|
أحدث الأخبار |
|
|
|
|
الأكثر قراءة |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
شروع في نقد |
أحمد عبد الرازق أبو العلا
الأربعاء 11 مارس 2020 09:03:09 مساءً
|
|
|
الضمير الحي .. الضمير الميت
مشكلتنا الكُبرى تكمن في غياب الضمير ، أو ما نسميه بموت الضمير.
كل شخص في الدولة من أكبر مسئول فيها إلي أصغر مواطن ، ينبغي أن يقوم بالعمل الصحيح ، لأن الإحساس الداخلي والفطري داخلنا ، يجعلنا نعرف ما هو الصواب ، وما هو الخطأ .
- وبعيدا عن الأديان التي تؤكد علي أهمية المبادئ الأخلاقية التي تحكم سلوك الشخص وتوجه أفكاره ،
دع إحساسك الداخلي – الممثل للضمير- يدفعك نحو الصواب ، ويُبعدك عن الخطأ .. لأن الضمير نفسه – بمعناه العلمي- هو مجموعة تلك المبادئ الأخلاقية .
وبمعناه الاصطلاحي : هو ما تضمره في نفسك ، ويصعب الوقوف عليه.
فلا تجعل تصرفاتك تفضح ما يصعب الوقوف عليه ، وراقب كل ما تفعله ليكون ضميرك حيا ، وليس ميتا .
كُن إنسانا
والدعوة لنكون بني أدمين أصبحت ملحة وضرورية في زمن يدفعك نحو الذاتية دفعا ، فتجد نفسك مرغما – إذا لم تكن متسلحا بالإيمان بأن إنسانيتك هي السبيل الوحيد للخلاص من ذلك الإرغام – للاذعان .. وهنا ستصبح واحدا في قطيع اللا إنسانيين ..
وكنموذج : تصرف بعض الغوغاء تجاه الأسيوي الذي وجد نفسه مطاردا في الطريق السريع ، حين اتخذوه مادة للسخرية والضحك ، استغلالا لظهور فيروس كورونا ، وظنهم بأنه صيني مصاب به ، وحتى لو كان مصابا فكان عليهم القيام بالواجب الإنساني نحوه ، باتخاذ اللازم لتوصيله إلي السلطات الطبية لتتخذ تجاهه الإجراء الذي يحمي حياته ، ولا يعرضها للخطر .. هنا نراه معرضا للخطر برغم أنه ليس مصابا ، لكن الخطر الذي يواجهه سببه هؤلاء الذين غابت إنسانيتهم ، وغاب ضميرهم ، فتخلوا عنه ، وجعلوه مادة للسخرية .. فهل هذا هو سلوك المصريين حين يراه العالم من خلال الميديا التي نقلت صورته وهو يجري مذعورا بين العربات ، وكان من الممكن أن تدهسه بين عجلاتها ؟؟
لو أر شخصا واحدا رشيدا ، ينقذه مما ألم به من ذعر وخوف وتنمر ، حتى رجل المرور لم يتخذ اللازم تجاه تلك الحالة ، وان لم تكن من اختصاصه ، لكنه من وازع إنساني كان عليه أن يتحرك ، ويتصرف بما يمليه عليه الضمير .
مشاهد كثيرة مثل هذا المشهد نراها يوميا ، ونتعامل معها وكأنها أمرا طبيعيا ، في حين أنها ليست طبيعية بالمرة وتُفصح عن غياب إنسانيتنا ، وغياب ضميرنا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|