السبت 20 أبريل 2024 - 12:19 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الجنه بين احضان الكتب


أيمن باتع فهمى
الجمعة 22 نوفمبر 2019 05:06:36 صباحاً



ربماهذا التخيل الذي راود ساحر الحكايه عمنا بورخيس من قبل مازال يراودنا جميعا بما اننا ابناء قبيله واحده ممتده علي مر الزمان اقصد الذين ادركتهم حرفة الادب  ربما تخيلنا ماسبق وتخيله بورخيس النبيل الجنه التي فيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر علي قلب بشر ماهي الامكتبه كبيره ممتدة الارفف الي مالانهايه  وهنا اتذكر عمنا العقاد عندما كان يردد دائما ان الانسان يعيش حياه واحده والقاريء يعيش حيوات متعدده وحكايتي مع  المكتبه فيها من الطرافه والغرابه  حيث كانت اول مكتبه كونتها في منزل العائله وانا طفل صغير عباره عن قفص من الجريد هي كانت محاكاه لتصميم مكتبة ابي الدينيه والتراثيه ولكنها  كانت عباره عن مغامرات اللص الظريف ارسين لوبين وشيرلوك هولمز وطبعا ميكي وسمير وماجد وسعد وغيرها من المجلات التي كانت منتشره في اوائل الثمانينيات من القرن المنصرم وحتي مجلة الاذاعه والتليفزيون    التي تعرفت من خلالها الي الكبيرين سامي السلاموني و خيري شلبي الي ان وقع في يدي كتاب مايكل هارت الذي ترجمه انيس منصور العظماء مئه ومن هنا حدث ا لتحول حيث ادركت مدي شغفي بالتاريخ والأدب فقرأت  علي ادهم ورواياته التاريخيه المختلفه وكذلك جورجي زيدان وعلي احمد باكثير ومن سلطان الظلام وحمار الحكيم ومعظم كتابات عمنا خالد الذكر توفيق الحكيم تسلمني نجيب محفوظ وبدوره سلمني ليوسف ادريس ويوسف السباعي ويحي حقي وسلسله كامله بعنوان الادب العالمي للناشين وصولا الي ترجمات سامي الدروبي وابوبكر يوسف لكل روائع الادب الروسي ...عندما دخلت جدتي الحجره ذات يوم ورأت القفص الجريد وقد تحول الي كراتين واقفاص قالت لي تعال ورائي وذهبنا الي المطبخ وافرغنا بعض المحتويات التي كانت في قلب نملية المطبخ وهي مجموعة ملاعق واكواب واواني وضعتها جدتي في مطبقية صغيره وقالت لي اجمد وانت شايل وحملت معي النمليه الي حجرتي اذكر انه رغم ثقل النمليه الا ان السعاده جعلتني اشعر اني احمل ريشة بين يدي وافرغنا كل محتويات الكراتين داخل النمليه التي ظلت تزداد بفضل عمنا مدبولي الذي اشتريت منه مئات الكتب ....في النقل وهدم وبناء البيت فقدت العشرات من الكتب وبعد الزواج خصصت للمكتبه حجره صغيره لكنها اي الكتب ومع الوقت ظلت تتوغل الي ان ملأت الشقه ففي حجرة النوم تجدها في الدولاب وعلي الكومدينو وفي المطبخ وعلي الثلاجه وظلت تتمدد الي ان وصلت الي طاولة السفره والنيش وفي قاعات الجلوس وحتي لاتخرج من الشقه وبعد الاربعين قررت بداية رحله مع قراءة الكتاب الالكتروني الذي يتم تحميله علي شكل (بي دي اف) وهي فكره جيده قللت الشراء الي حد كبير ولكنها اثرت علي العين والابصار وتركت في القلب حنين دائم الي الامساك بتلابيب الكتاب