في زماننا هذا الذى اختلط الحابل بالنابل لم يعد الانسان يفرق بين الاصيل والمزيف , واصبحت كلمة صناعة يدوية او مصرية تحمل دلالات على المستوى الفكري والإبداعي , حيث لم تعد تدعو للفخر والعزة بعد ان انقلبت موازيين العصر الراهن , ففي الماضي كانت صفة الصانع والعامل مصدرا لزهو الكثيرين من الجنسين , كنبع للفن والتراث والهوية والجدعنة والشهامة والكرم ,اما الان فلم تعد هذه المعاني تمثل شيئا عظيما للوجدان الجمعي , وخاصة اغنياء هذا الزمان الذين يبذلون جهدا كبيرا في تناسى اصولهم الشعبية البسيطة والبعد عن شراء المنتج المصري بدعوى عدم جودته وان المستورد افضل في الجودة والتصميم واسماء ماركات عالمية تستنزف اموال البلد لمساعدة الدول الاخرى على حساب منتجات مصر التي تتميز بالأصالة والهوية والزخارف التصميمة المميزة لنا والجودة العالية في الانتاج والصناعة اليدوية التي تتميز بها المنتجات المصرية ووصول المصممات المصريات الى العالمية ويتنافس الاجانب لشراء المنتج المصري بدليل عند سفر المنتجات اليدوية للخارج في أي معرض يتهافتون على شراءه وينبهروا بطرق الصناعة .
الصناعات التقليدية هي نتاج حضاري لألاف السنين من التفاعل الحى بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيم حضارية وبين بيئتها الطبيعية وبينها وبين المجتمعات الاخرى , وهى مكون اصيل للذاكرة الحضارية خاصة في شقها التقني ورصيد ومخزون للخبرات الحياتية والامكانات الانتاجية الذاتية المتاحة داخل كل مجتمع محلى .
تشكل الصناعة المصرية والحرف اليدوية اهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة لاقتصاد مصر , لأنها تسهم في نمو الناتج المحلى وتخلق فرص عمل لأعداد كبيرة من شباب وشابات مصر ومصدر كبير للدخل القومي والفردي وحاليا نجد اقبالا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع لتشجيع الصناعة واحتراف المهن والحرف اليدوية التقليدية امتداد لتراث والهوية المصرية وهناك اسر وعائلات تمتهن الصناعات اليدوية ابا عن جدا ومتوارثة للطرق وتقنيات وسر الصنعة والمهنة يورثها جيل لجيل اخر ولا يعرفه احد خارج العائلة ضمان للاستمرار وتفرد العائلة بسر الصنعة وتشجيع المرأة على امتهان المهن الصعبة ومشاركة المرأة في سر الصنعة والمحافظة عليها لتنقلها الى الابناء, كما انها توفر المتطلبات الحياتية لأفراد المجتمع ويتم تصدير المنتجات المصرية اليدوية الى الدول الاخرى العربية والغربية بأجود الخامات والتقنيات ومهارة الصانع المصري . الا ان في بعض الصناعات بدأت يحدث لها انقراض نتيجة تسرب الشباب لشراء التو كتوك وقيادته لأنه ساعدهم في كسب اموال اكثر في وقت قليل بديل للتعب في الحرفة ومشاكل الصناعة وغلاء سعر الخامات والقيود المفروضة على الصناعة . وكذلك هجرة الشباب من القرى الى المدينة للعمل في المجالات المختلفة وهو ساهم في الزيادة السكانية للعاصمة وهو ما تنبهت له الدولة فبدات تعمل المؤسسات الدولة مع مؤسسات العمل المدني والقطاع الخاص وتوظيف الطاقة البشرية لأنشاء مشاريع وصناعات وحرف يدوية بمختلف المحافظات مصر وبالأخص الصعيد والمحافظات الحدودية وتساعد الصناعات في توسيع قاعدة الانتاج ومساعدة الاقتصاد وتمكينه من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المستقبلية وكذلك المحافظة على هوية كل تراث محافظة من خامات وتقنيات وزخارف وعناصر تصميمة وصناعات مميزة ومجالات وهوية لكل محافظة في مصر .
وتتبنى الدولة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمسؤولين المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والورش لتساهم في اقتصاد مصر عن طريق تكاتف جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لدورها العظيم والكبير في اقتصاد مصر والمميزات التي تتميز بها الصناعات ولقد اهتم سيادة الرئيس وشجع الشباب والشابات على العمل اليدوي عن طريق تقليل عدد الاجراءات والوقت والاوراق المطلوبة لأنشاء مصنع او ورشة صغيرة او التصدير الى الخارج مع الوزرات المعنية بهذا الامر مما ساعد على جذب الشباب والشابات على فتح المشاريع الخاصة بهم في كل مجال من مجالات الصناعات اليدوية واعطائهم مساحات من الارض للإقامة المشاريع بأسعار مناسبة وكذلك انشاء بكل محافظة معرض لعرض المنتجات الصناعية اليدوية الخاصة بكل محافظة بأسعار مخفضة لتشجيع الصناعات الحرفية وتشجيع تصدير المنتجات اليدوية المصرية عن طريق المعارض الدولية التي تتميز بأعداد الوافدين من كل انحاء العالم لمشاهدة التصميمات المميزة لكل دولة والصناعة اليدوية ومساعدة الدولة للمصممين في انهاء الاجراءات والموافقات الخاصة بالسفر للجهات الحكومية والجهات الخاصة وهو ما يساعد على انعاش اقتصاد مصر.
وهنا نوكد على دور ورعاية الدولة ومساعدتها على تشجيع الصناعة المصرية وشباب وشابات مصر في القرى والمحافظات وتقليص المعوقات .
Email:Dr.wehadsamir@yahoo.com
