السبت 18 مايو 2024 - 06:44 صباحاً - القاهرة

     

 

 

               

 

  أحدث الأخبار

 

 

  الأكثر قراءة

 
 
 

ما أسباب تراجع الأغنية

  ازمة صوت

  ازمة كلمة

  ازمة لحن

  غياب دور الدولة في تبني أصوات جادة


نتائج

 

 
 
 

شروع في نقد


أحمد عبد الرازق أبو العلا
الأربعاء 11 مارس 2020 09:03:09 مساءً



 


الضمير الحي .. الضمير الميت

مشكلتنا الكُبرى تكمن  في غياب الضمير ، أو ما نسميه بموت الضمير.

كل شخص في الدولة من أكبر مسئول فيها إلي أصغر مواطن ، ينبغي أن يقوم بالعمل الصحيح ، لأن الإحساس الداخلي والفطري داخلنا ، يجعلنا نعرف ما هو الصواب ، وما هو الخطأ .
    - وبعيدا عن الأديان التي تؤكد علي أهمية المبادئ الأخلاقية التي تحكم سلوك الشخص وتوجه أفكاره ،
دع إحساسك الداخلي – الممثل للضمير- يدفعك نحو الصواب ، ويُبعدك عن الخطأ .. لأن الضمير نفسه – بمعناه العلمي- هو مجموعة تلك المبادئ الأخلاقية .
وبمعناه الاصطلاحي : هو ما تضمره في نفسك ، ويصعب الوقوف عليه.
فلا تجعل تصرفاتك تفضح ما يصعب الوقوف عليه ، وراقب كل ما تفعله ليكون ضميرك حيا ، وليس ميتا .
كُن إنسانا
والدعوة لنكون بني أدمين أصبحت ملحة وضرورية في زمن يدفعك نحو الذاتية دفعا ، فتجد نفسك مرغما – إذا لم تكن متسلحا بالإيمان بأن إنسانيتك هي السبيل الوحيد للخلاص من ذلك الإرغام – للاذعان .. وهنا ستصبح واحدا في قطيع اللا إنسانيين  ..

وكنموذج : تصرف بعض الغوغاء تجاه الأسيوي الذي وجد نفسه مطاردا في الطريق السريع ، حين اتخذوه مادة للسخرية والضحك ، استغلالا لظهور فيروس كورونا ، وظنهم بأنه صيني  مصاب به ، وحتى لو كان مصابا فكان  عليهم القيام بالواجب الإنساني نحوه ، باتخاذ اللازم لتوصيله إلي السلطات الطبية لتتخذ تجاهه الإجراء الذي يحمي حياته ، ولا يعرضها للخطر .. هنا نراه معرضا للخطر برغم أنه ليس مصابا ، لكن الخطر الذي يواجهه سببه هؤلاء الذين غابت إنسانيتهم ،  وغاب ضميرهم ، فتخلوا عنه ، وجعلوه مادة للسخرية .. فهل هذا هو سلوك المصريين حين يراه العالم من خلال الميديا التي نقلت صورته وهو يجري مذعورا بين العربات ، وكان من الممكن أن تدهسه بين عجلاتها ؟؟
لو أر شخصا واحدا رشيدا ، ينقذه مما ألم به من ذعر وخوف وتنمر ، حتى رجل المرور لم يتخذ اللازم تجاه تلك الحالة ، وان لم تكن من اختصاصه ، لكنه من وازع إنساني كان عليه أن يتحرك ، ويتصرف بما يمليه عليه الضمير .
مشاهد كثيرة مثل هذا المشهد نراها يوميا ، ونتعامل معها وكأنها أمرا طبيعيا ، في حين أنها ليست طبيعية بالمرة وتُفصح عن غياب إنسانيتنا ، وغياب ضميرنا .