وداعا الزعيم لينين
عندما سئل عن سبب تسميته بهذا الاسم قال انه تيمنا بالزعيم الشيوعي الروسي لينين، ولم يغير اسمه بل اعتز به، كان ابوه صحفي شيوعي وامه من كوادر الحركة الشيوعية، ولكن الزعيم لينين الرملي تربع علي عرش الكوميديا
كلما وجدت عملا مسرحيا لزعيم لينين الرملي تأكدت انه عملا شديد الاضحاك ، شديد الرقي، شديد الفلسفة، عملا لا يعتمد في الاضحاك علي كوميديا الحركة او استغلال شكل الممثل، بل بكوميديا عميقة تعتمد علي الكلمة والموقف، مع بعدا فلسفيا يجعل المتفرج يخرج من العرض وقد حصل علي جرعة مكثفة من الضحك والامتاع العقلي
كان الرملي اذا كتب، اتعب من حوله، من مخرجين وممثلين، فالرجل يكتب كتابة جادة يغلفها بالضحك، فيحتاج الي مخرجين وممثلين قادرين علي استيعاب فلسفته، لذلك تصادق وتزامل مع الفنان محمد صبحي ، الذي اخرج ومثل العديد من اعماله، في ثنائي رائع، استطاع اان يوصلا المسرح كرسالة، ورسائل المسرح ، بشكل جاد ممتع دون تكلف
وفي السينما كتب لينين الرملي عدد من الأعمال كان اهمها من وجهه نظري فيلم البداية، وهو فيلم كتب وانتج في فترة سياسية مهمة، ولكنه بطريقة ما استطاع ان يمرر الفيلم من اسفل أنوف الجميع ، ليصبح ايقونة سينمائية ، وكانه يكتب بتيار الوعي، نفس التيار الذي كتب به نجيب محفوظ ثرثرة علي النيل أو ميرامار .
فقدنا مثقفا رائعا، وكاتبا قلما يتكرر، لم يكن الرملي محبا للصخب، فلم نجد له تصريحا او تلميحا نحو زميلا له او فنانا، ولم يدخل في معركة مع احد، بل تفرغ فقط للكتابة، كمثال للمبدع الحق، البعيد تماما عن تلك الترهات، ويترك نفسه لأوراقه واقلامه وفنجان قهوته وفقط.
لن نودعك يا لينين بل سننحت لك تمثالا من اقلامك واوراقك
لن نودعك يا لينين بل سنضحك معك كما اضحكتنا
سلاما حتي نلتقي
