السبت 04 مايو 2024 - 04:54 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

أدب الرحلة.. كتابة أخري


د. السيد نجم
الاثنين 11 نوفمبر 2019 11:50:37 مساءً



"ماذا يعنى المكان بالنسبة للكائن؟

سؤال يطرح علينا كثيرا عندما نسافر. ونكاد نكتشف, في كل مرة, أننا عاجزون عن الجواب"

بتلك الكلمات خط الكاتب "خليل النعيمى" السطور الأولى من كتابه "مخيلة الأمكنة.. مدن ونصوص". تلك الرحلة/ الرحلات التي حاورت اليمن, مراكش, الأكروبول, روما, عمان, طنجة, القاهرة, نهر الدانوب, موريتانيا وليشبونة ثم دمشق.

تبدو علاقة الكاتب بالمكان ذات أبعاد مختلفة.. الفرح عند اللقاء كما الأطفال, لتبدأ علاقة حسية خاصة, ثم تتفجر الدهشة التي كاد يدفنها المرء في مكانه الأليف.

فما أن حلق داخل طائرته فوق صنعاء , حتى كانت الفرحة والتواصل ثم الدهشة، ويقول:" من الطائرة أرى. فضاء مفتوح, نور ساطع بلا ضفاف. جبال جرد لا يحدها البصر. قمم مكشوفة للريح. وديان مدفونة في القاع. لا شجر. لا ضباب. ولا غيم.."

وفى مراكش يقول: "دخلت أحدا وخرجت أحدا آخر. هنا لا أحد يزعجك, ولا يؤذيك, لكن الناس, كلها تلتصق بك"..

عندما صعد الجبل "صخرة الأكروبول" .."يصعده باحثا عنهم: عن آبائه الذين عرفهم أكثر مما عرف أباه" .. " كان يعرف أن زيارة مثل هذه ليست لاكتشاف الأمكنة, وانما لاعادة اكتشاف الذات . كيف يمكنه أن يهدأ, إذن؟"..

وفى "روما" لم يعد يذكر ذلك اليوم. حجر "الكوليزيو" وخرائبه هي التي ذكرته به.."ولم لا؟ فأحسن الذكريات هي التي نستعيدها في أماكن حدوثها الأولى". "المكان خلق للذكرى, لا, للإقامة فيه".

على أرض "عمان" . أدهشته الجبال وصمتها وصمت الكائنات كلها. فيقول: " هنا تحس نفسك في فضاء مسحور, حتى أن "مسقط" تبدو مدينة "غير واقعية"! وبرغم بساطة الطبيعة  تبدو العلاقات بين الناس شديدة التعقيد. أيكون ذلك بسبب المشهد ذي البعد الواحد؟ أم أن لغياب الطيور أثرا في ذلك؟ أما المحيط الذي يبدو هادئا"

 

 الليلة الأخيرة في القاهرة سرقته, يقول: "أنظر الناس أين وأنت أين/ وأنظر أسفل العين: بشر وغبار, تلك هي القاهرة التي ابتلعتك كما يبتلع البحر زائرا غرق فيه.