الأربعاء 15 مايو 2024 - 06:37 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

علم النفس .. هل يقول : شكـــــراً للأدب


د. زينب العسال - تقاسيم
السبت 04 مايو 2019 10:31:46 مساءً



 

علم النفس - فى بعض الاجتهادات - هو الجسر الذى تعبر عليه الرواية بين عالم الحلم فى الشعر وعالم الواقع. حتى تلامذة فرويد يرون أن الأدب صورة من صور الكبت للغريزة، ودوافع الشخصيات الإبداعية ينبغى أن تعالج بالتحليل العلمى.

لقد عنى علماء النفس - التجريبيون بخاصة - بالاكتشافات المهمة فى داخل النفس الإنسانية، من خلال الأعمال الإبداعية المهمة، وهى اكتشافات, أبعادها المناطق الغامضة والمجهولة فى داخل الإنسان، مثل اللاشعور والمونولوج الداخلى والمناجاة والاستدعاءات وغيرها من بواطن النفس البشرية.

يقول فرويد إن الأدب تعبير متخفّ عن الرغبات المكبوتة، مثل الأحلام تماماً. ويذهب مالمود Malmud : إلى " إن علم النفس والأدب يتحدثان عن الأشياء نفسها ". مع ذلك، فإن مالمود يبدى شعوره بالفزع بسبب الفجوة القائمة بين علم النفس والأدب.

والحق أنه من السهل تصور إفادة علم النفس من الأدب، ومن الصعب - فى المقابل - تصور إفادة الأدب من علم النفس. إنها مدخل غير فنى يتسم بالتجريد وجفاف المادة العلمية. مفروض أن الإبداع الفنى يصدر عن التلقائية والخبرة الشخصية، سواء من ذات الفنان، أو من ذوات الآخرين. وكما يقول بيرت Burt فإن معظم ما نعرفه عن الإنسان جاء من ناحية الإبداع الأدبى وليس من طريق العلم. أما فيربلانك Verplank فهو يذهب إلى أن الروائيين وكتاب المسرح يقومون بمهمة جيدة، بصورة تستحق الالتفات، تتمثل فى أنهم يهبوننا تفسيرات مقبولة للسلوك. وكما نعرف، فإن نظرية التحليل النفسى همها استجلاء السلوك الإنسانى، وبخاصة الدور الذى تقوم به الرغبات وتصورات اللاوعى فى سلوك الإنسان. وهناك من يرى أن الفن العظيم ينتهك دوماً نظريات علم النفس، فضلاً عن أن علم النفس لا يعد ضرورياً بالنسبة للفن. بل إن فرويد يعلن فى 1928 إن التحليل النفسى لابد أن يقف مكتوف اليدين أمام مشكلة الفنان المبدع. إن التحليل النفسى يفتش فى النوازع البدائية للإنسان. أما الظواهر المعقدة مثل الإبداع الفنى، فإنها لا تدخل فى صميم اهتمامه. مع ذلك، فإن التحليل النفسى يتجاهل - فى أحيان كثيرة - تلك التحفظات، ويناقش الفن، ومدى تعبيره عن أغوار النفس الإنسانية بكل تعقيداتها. وقد صرفت مجلة ألمانية هى إيماجو Imago ) 1912 ـ 1938 ) جهدها إلى محاولة إخضاع الأعمال الأدبية للتحليل النفسى، بدءاً بدراسة المعانى الشعورية لتلك الأعمال، والدوافع اللاشعورية للشخصيات، فضلاً عن الاستبطانات اللاشعورية للأدباء. أخضع فرويد الفنان نفسه لعلم النفس التحليلى، فهو - الفنان - شخص عصابى، يقى نفسه - بالعملية الإبداعية - من الانهيار النفسى، ويبعدها - فى الوقت نفسه - عن أى شفاء حقيقى!

المتوارث علمياً - والسلفية والنقلية مشكلة، أحياناً، فى علم النفس، مثلما هى مشكلة فى الإنسانيات بعامة - أن النظريات النفسية قد تكون مصدراً للأعمال الإبداعية، لكن الأعمال الإبداعية مصدر مهم لنظريات علم النفس، والأمثلة تبين فى مسميات النظريات: عقدة أوديب [ونتذكر سوفوكليس ]، عقدة إليكترا [ ونتذكر إسخيلوس ]، عقدة فيدرا، أى التعلق بالمحارم [ونتذكر يوربيدس وسينكا وراسين ]، النرجسية [ ونتذكر الأسطورة الإغريقية ] ، المازوخية [ ونتذكر رواية " فينوس لابسة الفراء " للنمساوى ليوبولد فون ساكر مازوك : البطل الذى يقع فى حب امرأة ، يتوسل أن يكون عبداً لها].

لقد اعتمد علم النفس على شخصيات إبداعية، مثل برومثيوس، دون كيخوتة، فاوست، هملت، دون جوان. وكما يقول سلفادور دى مدرياجا : " إن دون كيخوتة وسنشو ودون جوان وهملت وفاوست - وكلها ، كما ترى ، شخصيات درامية - هى أعظم شخصيات أبدعها الإنسان.

مع ذلك، فثمة من يرفض توظيف الأدب فى نظريات علم النفس، أى أن تكون الشخصية الأدبية، أو الحالة الأدبية، محوراً لنظرية فى علم النفس، باعتبار أن تذوق الأدب يأتى من خلال التعرف إليه، وليس - كما يحدث فى علم النفس - من خلال إعادة صياغته، أو من خلال التحليل النقدى المفصل لكل عناصره. لكن الخوف من اختزال الأدب إلى قوانين ونظريات، يدحضه أن علم النفس لا ينظر إلى الشخصية فى صورتها الكلية، لكنه يسلط الضوء على بعض نوازعها أو ميولها أو انحرافاتها أو شذوذها، فيحللها، ويستنتج وجهة النظر المستمدة من دراسة تلك الجزئية شخصية الإنسان الواحد، المحدد. وعلى الرغم من ذلك، فإن لوكاس Lucas يرى أنه قد توفرت للقرن العشرين - بفضل علم النفس - فرصة الحكم على القيمة المؤثرة للأدب بصورة تفوق ما توفر قبلاً من فرص. ويذهب كروز Crews إلى أن التحليل النفسى هو علم النفس الوحيد الذى غيّر وسائل قراءة الأدب ..

لقد أفاد علم النفس - على سبيل المثال - من شخصية دون كيخوتة، ذلك الذى اختزلت تصرفاته ورؤيته للعالم بأنه صارع الطواحين، بمعنى أنه كان يبحث عن معركة يخوضها، وقضية ينتصر لها. أذكر قول " ميرميه "  " مسكين كل من ليس فيه شىء من دون كيشوت ". نحن - فى أحاديثنا العادية - نضرب المثل بشخصية دون كيخوته، فلسفته، وتصرفاته، وآرائه  " عامل دون كيشوت "، والمعنى لا يحمل أفكاراً للشخصية، ولا هو انحياز لما تمثله من قيم، لكن البعد النفسى قائم فى الشخصية بكل ما تمثله من تناقضات، وما تعبر عنه من دلالات متباينة: الخيال والواقع، الوهم والحقيقة، الإرادة والتخاذل, إلخ ..

إن معظم الآراء تذهب إلى أن الأدب مصدر جيد للمعلومات المهمة حول الإنسان، بحيث يصعب تجاهله، والكثير من الأعمال الأدبية تؤكد هذا الرأى وتعمقه [ أصبحت " البوفارية " ـ نسبة إلى رواية " مدام بوفارى " ـ مصطلحاً فى دراسات علم النفس ]. ولعل من المحاولات الأولى لتفسير الأدب بمنطق علم النفس، ما كتبه الطبيب الإنجليزى إرنست جونسن [ 1910 ] بعنوان "عقدة أوديب كتفسير لغموض هاملت ". كانت هاملت هى التى بنى عليها علم النفس عقدة أوديب. ذلك هو تحليله وتفسيره للمسرحية التى تباينت شروحها، قبل أن يعبر علم النفس عن وجهة نظره. يحيى حقى يرجع إلى اجتهاد علم النفس ما حققته - على توالى قراءاتها وعروضها - من هزات عاطفية عنيفة فى وجدان المتلقى. كذلك قام فردريك كلارك بريسكوت [ 1912 ] بتفسير علاقة الشعور والأحلام فى ضوء التحليل النفسى. وكانت الأساطير والملاحم وأعمال سوفوكليس وهوميروس وشكسبير وبلزاك وزولا ولورنس وديستويفسكى وجويس وغيرهم، هى الأرضية التى قامت عليها نظريات فرويد ويونج وجونز وغيرهم فى علم النفس.

وأفاد فرويد من الأعمال الأدبية فى التدليل على اللاشعور فى نفس الإنسان، واشتق تسمية عقدة أوديب من مسرحية سوفوكليس الشهيرة. توصل إلى أن الغريزة الجنسية تنشأ منذ الطفولة الباكرة، وبالتحديد من للحظات الأولى لميلاد الطفل، عندما يبدأ فى امتصاص حلمة ثدى أمه، فيجد فى ذلك لذة أشبه باللذة الجنسية. فإذا لم تحسن تنشئة الطفل، عانى - فيما بعد - من مشكلات ربما أفسدت عليه حياته. مثلما أحب كامل رؤبة لاظ فى السراب لنجيب محفوظ فتاة رائعة الجمال، لكنه لم يستطع أن يمارس معها علاقة جنسية، لأنه وجد فيها شبهاً بأمه التى بلغ حبه لها مرتبة القداسة.

قام فروي - كذلك - باستخدام رواية للكاتب الأمريكى جنسن Jensen لإثبات أحدث اكتشافاته حول الوعى عند العصابيين غير المبدعين. وتوصل فرويد إلى نتيجة مؤداها أن الفنان - مثل العصابى - انسحب من واقع غير مرض إلى عالم الخيال. وعلى خلاف العصابى، فإن الفنان يعرف سبيله فى العودة إلى أرضية الواقع الصلبة. أعماله - مثل الأحلام - تحقق الإشباع، لكنها محسوبة بحيث تثير اهتمام الآخرين وتعاطفهم. ولا يخلو من دلالة قول عالم النفس هانز ساكس إن العمل الأدبى حلم اجتماعى.

كما فسر فرويد هاملت والإخوة كرامازوف ككنايات عن الحب المحرم والكراهية. وكانت كشوف الكاتب المسرحى أوجست ستريندبرج [ 1849 ـ 1912 ] سابقة على اجتهادات فرويد فى كتابه " تفسير الأحلام "، واستخدم علم النفس نظريات مستمدة من شخصيات أدبية، مثل نرسيوس [ نرجس ] وإليكترا وأجا ممنون إلخ. وحاول إدموند ولسون فى كتابه الجرح والقوس استخدام منهج فرويد فى إخضاع أعمال الروائى تشارلز ديكنز والشاعر كبلنج للتحليل النفسى. كما استمد الفرنسى لاكان نظريته من إدجار ألان بو.

يقول برديائيف : إن الأشياء تتكشف للفنان العظيم بأسرع مما تتكشف للعالم، وفى وقت مبكر. وربما التقط الفنان العقدة النفسية من حدث عارض، أو شخصية غير رئيسة، فيجسدها، ويهبها أبعاداً دلالية، لتعبر عن بعد - ربما كان مجهولاً - فى النفس الإنسانية. وقد وصف ديستويفسكى بأنه أبو علم النفس الحديث. أذهلت كشوفه فى أغوار النفس الإنسانية علماء النفس وأطباءه. استطاع ديستويفسكى أن ينفذ إلى أعماق النفس الإنسانية، يصور انحرافاتها وتعقيداتها وتشابكاتها ودوافعها إلى الخير، وإلى الشر، عالم موار، معقد، متفاعل، مفعم بالأمل والتطلع والإحباط. بل إن ا . إم . فورستر يقرر صراحة أنه لم يسبق لأى روائى إنجليزى أن اكتشف كوامن النفس الإنسانية مثلما فعل ديستويفسكى. وقد اعترف فرويد بأنه مدين للأدباء والشعراء - ديستويفسكى تحديداً - بفضل اكتشافه لعالم اللاشعور. وينقل بورخيس عن شاب يحب قراءة ديستويفسكى: لقد أوغل المعلم الروسى فى أغوار النفس البشرية كما لم يفعل أحد. سبق ديستويفسكى علم النفس إلى وصف العقل الباطن، وأضاف تلك المنطقة المعتمة إلى الرواية النفسية. عنى بأسرار العقل الإنسانى، والروح الإنسانية، وكان يتأمل النفس البشرية بعين واعية تجيد الالتقاط. ويقول ستراخوف عن ديستويفسكى إن انتباهه كله كان موجهاً صوب الناس. وكان سعيه منصباً فحسب على إدراك طبيعتهم وشخصيتهم، كان معنياً بالناس، بالناس وحدهم، وبتركيبة نفوسهم، وطريقتهم فى الحياة، وبمشاعرهم، وأفكارهم.

الواقع عند ديستويفسكى هو الأعماق الروحية للإنسان، مصير الروح الإنسانية، علاقة الإنسان بالله، وعلاقته بالشيطان. الواقع هو الأفكار التى يحملها الإنسان. قدم ديستويفسكى المادة الخام التى صاغها علماء النفس فيما بعد. ووضعوا - من خلال الشخصيات والأحداث - قوانينهم ونظرياتهم. ولا يكاد يخلو كتاب مهم فى علم النفس، من تأكيد على الدور الريادى لديستويفسكى فى مجال علم النفس. وهو ما أفاد منه فرويد ويونج وأدلر وغيرهم.

إن سيكولوجية جريمة قتل الأب فى الأخوة كرامازوف تتميز بأن لها معنى خافياً، عميق الرمز، ذلك أن طريق الطغيان والإلحاد يقود الإنسان حتماً إلى جريمة قتل الأب وإنكار كل بنوّة. وعلى هذا النحو تصبح الثورة جريمة قتل الأب. أما راسكنكوف بطل الجريمة والعقاب فقد عاد إلى مكان جريمته، ليتحول إلى نظرية فى علم النفس، وفى علم الجريمة، ترى أن المجرم يعود إلى مكان جريمته. وقد أفاد علم النفس من التجسيد البارع والصادق، لشخصية مدمن القمار، وما يعانيه من انفعالات كثيرة، متباينة، فى رواية " المقامر ".

ويعد جى دى موباسان من أشهر أدباء القرن التاسع عشر الذين عنوا بالظواهر النفسية والميتافيزيقية .

فى مجموعة الخوف - على سبيل المثال - يتناول موباسان العديد من الحالات الإنسانية التى كان الخوف محوراً لها. ماذا يعنى الخوف؟ ما مظاهره؟ كيف نواجهها؟

القارئ لقصص المجموعة يتعرف على حالات متباينة خضعت للخوف، أو أفلحت فى التخلص منه، أو أنها حاولت تجاوز الأزمة.

مجموعة " الخوف " تقدم لنا معنى مغايراً للخوف، يختلف عما نتصور أنه هو الخوف، فى المعنى المحدد، أو المعانى المختلفة، فى كتابات علماء النفس. الخوف - فى قصص موباسان - مبعثه ضعف الحواس الإنسانية، وشدة استجابتها - ربما إلى حد المرض - للعديد من المواقف التى تواجه الإنسان فى لحظات غير متوقعة. الخوف لا يعنى - بالضرورة - استجابة النفس الإنسانية لحواديت أمنا الغولة وعفاريت القيالة والرجل " أبو رجل مسلوخة "، وحكايات المردة والغيلان والعفاريت والأشباح . إنه شعور يتصل بانعكاسات الأقوال والتصرفات والأحداث والتوقعات على النفس الإنسانية. وهو - بتعبير آخر - صدى ما يعتمل فى النفس من لحظات الحياة المعاشة. قد نتحكم فى أبعاده فلا تتسع ، وقد تحدث زلزالاً يفضى إلى الجنون .

. أما رواية ألبرتو مورافيا أنا وهو فقد وجد فيها علم النفس تدليلاً على ما سمى بنظرية التصعيد والتسفيل فى داخل النفس البشرية. ثمة ما يحضّه على التصعيد مدفوعاً بعوامل دينية وأخلاقية وتماسك قيمى، وثمة - فى المقابل - ما يشده إلى أسفل، إلى التدنى فى علاقاته مع الآخرين، وهو ما أظن أن محمد جبريل أفاد منه فى روايته " النظر إلى أسفل ". والخوف من الإخصاء قاسم مشترك فى الأعمال الإبداعية ونظريات علم النفس ..

وإذا كان الانفصام الدينى تكوين سلبى فى الشخصية المصرية، فإن نجيب محفوظ قد عبر عن ذلك التكوين، عن تلك الحالة، أفضل مما تناولته الأقلام المحللة. أحمد عبد الجواد  [ بين القصرين ] مثل للرجل الذى يعانى انفصاماً دينياً، فهو يؤدى فرائض الدين بالهمة نفسها التى يؤدى بها ممارساته الجنسية المحرمة!

واللافت أن النموذج الأدبى يتفوق على النموذج النفسى فى أنه يقدم الشخصية الإنسانية بكل ما فى داخلها من نوازع ومشاعر تتباين إلى حد التضاد أحياناً. أما النموذج النفسى فهو يكتفى بجزئية فى الشخصية الإنسانية، كالفتشية - على سبيل المثال - أو الفوبيا، أو الفصام. ولم تكن الفتشية هى البعد الواحد فى شخصية شاكر المغربى بطل رواية جبريل النظر إلى أسفل. كان يعانى أمراضاً نفسية وعقداً متشابكة، هى التى أملت تصرفاته مع الآخرين.

من الصعب إذن - فى ضوء استفادة نظريات علم النفس من الأعمال الإبداعية - تصور عدم اهتمام علم النفس بدراسة الفنون والإنسانيات.

من أين إذن عقدة أوديب التى تتمحور حول الإثم والشعور بالذنب وبالعقاب، وهو ما يتصل بعلم النفس بالكثير من الوشائج؟ ومن أين نظرية المرء الذى يحوم حول مكان جريمته؟ ونظرية قتل الأب؟ ومن أين نظريات علم النفس المختلفة؟

لعلى أذكر بقول فرويد: " إن الشعراء والروائيين هم أعز حلفائنا، وينبغى أن نقدر شهادتهم أحسن تقدير، لأنهم يعرفون أشياء بين السماء والأرض، لم تتمكن حكمتنا المدرسية بعد من الحلم بها، فهم فى معرفة النفس شيوخنا، نحن الناس العاديين، لأنهم يرتوون من منابع لم يتمكن العلم بعد من بلوغها ".

لقد عرفت الرواية اللاوعى قبل فرويد، واكتشافاته فى السلوك الإنسانى. وحاولت البحث عن جوهر المواقف [ الفنومنولوجية ] قبل الفنومنولوجيين، ولم يكن بروس قد تعرف - قبل أن يكتب إبداعه - إلى أى فنومنولوجى.

فى قصة تشيخوف " الراهب الأسود" يعانى البطل رؤية الراهب الأسود، لا يراه سواه، حالة أشبه بالهلوسة، أو الفوبيا، وإن وجد البطل فى ذلك ما يريحه، ويطمئن إليه، نسب علماء النفس ذلك – بعد عقود – إلى مدرسة سميت بالضد للطب النفسى.