اثبت الشعب المصرى انه الشرعية الحقيقية التى غفل عنها د.مرسى ، فالشعب سيد قراره  هو القائد الاعلى للقوات المسلحة بأمره يتحرك الجيش وهو رئيس المجلس الاعلى للشرطة بأمره تتحرك قوات الشرطة ، وبأمره تسحب الثقة من أى رئيس ، لقد ابهر الشعب المصرى وشباب مصر العالم للمرة الثانية بقدرته وبسلميته وبتحركه فى شوارع مصر بالملايين ، لقد صالح الشعب المصرى نفسه بنفسه من خلال عودة الشرطة لشعبها لتكون فى خدمة الشعب ، ومن خلال عودة القوات المسلحة لشعبها لتؤكد وقوفها الى جانب الشعب حماية له وحماية للأمن القومى دون رغبة فى ان تكون طرفاً فى العمل السياسى او الحكم ، ومن خلال عودة القضاء العادل لأقدم دولة قانون فى تاريخ العالم ، وليعود الاعلام ليعبر عن الشعب المصرى ، وليعود الازهر والكنيسة للمشاركة فى التنمية والوحدة بين نسيج ابناء الشعب المصرى ، ان 30 يونيو وما بعدها هى نفس اجواء 25 يناير 2011 ، ولكنها اقوى منها لكم العدد الذى انضم اليها ولمباركة كافة المؤسسات لها ، لابد من السعى لأن تكون مصر لكل  المصريين والا تكون حكراً على فئة دون الاخرى ، والا يكون هناك مجالاً لتصفية الحسابات ، لابد من السعى  للمستقبل ولبناء الوطن دون اقصاء لاى طرف دون الاخر.

ان شعب مصر يسطر تاريخ مستقبله ضمن سلسلة الحضارة المصرية ، وستظل مصر واهلها فى امان للابد ، فهم واهليهم فى رباط الى يوم الدين ، كما ان مصر ستظل ان شاء الله امنه بقول الله عز وجل " ادخلوا مصر انشاء الله امنين " ، ليحمى الله مصر وشعبها بكافة طوائفهم وانتمأتهم وليحقن دماء المصريين وليوحد صفهم على قلب رجل واحد حتى تنتهى حالة الانقسام الحالية وحتى يعود كلا منا الى صفه فى خدمة الوطن، مصر تحتاج الى كل ابنائها ، وتحتاج ان تكون افضل مما هى عليه الان ، ولن يتحقق ذلك الا يتنفيذ شعار الثورة وهو ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية ) ، لكن اخطاء النظام الحاكم والتى اعترف بها د.مرسى فى خطابه الاخير اعادت مصر للوراء سنوات  وهذا ليس عيباً فى شخصيته بقدر ما كان عيباً فى ادارته وعدم احتضانه للشعب وعدم استجابته للاصلاحات السريعة وعدم اتعاظه ممن سبقه باستخفافه من كافة مؤسسات الدولة والشعب فى خطابة قبل الاخير ، وعناده المستمر حتى خطابه الاخير ، لقد استمرت مصر فى انحدار من سىء لاسواء، ولم يراعى ذلك ولم يراعى الدماء التى تتساقط من الطرفين وادعى عدم تمسكه بالكرسى ، لابد من الانتقال لمرحلة جديدة يتم فيها استيعاب شباب الثورة وكافة القوى السياسية بما فيهم القوى الاسلامية و الاستفادة بخبرة السنوات التى تلت ثورة 25 يناير حتى الان ، وان يتم البناء على اسس واضحه المعالم بمشاركة الجميع ، فمصر دولة اسلامية والقاهرة هى بلد الاف مأذنة ، والاسلام فى مصر اكبر من ان يتم استيعابه فى جماعة ومصر اكبر من ان تتحكم فيها طائفة بعينها، فما يحدث وما سيحدث اعاد الشعب لحكم مصر مرة اخرى فهو من يمنح الشرعية وهو من بيده سحب الشرعية ، وسيفكر اى حاكم قادم مائة مرة قبيل اتخاذ اى قرار ضد الشعب , لينصر الله مصر وشعبها وليرحم الله شهدائها من كافه الاطراف  .