الخميس 02 مايو 2024 - 08:26 مساءً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

محمد جبريل ليس الأخير


زينب عيسي
الثلاثاء 10 مارس 2020 06:39:37 صباحاً



ليست المرة الأولي التي يطالب فيها المثقفون بإنقاذ عاجل لقامة فكرية كبيرة تصارع المرض لسنوات والمسئولين عن علاج  الكتاب "في واد آخر" ، فحتي صباح اليوم يصارع الكاتب الكبير والروائي الكبير محمد جبريل المرض الذي أقعده عن الحركة والحياة بشكل طبيعي وهو من رشحه كتاب مصر قبل سنوات لنيل جائزة نوبل في الآداب،  "جبريل"  عاش للجميع وتتلمذ علي يديه مئات الصحفيين  من خلال ندوته في جريدة المساء علي مدار 30 عاما  اليوم  يتالم  وحده، وهو الرجل صاحب النفس العفوف رفض  أن تعالجه دولة عربية وعن لسان رفيقة الدرب زوجته الناقدة الكبيرة المحترمة الدكتورة زينب العسال التي قالت  : "محدش سأل فى محمد جبريل وهيموت فى مصر ومش هنقبل أن أى دولة تقوم بعلاجه غير بلده، وبعد ان أستجابت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة الدكتور ابراهيم محلب  لنداءات المثقفين بضرورة علاجه علي نفقة الدولة وقررت تحمل جزء من العلاج بالخارج  ، لم ينفذ القرار بل تفاقم الوضع  وتدهورت حالته الصحية حيث  كان يعانى من آلام مبرحة في الظهر، أزال على أثرها الغضروف  وتعرض لخطأ طبي ساءت حالته بعدها .

محمد جبريل الذي نتحدث عن محنة مرضه  حتي فترة ليست ببعيدة لم يتوقف عن الكتابة والإبداع ،اتذكر في حديث تليفوني معه قال لي :الكتابة حياتي ويوم أن اتوقف عنها هو يوم موتي ،فلايهمني حالتي الصحية وحين امسك بالقلم تتلاشي كل آلامي ..جبريل  ابن الأسكندرية الذي عشق مدينة الإسكندر وظهرت بين سطور كل رواية وقصه كتبها وبالتحديد ثمانية عشر رواية كتب عن تاريخها وأساطيرها وازقتها التي تشبه بعضها وتميزها عن باقي شوارع مصر لم يزل شامخا وقويا رغم محنته لكن حقه علي بلده أن تسانده كقيمة أدبية أثرت المكتبة العربية بعشرات المؤلفات في كل صورها،كان آخرها مجموعته القصصية" مدار القلب " التي فازت بجائزة أفضل عمل في معرض الكتاب في دورته الاخيرة.

 ومشكلة علاج الأدباء ليست وليدة اليوم ومحنة محمد جبريل لن تكون الأخيرة ،  لكن هناك سلسلة من العذابات والآهات التي صاحبت وستصاحب  كل كاتب ، فكل عام يمرض بعض المثقفين دون أن يجدوا من يعالجهم ويتحمل نفقات ذلك العلاج في ظل ميزانية محدودة لاتحاد الكتاب الذي يعقد انتخابات التجديد النصفي هذه الأيام ونامل ان تتحقق مطالب بعض المرشحين لتامين علاج الكتاب حتي لايتعرضوا الي إستجداء الدولة والمسئولين عن ملف علاجهم فهذا حق أصيل لكل كاتب دون أن يدني من كرامته أو يضطر الي بيع عفش بيته أو الإستدانة من القريب والغريب ،ولنا أسوة ونموذج يدمي القلب لكتاب كثيرين صارعوا المرض وماتوا  بسبب  ضيق ذات اليد وتجاهل حالتهم الصحية ،آخرون عانوا منهم الكاتب الروائي طاهر البرمبالي،والشاعر والمترجم رفعت سلام الذي تعرض لمحنة الإصابة بمرض السرطان العام الماضي وناشد المثقفون وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم بسرعة التدخل لعلاجه ،هناك أيضا الشاعر الجنوبى محمود مغربى، والشاعر عبدالناصر علام، ، والناقد عبدالجواد خفاجى الذي توفي مؤخرا حيث أصيبب نزيف في المخ أثناء وجوده في القاهرة لتوقيع كتابه بمعرض الكتاب ولم يجد مستشفي يقبله الي أن توسط  عدد من الزملاء الصحفيين لنقله لمستشفي الهرم ووافته المنية هناك   .

 نحن لسنا بصدد  الحديث عن مسئولية  أطراف بعينها عن علاج الكتاب لأنه حق أصيل لايطلب  ، وقد استجابت الوزيرة ايناس عبد الدايم لطلب بعض المثقفينبعلاج الكاتب الكبير محمد جبريل اليوم وقد توجه الي أحدي المستشفيات ، وهو أمر جيد يحسب  للوزيرة المحترمة  ،  لكن لايصح أيضا أن ينتظر كل مبدع مناشدات المثقفين لوزارة الثقافة أو  للمسئولين للتدخل لانقاذه من شبح الموت ، لهذا  يجب أن يتم النظر في دعم ميزانية إتحاد الكتاب ، وان يكون  لوزارة الثقافة دور في  تنسيق الحالات التى تحتاج لعلاج على نفقة الدولة بشكل يحفظ للكتاب حقهم في العلاج دون ان يظهروا بمظهر المستجدي لحقه..