.

*والسؤال: هل يمكن للعلم والتعلم إزاحة تلك الروح/الأفكار الأسطورية؟                                                 

 

Ab_negm2014@yahoo