كأنه حدث اليوم ..نعم اليوم لا سنوات عدت والا أحداث مرت والسنوات مرت من العمر هاربة  عابرة تاركة  حب يزداد وشروق لا يمكن محوه حب الشباب يدوم ها أنا أغادر بالسفر انا وبعض الزميلات والصديقات خريجات دار العلوم عام 1978 ..مغامرات متحديين خوف الاهل والأقارب.

حضر الأهل والأصدقاء  ننتظر نداء الاستعداد لقيام الطائرة إلى سلطنة عمان .. كيف أعيش بعيدة عن وطنى ومواطنى واسرتى الصغيرة عن .اختى وصديقتي عائشة أمنا الحنون بعد وفاة أمى

نعم أردت الاعتماد على الذات انا ومجموعة من الزميلات

لم أكن أعرف الكثير عن سلطنة عمان - نحن فى عام-1978 لا ميديا ولا برامج وثائقية أو افلام تسجيلية كل ما عرفته عن سلطنة عمان ما كتب فى أطلس قيم فاخر فى طباعته - وزع عليا ونحن طلبة فى المرحلة الثانوية-انظ  من نافذة الطائرة عند إعلان قائد الطائرة اننافوق المجال الجوى للسلطنة

كلنى الفضول نظرت من النافذة شهدت المدينة ولأول مرة أشاهد الجبال مرتفعةأ

انتقلت فى طابور لإنهاء إجراءات الجمارك ..بجوار طابور من السيدات محتشمات فى ملابسهن ..أجسادهن رشيقة . خرجت من المطار انتظرنا مندوب من وزارة التربية ..فى استقبلنا بدأ مرحبا بنا أزال عنا رهبة الغربة ..والقلق انتم فى بلدكم سنذهب إلى سكن المدرسات..سكن المدرسات...من مطار السيب إلى سكن الدرسات كنت أنا ومن معى فى صمت .بعد ثلث ساعة تقريباوصلنا إلى السكن..نلمس مساكن قليلة ..الطريق لايوجد مطبات أو حفر ..نأمل الدورات وبعض  الجرة موجودة بينما تحتل الجبال الخلفية لا تتركك ابدا مسقط ينطق بعض سكانها مسكت انا عبارة عن وادى كبير بين الجبال.

الجو حار لكنه محتمل بفعل التكييف القوة من السيارة الدفع الرباعى

. نصل للسكن الذى عبارة عن مستطيل ناقص ضلع يتكون من أربعين غرفة لإقامة الدرسات واستراحتين

الوقت يمر ببطء شديد.

فى المساء خرجنا مع بعض الزملاء الطريق سريع المرور فى كل مكان .عرفت أننا فى منطقة روى منطقة وسط المدينة ..ماهذا كى السيارات تقف لماذا؟ تضحك صديقتى قابلة أنها تقف لنا .الأولوية لمن يجتاز الطريق هذه قاعدة لم تتغير عبر الست سنوات التى قضيتها فى عمان البلد الذى أحببته فى شبابى  وظلت ذكرياته الجامع الكبير على اليمين قبل الدخول لمنطقة روى ..سوبر ماركت فرتريد وهذه البرودة المنعشة سوبر ماركت صابر فى الحرية ملتقى المصريين الباحثين عن البضائع المصرية. .  .

كنت محظوظة عندما تم التحاق بمدرسة الزهراء الثانوية هى مدرسة  نموذجية قريبة من منزل والدة السلطان قابوس التى كانت ترسل لنا صوان ممتلئة بالفروت سلاط وكذلك اطباق الحلوى العمانية الشهيرة عالميا كل وانسي اي دايت.

 كانت البنات على درجة كبيرة من الوعى والاجتهاد..وحرصت السلطنة على تحديث التعليم بالمناهج غير تقليدية تعتمد على الاطلاع والبحث والكشف عن الملكات الإبداعية للطالبات ..

فى مدرسة الزهراء تعرفت على المجتمع العمانى المحب للتعليم واسترداك المرأة العمانية ما فاته من فرص التعلم فكانت فصول محو الأمية ..كانت المرأة العمانية ترى أولادها بنفسها ترسل أولادها للمدرسة وتذهب هى الأخرى إلى فصول محو الأمية

حرص النظام التعليمى فى عمان أن يربط الإنسان العمانى بتراث ومستقبله ثمة رحلات إلى القلاع والآثار العمانية ترث الأسر العمانية القاطنين فى مسقط العودة إلى الداخل لقضاء الإجازات مع أهلهمأو حيانهم كما يقول العمانيون.

لا تملك إلا أن تحب هذا الشعب الطيب الذى يرحب بكل من يأتى إلى السلطنة ..عمان هذ ا البلد الذى تجرى الفصحى على لسان أبنائه فى سلاسة ويسر نتيجة التعليم الدينى فى قرى الداخل .سلطنة عمان بلد زراعى بامتياز ففيها نظام من الأفلاج الجارية بالماء عبر القرى وهو نظام موارد من مات السنين ..ما أجمل سمائل المدينة الوديعة الهادئة وما تتمتع به من جمال الطبيعة والخضر ة ..

فى أحد خطب السلطان الراحل قابوس قال سنبدأ من حيث انتهى الآخرون. .لم تكن مجرد كلمة اهتمت السلطنة  كانت أول مظاهر التحديث هو الكورال الأوبرا النسائي .مسارح وافلام تسجيلي  مسابقات دولية وزارة التراث العمانى تهتم بالتراث وتحتفظ المخطوطات وتحقيقها وعرضها

 سلطنة عمان بلد سياحى أعتقد أن الجبل الأخضر ومحافظة ظفار وبهاء ونزول  وسوق مطرح والأسواق فى ولايات الداخل.

عشت ست سنوات نردد فيها النشيد الوطنى يا رب أحفظ لنا جلالة السلطان  ... أحببت سلطنةعمان فى شبابى وها أنا أذكرها بعد أكثر من ثلاثين عاما من عودته إلى وطن مصر يتنازعنى الحنين أنها سنوات من العمر ..وللحديث بقية.