الثلاثاء 14 مايو 2024 - 06:12 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

شروع في نقد


أحمد عبد الرازق أبو العلا
الاثنين 24 فبراير 2020 08:39:44 صباحاً



أحلام فترة النقاهة

عبَّر( نجيب محفوظ)  عن سيره موته  في الحلم الأخير( 206) الذي كتبه قبل رحيله بساعات    وتلك الأحلام التي سماها ( أحلام فترة النقاهة)  عكست رؤيته الفلسفية والسياسية والاجتماعية ، وهي تدفعنا للتأمل والتفكير في أشياء كثيرة ، وبرغم انطلاقها من ذاته إلا أنها عبرت وتُعبر عن ذواتنا أيضا.                                           

سماها ( أحلام) ولم يسمها ( قصص ) أو ( قصص قصيرة جدا ) لأنها لا تستند إلي أدوات القصة الفنية  ، استنادا يُعطيها تلك الصفة.

   لجأ (نجيب محفوظ ) إلي تلك الكتابة المُكثفة ، عقب إصابته  ،بعد محاولة اغتياله  في يوم 14 أكتوبر عام 1994، بسكين متطرف تابع لجماعة الجهاد الإرهابية.                             

    بعد تلك الحادثة لم يستطع الكتابة  بنفس الطريقة التي كان يتبُعها ، فتوقف عن كتابه مقاله الأسبوعي ( وجهة نظر) في  جريدة الأهرام ، واستبدله بحوار مع الكاتب ( محمد سلماوي ) كان يُنشر - في نفس المكان - أسبوعيا.                                          

- ظل يكتب تلك الأحلام طوال تلك الفترة حتى قبيل رحيله بساعات.                   

 

    - ومن المُفارقة ، التي أراها جاءت عن قصد وتعمد ، أن محاولة اغتياله حدثت  في نفس الشهر الذي حصل فيه علي جائزة نوبل ، ولكن بعد مضي ست سنوات ( حصل عليها في 13 أكتوبر 1988)  وكاد اليوم أن يكون هو نفسه ( محاولة الاغتيال في 14 أكتوبر 1994) وكأن الإرهاب الأسود ، قصد ألا نحتفل  معه بذكري حصوله علي الجائزة.                             

 - لقد رأت جماعات التطرف والإرهاب ، أن قتل الرجل أصبح أمرا ضروريا بعد أن جدف وكفر  وأصبح زنديقا ، حين كتب روايته ( أولاد حارتنا ) - هكذا حكموا عليه ، وهكذا فسروا روايته - التي جاءت ضمن الأعمال التي حصل بسببها علي الجائزة  .                                    

  ذلك المُتطرف الذي طعنه بالسكين لم يقرأ الرواية ، ولم يعرفها حتى أكثرنا ، لأنها لم تُطبع في مصر ، وناشر أعماله لا يذكرها ضمن القائمة  استنادا إلي ذلك.                                   

 نُشرت- فقط -  في جريدة الأهرام يوميا في الفترة من 21 سبتمبر – 25 ديسمبر عام 1959 ، حين تحمس لنشرها (محمد حسنين هيكل ) رئيس تحرير الأهرام - في ذلك الوقت - وأثناء نشرها ، اعترضت عليها  هيئات دينية ومنها ( الأزهر)  ، فكان هذا الاعتراض سببا  لمنع نشرها بين دفتي كتاب ، لكنها نُشرت في بيروت عام 1967.                                                                  

   نجيب محفوظ نفسه لم يكن مع نشرها داخل مصر ، لأنه رجل مُسالم ، ولم يكن يريد الدخول في مشكلات مع تلك التيارات التي تتحدث باسم الدين ،  وبعد محاولة اغتياله نُشرت لأول مرة- بدون علمه -  في مصر كاملة في عدد خاص من أعداد ( جريدة الأهالي ) الصادرة عن حزب التجمع في أكتوبر 1994  ، وبعد رحيل ( محفوظ) نشرتها دار الشروق عام 2006

 - رحل نجيب محفوظ في الثلاثين من أغسطس عام 2006 ، بعد الحادثة باثني  عشر عاما  .. ورحيله لا يعني غيابه، لأن فكره وإبداعه كتبا له الخلود.