الاثنين 13 مايو 2024 - 11:48 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

د. حنان طاهر تكتب: مصرية وأفتخر.. أرواحنا أصبحت غالية


د.حنان طاهر
الأربعاء 05 فبراير 2020 04:27:19 صباحاً



من كان يتصور أن يأتي يوم لا يكون فيه المصري والمصرية كما مهملا ، مثلما اعتدنا على مر الأزمان والعصور،فمنذ تولي  الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام متصبه الى على نفسه حماية حقوق المصريين وكرامتهم في الداخل والخارج،  لم يعد المصرية يشعر بالاهانة أو الدونية في أي مكان على الخريطة..  بل أصبح يحس أنه من أرقى شعوب الأرض.

قبل ساعات عاد المصريون الذين كانوا مختطفين في اليمن ، ولنقارن بين ما كان يحدث في الماضي وما يجري حاليا، من حقنا أن نقارن، بل من واجبنا أن نعيد النظر إلى ما كنا فيه، وما أصبحنا عليه.

حادثان مأساويان وقعا في عهود سابقة، يكشفان عن أوضاع كارثية كنا نعيشها، قبل أن ينعم الله علينا برئيس إنسان، يخشى الله، ويشعر بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه، وينظر إلى المستقبل.. مستقبل الوطن، لا مستقبل عائلته، ويستهدف المصلحة العامة، لا المصلحة الخاصة.

هذان الحادثان المأساويان يقابلهما حدثان مهمان في حياة المصريين.. وقعا منذ أيام قلائل.. الأول هو قرب التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة.. والثاني إجلاء المصريين من مدينة "ووهان" الصينية؛ لإنقاذهم من جحيم فيروس "كورونا".

ولنستعرض التفاصيل.. في يوم أسود هو يوم 20 فبراير 2002 م.. وقبيل ساعات قليلة من صلاة عيد الأضحى، كان القطار 832، يطوي المسافات، محملا بـ "الغلابة" المتطلعين لقضاء عيد سعيد مع أسرهم وأهلهم في الصعيد، ومع دقات الثانية صباحا، كانت النار قد فاجأت ركاب القطار المنكوب، وغالبيتهم مستسلمون للنعاس، فالتهمت 7 عربات دفعة واحدة، عند منطقة البرغوثي بالعياط..

اعتُبرت حادثة قطار الصعيد، التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين مسافرًا، الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية أي منذ أكثر من 150 عامًا.

الحادثة الثانية، التي أستشهد بها هنا، وأستخرج منها بعض المعاني المهمة، هي كارثة عبارة "السلام 98" التي غرقت يوم الخميس 4 محرم 1427هـ.. 3 فبراير 2006 م، في البحر الأحمر، وهي في طريقها من ضبا السعودية إلى سفاجا.

كانت السفينة تحمل 1312 مسافرًا، معظمهم مصريون، كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضاً 220 سيارة على متنها.

اختفت عبارة السلام 98 على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر، وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة عن أن حريقاً نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة.. وغرق معظم الركاب الأبرياء في مياه البحر الأحمر.

ولن نتوقف طويلا أمام مأساة السفينة "سالم إكسبريس"، التي تعرضت للغرق في 15 ديسمبر 1991 بالقرب من ميناء سفاجا البحري، وكانت قادمة من ميناء جدة السعودي، جراء اصطدامها بحقل شعاب مرجانية ضخم أدى لدخول المياه إلى السفينة وراح ضحيتها 476 شخصًا.

كم من كارثة ضربت أحد البلدان الأجنبية، ولم يسأل أحد عن المصريين المقيمين بها، ولم يتدخل أحد لإنقاذهم ودعمهم وسط المخاطر المحدقة بهم، في الوقت الذي كانت فيه باقي الدول تطمئن على رعاياها؛ واحدًا واحدًا.

على النقيض تمامًا، من الأوضاع الحياتية الصعبة التي عاشها المصريون من قبل.. جاء تصرف القيادة السياسية الآن، رائعًا، ويبعث على الفخر، ويدعونا لأن نرفع رءوسنا عالية، في اعتزاز شديد.. موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من أزمة سد النهضة.. الرجل العظيم رفض النصائح التي كانت تترى، باللجوء إلى استخدام القوة، ومصر قادرة وقوية، وألزم نفسه، طواعية، بالسلام، وحماية مقدرات الشعبين المصري والإثيوبي.. دعم الاتجاه نحو التنمية في الدولة الإفريقية الشقيقة، ولم يفرط، لحظة، في حقوق بلاده.. وهكذا يكون الزعيم.. وهكذا كان الخيار الصعب.. فما أسهل افتعال حرب، تروح نتيجتها مئات الألوف من الأرواح.. وتتوقف التنمية في بلدين مهمين قائدين في القارة السمراء.. وما أصعب السيطرة على مشاعر الغضب.. إنها القوة، وهذا هو الشديد الذي أخبرنا به نبينا، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، قائلا: "ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

الموقف الثاني، قراره السريع باتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة المصريين من مدينة "ووهان" الصينية الموبوءة.. عشرات المصريين، أنقذهم هذا القرار.. وهذا هو فكر القائد.. لا يحسب حسابًا لتكلفة إنقاذ أصغر شخص ما دام مصريًّا، حتى لو كان في أقصى الأرض.

أليس من حقي الآن أن أفخر وأقول: "مصرية وأفتخر"؟! حقًّا لقد أصبحنا نشعر بعلو قيمتنا، وقيمة أرواحنا.. شكرًا سيادة الرئيس