الأربعاء 08 مايو 2024 - 03:24 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

البابلومانيا وظاهرة معرض الكتاب الدولى فى مصر


اشرف عتريس
الثلاثاء 28 يناير 2020 10:42:02 صباحاً



 

 

منذ أن طرأت فكرة إقامة معرض للكتاب وتبناها وزير الثقافة فى أواخرالستينيات (1969) الدكتور ثروت عكاشة ونفذت بوعى الدكتورة سهير القلماو رئيس المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر هذا الحلم الذى كان يشغل البعض وكان الهدف الأسمى هو اتاحة فرصة الكتاب ونشره لكل طبقات الشعب الذى عرف التعليم فى عهد ثورة يوليو وخلق (الطبقة البرجوازية ) التى تحرك دائما المجتمعات نحو التنمية والنهضة وبناء العقول ولهذا كانت البداية طموحة إلى حد كبير خاصة بعد دعوة خمسة دول وحوالى مائة ناشر وبعض مؤسسات الدولة منها الارشاد والتعليم

لم يقتصر دور المعرض على عرض الكتب في فروع المعرفة المختلفة، من مصر والدول العربية والأجنبية المشاركة، بل تحول إلى مناسبة ثقافية كبرى يشارك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقى فكرى وثقافي يوميا حتى انتهاء مدة المعرض  فى ( أرض المعارض بالجزيرة ) قبل نقلها الى مدينة نصر

ومرت الذكرى  الذهبية (50 عام) العام الفائت و هذا العُرس الكبير الذى يقام سنويا فى يناير تحديدا  يتم نقله مؤخرا الى أرض المعارض الدولية ( المنارة ) بالتجمع الخامس بين مؤيد ومعارض لفكرة النقل والرهان حول نجاحه وذهاب الجمهور اليه

وللحق نقول أن  بتاريخ المعرض تتم ندوات وحلقات نقاشية ولقاءات مفتوحة مع الجمهور ورموز الأدب والفن والثقافة وهموم المثقفين والناشرين وسوق الكتاب والطباعة و... الخ .. وسوف يزيد هذا بالطبع وخاصة ان المعرض فى دورته الجديدة يتخذ اسم الراحل العظيم دكتور جمال حمدان شخصية له واعماله محور اساسى للنقاش فى جلسات تطول كى نفيد منها جميعا ً..

فى هذا العام  يناير 2020 سوف تطرح بعض الافكار حول أهمية الكتاب الورقى فى مقابل رواج الكتاب الالكترونى ومواقع اصبحت متخصصة ويزداد عددها يوما بعد يوم  لذا عقدت بعض الندوات مع الادباء والمفكرين وأصحاب دور النشر حول تلك الاشكالية وهناك من أنتصر لدور الكتاب الورقى وضرورة دعمه من الدولة بكل مؤسساتها التعليمية ( الجامعات ) والثقافية ( الوزارة )  وأنا أرى أن مشاكل وهموم دور النشر التى  تنحصر فى غلاء سعر الورق والأحبار والعمالة وتأجير الصالات فى المعرض أثناء الاحتفالية هى الأحق بالمناقشة وفتح نوافذ جديدة للتسويق دولياً ومشاركة ( هيئة الكتاب) فى المعارض الدولية باصدارات نشر عام وخاص ..

نعم – دور النشر الخاصة التى تشارك فى معارض دولية لا يمكن التخلى عنها فى مواجهة سوق (المنتج الثقافى ) واعتباره سلعة دون تدخل ودعم حكومى أيضا .

هذه ليست بدعة يفزع لها أصحاب الرؤية النيوليبرالية الجديدة فى مصر ونخاف من

نتائجها – بل العكس – نحن كما نروج للكتاب محليا يجب السعى نحو السوق العالمية للكتاب واعتباره  (سلعة للتصدير ) أيضا ..

كنا العام الماضى يناير 2019 سألنا ( لماذا لايقرأ المصريون) وكانت الإجابة صادمة حيث البعد الاقتصادى والازمة الطاحنة التى تمر بها الأسرة المصرية وقلة المورد والدخل أسباب فى قلة القراءة لدى شعب يحسب له تاريخيا أصل العلم والبرديات تشهد وجدران المعابد التى رآها العالم كله ولا يستطيع نكرانه ..

وهانحن نعيد نفس السؤال  - نعم  فى يناير 2020  يتقافز نفس السؤال الى الذهنية المصرية المبدعة ويقلق  جموع الأدباء والمفكرين نحو هذا التشكيك فى ذائقة الشعب المصرى وضيوفه من الدول العربية والقارئ العربى بشكل عام ويتكرر نفس السؤال  بنفس المعنى والمغزى والغرض ( لماذا لايقرأ العرب ما ينتجون وثقافات اخرى ) خاصة

فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة للجميع وعلينا مادمنا نواجه أنفسنا بالحقيقة وان كانت موجعة ايجاد حلول جذرية لتلك الاشكالية التى  مفادها (بناء الانسان) فى وطننا العربى  والمصرى على وجه الخصوص كى لا نتهم بعدم تجديد الفكر ومتابعة كل الاطروحات البحثية والانتاج الابداعى والادبى فى القصة والرواية والمسرح وأدب الطفل الذى بات هو الحل الامثل والانموذج لصناعة (رؤية مستقبلية ) بيد الجيل الجديد الذى لا يعرف  أهمية الكتاب وان تكون له ( احتفالية ) بداية كل عام ميلادى ..

نحن فى حاجة الى تضافر الجهود من مؤسسات وأفراد ورواد كى يستمر المعرض فى مصر وبلاد الوطن العربى وطبع الكتاب وإقبال الجمهور للشراء وضرورة الاقتناءوالهوس بالكتب والسعى نحو ( بابلومانيا ) التى تعد ظاهرة صحية جدا فى مجتمع يسعى نحو مواكبة العالم فى كل شئ بدء من الكتاب حتى مفردات الثقافة الرقمية بكافة أشكالها بالتالى من ثم نشر الابحاث العلمية والابداعات الفنية وترويج كل منتج ثقافى جيد .

هكذا تؤسس الشعوب وتطور من أفكارها بغية البقاء والمنافسة فى عالم الانسانية المبدعة فى كل مجال يحتوى الاخر ويتعايش معه بلا تحيز ولا تمييز ولا عنصرية برفض كل ماهو عقيم وظلامى يدفع نحو الجحيم ..

نحن نعشق المعرفة ونحترم التجربة ونطور من أدواتنا ومفاهيم تقبل التغيير بلا نزعة التقليد والشكلانية والمظهرية التى لاتقود ولا تؤدى

تلك كانت رغبتنا ورغبة (رواد ) المعرض فى هذا الوطنلانملك جنسية بديلة له ولا نريد    الذي

هكذا أفهم  ،، هكذا آمنت ولم أزل مؤمناً بهذا ولا أملك غير التفكير الحر الذى يؤمن بالغد والوطنإلى أبعد مدى يمكن تصوره فى ظل هذا العالم الذى يرتقى بالمعرفة المعرفة فقط  - لاشك فى هذا – إطلاقا.   ..