الثلاثاء 07 مايو 2024 - 04:20 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

يوميات مسرحجى – نحن والمسرح


اشرف عتريس
الاثنين 23 ديسمبر 2019 07:29:59 صباحاً



لابد من صيغة جديدة

يعلم الله أننا نخلص أكثر من المحترفين لهذا المعشوق الأوح ونري العالم من خلال خشبة الحياة بالأزياء والاضاءة والصورة والانفعال والحركة التى تكشف لنا الفرق بين الثابت والمتحول فى علاقات البشر من حولنا.

أعتقد ان الموضوع جد خطير وشائك والخوض فيه سوف يواجهنى بالمسرحيين وتقديمى لمحاكمة رغم اننى أحبهم جميعا – فليكن هذا وعلى الله أجر إجتهادى..

بداية:

نحن مع كل حراك مسرحى يفيد ويقود ويؤدى ولن نختلف كثيرا حول قيمة المسرح ومايقدمه من مفاهيم تدعم وجهات نظرنا فى الحياة عموما..

وبعيدا عن المصطلحات المرنة والمطاطية والتعبيرات والاراء النقدية التى قلما يفيد منها المسرح والحركة المسرحية فى مصر والوطن العرب والتي تعد المصدر الرسمى فى تخريج نجوم المسرح فى كل الحقب الزمنية فى تاريخ مصر المسرحى والمسرح العربى المعاصر.

لنا أن نتساءل دون نكران..

متى يحق لمجموعة من شباب المخرجين بتقديم عروض مبهرة وقوية وحاشدة لجموع بشرية على الخشبة فى تجارب خاصة به بعيدا عن المؤسسات الثقافية بطول وعرض الوطن العربى ..؟؟

فنجد الاجابة صادمة فى ظل عدة موانع منها التابوهات وعدم طرح افكارهم للمناقشة وتصاريح أمنية تعد من رابع المستحيلات..

هذه أزمة حقيقية من أزمات المسرحيين فى مصر يعانى منها الجميع والأمر لايختلف كثيرا فى العراق وسوريا ولبنان وبلاد المغرب العربى..

ان دور المؤسسات الثقافية فى بلادنا لا يتناسب واحلام الجيل الجديد فى تقديم عروض مسرحية تطرح أفكارهم وما يؤمنون به

دون مباشرة أو سذاجة أو تكليفات بعروض مسرحية فى مناسبات مختلفة سواء وطنية ، اجتماعية ، دينية لاتقود ولا تؤدى

فلا نجد خشبات للعرض مجهزة ولا الساحات والميادين والقاعات تكفى بالغرض النبيلولن نتغافل عن الدعم المادى القليل لانتاج العروض فى صورة تليق فنيا بتقديمها.

أما كلمة (توظيف التراث) فهى إشكالية أخرى فى مسرحنا المصرى و العرب فهي كلمة صادمة للجميع أحيانا يراد بها الباطل بين ايدينا ومن خلفنا

هذه العلاقة الشائكة بين المسرح والتراث سواء بالكتابة وهى حرفتى أو الاخراج وهى لآصدقائىايضا لاتعنى بالضرورة الجمود والوقوف عند عتبات التاريخ والموروث وكل ماهو ماضوى.

فهى مثل فكرة (المعارضة ) فى الشعرالعربى مثلا ويمكن الاختلاف مع كل ماجاء المهم المعالجة والكتابة والرؤية ووجهة النظر

ولن يحل الكاتب محل الداعية السلفى خاصة فى الفن والابداع الذى يعنى الابتكار والاتيان بما هو جديد (تعريف قاموسى)

لذلك يكون اللجوء الى كل ماهو موروث لمناقشته بشكل فرجوى على الخشبة وطرحه فنيا بلا خطابة أو مباشرة تقتل المتعة وتصيب الجميع بالملل والسخط.

الفن ليس مرآة للواقع فقط، بل مطرقة تعيد تشكيله هكذا تعلمنا (من يجيد لعبة المسرح ويعشقها لاينساها)

نعم هى لعبة الحياة الحقيقية على الخشبة التى يراهامرآة لواقع معيش أو يراد تحققهويقوم الممثل بتجسيد كل هذه الانفعالات والمشاعر والشخصيات وتكويناتهاالنفسية والاجتماعية والثقافية والبيئية عبر العصور والأزمنة.

فلنعترف انها لعبة خطيرة قلما يلعبها شباب المسرح عموما فى مصر والوطن العربى وهو ما يشغلنا دائمافي محاولة تدوير ما نملكه ونتوارثه من كنز عظيم لا نعرف قيمته ولم نجرؤ علىفك مغاليقه حتى الان لا اعلم السبب ولا اعرف سبيلا غير الاعلان والصراخ بصوت عال فى كل مناسبةوكل محفل مسرحى ومهرجان احضره وأهمس بين اصدقائي .

 –لماذا لا نهتم – لماذا لا نناقش – لماذا لا نكشف هذا الصمت المقيت

من يقترب من التراث الشفاهى والمخطوط والمدون خاصةفي مجا ل (ابو الفنون ) ذلك الرائع المبهر المقدس يقابل بالتجاهل أو الهجوم الشديد لا اعلم أيضا – حاولت التفسير وفشلت

ومع ذلك نجد من يحاول جاهداً فى صنع مسرحا بلا انتاج بلا ديكورات بلا امكانات فنية ضرورية وهذا نوع من الاستشهادوتقديم لمسرح فقير فى بلاد ليست فقيرة ماديا

وقد يكون الفقر فكريا بلا ابداع ولا جرأة وهذه حقيقة اخرى..انا أرى ان المسرح الحر ، المسرح المستقل ، المسرح التفاعلى ، المسرح الفقير ، مسرح الشارع ، مسرح الجرن ،مسرح المقهى ، مسرح القاعة ، مسرح الغرفة ..الخ

(ماهى إلا أسماء سميتموها)

قد أطلت عليكم كثيرا

 فعذرا هذه هى همومى المسرحية التى لا تنتهى أبداً

وأعتبرها يوميات مسرحجى أبوح بها معكم أيها الأحباء فى موضع النظارةلكن الجرح غائر وهمومنا المسرحية التى تشغلنا حد القلق لا تنتهى

هذه وجهة نظرى وهذا رأيى

المجد للمسرح فى اى مكان .. تحت أى مسمى

المجد لمن يصنع النجوم – ذلك الرائع الجمهور

 الذي يدرك قيمة المسرح أكثر منا اذا كان المنتج حقيقيا والسلعة الفنية ذات قيمةبالفعل