الثلاثاء 14 مايو 2024 - 05:32 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

الخطاب الثقافي الجديد


د. السيد نجم
الأحد 16 فبراير 2020 12:40:38 صباحاً



 

 

مطلع القرن الواحد والعشرين، يحمل في جعبته الملامح نفسها (فكريا) لمطلع القرن العشرين!

منذ قرن مضى، تطلع الشرق العربي إلى الغرب فكريا وحضاريا، فكان التنويريون والسلفيون.. مدرستان للتعبير عن موقف المثقف نحو هذا التوجه الجديد.

ذاك الذي انقسم فيه جماعة المثقفين ما بين قبول كامل لمعطيات الغرب، وآخر رفض كامل لتلك المعطيات، وربما ثالث –قلة قليلة- أخذت بالوسطية. أي أخذ العلم والمعطيات الحضارية الجديدة من الغرب، مع التمسك بمعطيات التراث العربي الفكرية.

ومع بداية القرن الجديد، تبدو القضية متجددة: قضية "الهوية" و"أنا والآخر".. في مقابل المعطيات الحضارية الجديدة، من هيمنة التكنولوجيا الرقمية وثورة الاتصالات والمعلوماتية، فضلا عن ثورات العلوم "الجينية والفيزيائية، وغيرهما.

لعل مفاهيم عامة حول "الهوية" تكاد أن تبدو متفق عليها، الجديد أن بدت بعض المتغيرات وتأكدت مع القرن الجديد.. ان برزت حادثة تأثر الغرب بمعطيات الشرق، منها: المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" أشهر إسلامه، وعندما اصر البعض على ان يكون اسمة "رجاء" ، وهو ما استنكره "جارودية" قائلا بأن العروبة "قمقم" بينما الإسلام "مارد"..

 وحدث أن ترجم "جاك بيرك" القرآن.. عندما سئل عن سبب ترجمته للقرآن، أفاد بأن إحدى دور النشر طلبت منه ذلك مقابل مبلغا كبيرا من المال، فترجمه في أقل من عام! وان صدق فهناك معنى غير مرفوض أن دور النشر تسعي للتعرف على دين الاسلام، وان اراد هو رفع تلك الصفة عنه لأسباب خاصة.

وتلاحظ في حوار منشور  ل"اللاوندي" مع القاص المغربي "أحمد المدينى". وقد أفاد "المدني" بأن الأدب هو ابن لغته، وبالتالي فكل ما أبدعه الكتاب العرب الفرانكفونيون من أدب أو فكر، هو إضافة للأدب الفرنسي، وليس للأدب العربي".. وبالتالي تصبح اللغة والهوية جسدا واحدا. وان كانت هناك أراء أخرى "د.أسامة نبيل" الذي يرى أن الأدب الفرانكفوني ليس أدبا عربيا، إلا أنه أيضا عربيا مقرؤا بالفرنسية!

أما القضية الجديدة، فهي قضايا الترجمة، ودورها في إزكاء الهوية، من خلال علاقة الأنا والآخر. والسؤال: هل ما زلنا في مرحلة الترجمة من التراث الغربي؟ والى متى؟ وهل بدأت مرحلة التمثل؟

فقد أبرز الكاتب "أحمد لطفي السيد" بأن الإنتاج الفكري الغربي يمر بثلاث مراحل. المرحلة الأولى: هي الترجمة. والمرحلة الثانية: هي تمثل هذا التراث المنقول وتذويبه داخل الوجدان العربي.. ثم المرحلة الثالثة: وهى مرحلة الإبداع الحقيقي الذي يحمل سماتنا ويعكس خصوصيتنا الثقافية والفكرية والحضارية.

لعل القضية الجديدة والمرتبطة بالتقنيات الرقمية، هي تفاقم دور ووظيفة اللهجات . وهناك  آراء: رفض دراسة اللهجات أو الكتابة بها، وهو ما قال به د.طه حسين ود.لويس عوض (على الرغم أنه كتب رواية بالعامية المصرية).. الآخر هو الاهتمام بدراسة اللهجات وتوظيفها (قال بذلك "د. اسماعيل أمين" لأنها لغة الحياة..)

Ab_negm2014@yahoo.com