الأربعاء 15 مايو 2024 - 04:22 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

ذاكرة البوح


ليلى المليس .. باريس
الاثنين 08 أبريل 2019 08:21:05 مساءً



مفهوم النقد الأدبي

النقد الأدبي فن طبيعي في حياة الإنسان متى أوتي حظا، ولو كان هينا من قوتي الإدراك والشعور.

فذلك يمكنه من فهم الأدب وتذوقه ثم الحكم عليه، والنقد الأدبي نشأ مبكرا وعاصر الأدب منذ طفولته*

فبذور النقد العربي ترجع إلى العصر الجاهلي حيث اعتمد الذوق الخاص والنزعة الذاتية البعيدة عن الموضوعية وعن النظرة الفاحصة الشاملة.

ولقد استعملت العرب لفظة النقد للدلالة على معاني مختلفة، الأول تمييز الجيد من الرديء  قالوا: نقدت الدراهم أي ميزت جيدها من ردئها وشبهوا كذلك الناقد بالصيرفي الذي يقوم بفرز الدنانير والدراهم*.

ثانيا ذكر العيوب ومظاهر النقص يقول أبو الدرداء: :"إن نقدت الناس نقدوك" ومعناه إن عتبتهم وجرحتهم قابلوك بمثل صنعك*،ولقد تطور مفهوم النقد ليدل على مجموعة التقنيات والمعايير التي يعتمدها الناقد للحكم على عمل أدبي معين، فأصبحت له وظيفة خاصة هي تفسير العمل الأدبي للقارئ لمساعدته على فهمه وتذوقه ، يقول نبيل سليمان :"هو فن تعريف وتفسير العمل الأدبي، ومحاولة نظامية منضبطة للحكم على المبدعات الفنية، وهو إدراك للقيمة الجمالية يستند أصلا إلى الحساسية الفنية وهو بحث خلافي وصورة لإثارة الشعور باليقين، وليس تقديم برهان علمي".

وأخيرا فالنقد الأدبي فن يستخدم العلم، يبدأ بالانطباع الشخصي يعقبه المسح الأول السريع لأرضية العمل الفني وتقوده الحساسية الفنية ثم يأتي بتبرير الاستجابة الكلية للعلم*.

فالنقد الأدبي إ ذن لغة تتناول لغة أخرى أو خطاب يدور حول خطاب سابق له، فإذا كان العالم هو موضوع الكاتب فإن ما كتبه هذا الأخير هو موضوع الناقد يتناوله بالدراسة والتحليل ويبين موطن الضعف وموطن القوة فيه.

شروط النقد الأدبي:

بما أن النقد الأدبي أداة تظهر ما في العمل الأدبي من عيوب وما فيه من محاسن فإن الناقد يجب أن يتحلى بالموضوعية في نظرته للعمل المنقود" وأن يكون ذا طبيعة سوية تتجرد من عواطفها وانفعالاتها وألا ينحصر كل اهتمامه خلال دراسته لنص ما على الناحية الجمالية، دون أي اعتبار للمضمون، فيرفع العمل الأدبي، أو يهوي به إلى الحضيض بالنظر إلى جماليته، فإنه بعمله هذا يجانب سبيل الموضوعية ونظير هذا الناقد الذي يغرم بمضمون في العمل الأدبي، يتواءم مع هواه فيرفعه إلى القمة، دون نظر إلى جمال أدائه، فمثل هذا الناقد يجانب الموضوعية ولا يصل إلا إلى حكم أبتر على العمل المنقود* بالإضافة إلى الموضوعية لابد من توفر الدقة فالناقد كي يصل إلى الحقيقة لابد أن يكون دقيقا في تعامله مع العمل الأدبي كما أن مهمته ليست هي أن يرى الحقيقة، ولكن مهمته هي أن يخلقها*، هذا بالإضافة إلى شرط أساسي هو الصدق فوظيفة النقد هي الكشف عن الحقيقة لذا فإن الناقد يجب أن ينقد بإخلاص فلا يبحث عن الهفوات وينشرها ويخفي الحسنات أو العكس فهذا مخادع وحاقد وليس ناقدا والمقصود بالصدق هنا هو الإدراك بين المتلقي والمنتج وكلما كبر ذلك وعظم نجح في إدراك أغوار النص الأدبي*.

فالنص الأدبي إ ذن أمانة في يد الناقد يجب نقلها بصدق وموضوعية للقارئ حتى يتحقق الصدق المنشود منها

المصادر:

أصول النقد الأدبي أحمد الشايب

تاريخ النقد العربي محمد زغلول سلام

نقد الشعر قدامة ابن جعفر

مساهمة في نقد الأدب نبيل سليمان

نظرية البنائية في النقد الأدبي

النقد الحديث والمعاصر في الشعر العربي ابراهيم الحاوي